
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى حـدثان الـدهر نـاء عـن الحد
فبـالهزل يولينـا المـرار وبالجد
أأبصـــرته إذ هــد شــامخ ثلــة
مـن الجود والإحسان والفخر والمجد
لك الله من دنيا لقد عشنا في هنا
فلـم نـدرما نحس الزمان من السعد
رمتنــا بــأرزاء عليتنـا مصـائب
مصـائب لا تـردي الجيـوش كما تردي
تحملـت أعبـاء الزمـان على المدى
فـأرزاؤه تربـو عـن الحـد والعـد
ولكـن كهـذا النعـي لـم أك حاملا
ولـم يـر قبلـي مثـل هذا ولا بعدي
فـان ابنـة الأفضـال والـدة العلى
ســليلة أمجــاد أسـود مـن الأسـد
تــوارت بــترب بعـد مسـك وعنـبر
فـأورثت الـدنيا النكال من الفقد
وســيان عنــدي مرهــا ولذيــذها
فلا المـر مـر لا ولا الحلـو بالشهد
كذا القرب بل والبعد عندي تساويا
فلا بعـدها مجـدي ولا قربهـا مهـدي
ولســت أيـا ابـن الأكرميـن بـأول
مـن النـاس قـد صـادفت رزء بلا حد
فكـم جنـدلت من سيد في الورى وكم
أنـاخت لسـرح كـان كـالعلم الفرد
وان لـم يكـن مثلا لمـا قـد فقدته
فلـم تحمنـا منه السيوف من الهند
ولـم يحمنـا حـزن ولـم يحم سهلها
ولــم يحتمـى منـه بغـور ولا نجـد
تسـلت عـن الـوجه الحميد فقد سمت
برشــد وافضـال علـى كـل ذي رشـد
صــلاة مــن الرحمــن تنـزل رحمـة
علـى ذلـك الـوجه المجمـل بالحمد
فكـم أسـدت الإحسـان والفضل للورى
فسـادت بـه فخـراً على كل من يسدي
ســمت وتســامت فهـي محـض مكـارم
حـوت كرمـا حـازت بـه جنـة الخلد
سـقى اللـه قـبراً حلـه مثلـه سنا
هوامـع لطـف هاميـات علـى اللحـد
كريمــة طبــع بنــت جـود عفيفـة
ســلية ســادات كـرام مـن المهـد
فريــدة ذات فــي المكـارم نخبـة
تــوفت فـوافت بالنقـاوة والزهـد
مكارمهـــا فيهــا خصصــن جبلــة
تجــل وتســمو أن تحـاول بالجهـد
فصـبرا وصـبرا أيهـا الواحد الذي
علا فـي الـورى بالفضل والأب والجد
تعلمنـا الصـبر الـذي يـدفع الأسى
فنحـن عـن التفهيم في غاية البعد
أجلــك يــا مـولاي عـن ذا وغيـره
فانـك فـرد الـوقت في كل ما تهدي
فلا زلــت فــي حفــظ الإلـه مبجلا
كريمـا نجيبـا مفـرداً كامل السعد
عثمان بن علي بن عمر بن عثمان العمري الدفتري، أبو النور، عصام الدين.شاعر، مؤرخ، أديب. ولد بالموصل ورحل إلى اليمن، ثم إلى القسطنطينية فولي ديوان المحاسبة ودفتر الأراضي ببغداد. وأقام في هذه أربع سنين، وعزل سنة 1175هـ، وسجن. وعاش معذباً بما أصابه من ظلم واليي بغداد في أيامه (علي باشا، وعمر باشا) فرحل إلى القسطنطينية شاكياً فتوفي فيها.له (الروض النضر، في تراجم أدباء العصر - ط)، و(راحة الروح - خ) في الأدب، و(المقامة العمرية- خ) في دار الكتب، و(تذكرة المعالم والطلول والرحلة في أربعة فصول).