
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دهـش الفـؤاد فكـان أن يتفطّـرا
والـدّمع فـاض ولـم يـزل متحدّرا
فتنكّد العيش الهنئ واظلم الوقت
المضــــيء لـــوقته وتكـــدّرا
وتــوالت الأحـزان طـرّاً وانقضـت
عنّـا أويقـات السـرور كمـا ترى
والهــمِّ والغــمِّ الممـضّ تجـدّدا
والأنــس ولَّـى بالسـّرور وأدبـرا
كــلّ القلــوب تنغّصــت وتفتــت
لمّـا نعـى الشهم الهزير بلا مرا
العـالم المفضـال شيخ العصر بل
نـور الزّمـان لمـن غـدا متدبّرا
عـالي المقـام علـي ابـن محمـد
جـالي القتام إذا الزّمان تنكّرا
مـن فـاق أهـل العلم من أقرانه
بمــآثر وفضــائل لــن تُحصــرا
فهو الكريم لمن أتى يبغي الندى
والبـدر في أوج الكمال إذا سرى
ذو همّــة تعلــو الثريـا رفعـة
وعزيمـة عنهـا الشـجاع تقهقـرا
وفصــــاحة وبراعـــة وبلاغـــة
خصـّت بـه والغيـر عنهـا تـأخّرا
هـو قطبنـا الحـاوي لكـلّ فضيلة
لا غـرو كـلّ الصيد في جوف الفرا
أسـفي علـى ذاك الإمـام المنتقى
مبـدي الصواب إذا اللبيب تحيّرا
رزء تكــاد الأرض ترجــف دهشــةً
والنّـاس كـادت أن تمـوت تحسـّرا
أسـفي علـى ركـن العلوم ورأسها
أسـفي علـى مـن للـدروس مقـرّرا
مــن للتلامـذة العفـاة مسـاعداً
مــن للســؤال موضــّحاً ومفسـّرا
مــن للنصــيحة بــاذلاً بتواضـع
مـن في دجى الليل البهيم منوّرا
مــن للنـواهي المعضـلات مفرّجـاً
مـن للضـعيف المسـتجير مـؤازرا
مــن آمـراً بـالعرف حقـاً بعـدة
وعــن المنـاكر زاجـراً ومحـذرا
إن المجــالس والمحافـل أظلمـت
لممــاته والجــوّ عــاد مغـبراً
فبكـت عليـه الأنـس حزنـاً بعدما
هتفت به الجنّ المنيعة في العرا
وبكـى عليـه الـدّرس عطّـل نحـره
والعلــم ينــدبه بـدمع أحمـرا
والليـل أظلـم مـذ نعـى محبوبه
إذ كــان يحيــى قلبـه متفكـرا
يـا دهـر قـد أفجعتنا بوفاة من
قـد كـان كهـف اللائذيـن بلا مرا
يـا قـبر قـد واريت طوداً باذخاً
عجبـاً لطـود سـاخ في وسط الثرى
إن تسـترنّ الجسـم عنـا قـد بقت
منــه علــوم بثهـا لـن تسـترا
فحيـــاته موجـــودة بعلـــومه
والجسم عاد إلى التراب كما ترى
فلقـد رضينا ما قضى المولى على
كــل الـورى ممـن قضـى وتـأخرا
لا بـــدّ للمخلــوق أن يتجرعــن
كـاس الحمـام فكـن إذاً متصـبرا
يـا ربِّ فاسـكنه الجنـان منعمـاً
بجـوار أحمـد خيـر أصناف الورى
ثـم الصـلاة مـع السـلام عليه ما
غنّـى الحمـائم فـوق غصـن أخضرا
والآل والأصــحاب مــا بـدر بـدا
فـي الأفـق معترضـاً وما ركب سرى