
الأبيات46
صــنت عهـد الحـبيب وصـلا وهجـرا
وحفظــت الــوداد ســرا وجهـرا
واتخـذت الوفـاء فـي الحب دينا
مســـتديما ومـــذهبا مســتمرا
لا أخـون العهـود بعـد اعتصـامي
بحبـال الوفـا ولـو ذبـت هجـرا
أنــا أولــى بحفــظ ودى لانــي
قـد أطعـت الغـرام نهيـا وأمرا
جلبـــت مقلــتي علــىّ ســقامي
فاصـطباري علـى الصـبابة احـرى
عجـب العـاذلون مـن فـرط صـبري
فــأروني بعــد الملامــة عـذرا
ثــم قــالوا تســل عنــه قليلا
وتجلـــد فــأنت بالوجــد أدرى
واتــق اللــه فـي فـؤاد حزيـن
ذاق صــرفى هــواه حلـوا ومـرا
أنكــر الحــب عـن رفاقـك حـتى
أعلـــن الــدمع ســره فــأقرا
أســرته يــد الشــجون فأمســى
عبـد رق الهـوى وقـد كـان حـرا
قلــت كفـوا عـن النصـيحة انـي
مـن شـؤون الجـوى وقـد كان حرا
كيـف أسـلو ود ولـه الحسن فينا
لعبــت ريمهــا بتيجــان كسـرى
وكلـت بـى الضـنى فأسـلمت روحي
فـي يـديه ولـم أجـد لـي مفـرا
أعشـق السـهد والبكـار وأنينـي
والتصــابي إذا الظلام اكفهــرا
ويــذود المنــام عنــي غــرام
واكـتئابي ولـم يطـع لـي أمـرا
زج بــي فـي بحـار عشـق لـديها
ملــك يأخــذ النواصــي قهــرا
لــم نخــف يمــه لانــا سـبحنا
مـن بحـار الـدموع بحـرا فبحرا
ولقينــا بســاحل العشـق حربـا
فيـه قـد أضـحت الفـوارس أسـرى
ورماحـــا وأســـهما وســـيوفا
وجنـودا حـازت علـى الصـب نصرا
يتلــوى زمانهــا فــارس الحـب
وفــي قلبهــا الغـرام اسـتقرا
وســهاد الجفــون فيهــا يميـن
واحـتراق القلـوب للجيـش يسـرى
فركبنــا خيـل التصـابي جيـادا
وأذرعنـا الثبـات بيضـا وسـمرا
واجتنينــا غـرس الوقـائع وصـلا
مـن حيـاة النفـوس أهنـى وأمرا
فــي ليــال بـدورها قـد تجلـت
فاكتســى الأفـق بالملاحـة سـترا
واغتمنــا الصـفاء مـن فـرص ال
أيــام لمــا تبسـمت لـي ثغـرا
حيــث وجـه الزمـان طلـق نضـير
ومحيــا الهنــا تــألق بشــرا
ووفــود الســعود فينــا بمحمـو
د أخــي المكرمــات تشـتدّ أزرا
الأديـــب الأريــب رب المعــالي
والحسـيب النسـيب مجـدا وقـدرا
خيــر مــولى رقـى علـى أفـق ال
فَضـل فأمسـى بـذلك الأفـق بـدرا
ألمعــي الــذكا أياســي فكــر
بحــتري الآيــات نظمــا ونـثرا
أدب يفضـــح النســـيم وشـــعر
يــزدرى بالريـاض نفحـا ونشـرا
وصـفات أتاحهـا الظـرف مـا لـم
توف منها الرواة في الوصف عشرا
وعلــوم لهــا الأفاضــل تعنـوا
ســاجدات الجبـاه نجـدا وغـورا
أصـدق النـاس فـي الاخـاء ودادا
اعطـر النـاس فـي المحاسن ذكرا
يـــا أميــري وملجــاءى وملاذي
دمـت كهفـا ونلـت سـعد أو بشرى
يعلــم اللــه لوعــتي وشـجوني
واشــتياقي واننــي بــك مغــرى
لــم أزل حافظــا لعهــدك حبـا
باللقـا مغرمـا كمـا أنـت أدرى
كيــف أنسـى وداد مـولى حبـاني
كــل فضــل ولــو توسـدت قـبرا
ســـيدي اننـــي إليــك مشــوق
أوقـد البعـد فـي فـؤادي جمـرا
أنــا عبـد وأنـت مـولاى فاسـمح
بالرضــا والتمـس لعبـدك عـذرا
واعـف عمـا جنـاه عفـوا كريمـا
فـالكريم الحليـم بـالعفو احرى
واقبـل الحمـد مـن صـديقك حمدى
وتقبـــل منــه ثنــاء وشــكرا
فلقــد جــاءني كتابــك يحلــو
حــاملا مــن يـارض فضـلك زهـرا
أعجــز الفكــر ان يفـوه بحـرف
منــه والكــف ان ينمــق سـطرا
دمــت فــي رفعــة وعشـت بخيـر
ثــم لا زلــت للمكــارم صــدرا
وســـلامي إليـــك راق ختامـــا
ضـــمخته يــد التحيــة عطــرا
قصائد أخرىلمحمد حمدي النشار
أعقيق دمع الأعين القرحاء
أقف المطية إن وصلت إلى منى
تنفس صبح السعد عن فلق البشر
مكارم مولانا الخديوي أم القطر
ألمثل ذا فعل الملوك الصيد
كذا فلتكن آيات سعدك يا مصر
بشراك يا نفس نلت القصد بشراك
إليك تناهي الفخار صبيا
رضاك فمالى عن هواك بديل
أحق فتى تهدى له آية الحمد
في أفق دمياط شكل العلم رقد رسما
ذاك الأمير الذي طابت عناصره
أما والغرة الغرا
عوذ بشكر الله هذا السوددا
بشرى لنا طاب الزمان وأسعدا
كفى بضنى جسمى من الوجد ما جرى
بشرى فقد أنجز الإقبال ما عدا
هل رحمة وتعطف لمتيم
كشف اللثام فأخجل الأقمارا
بدر التهاني مغربا أو مشرقا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025