
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طلــع المشــيب عليــك بالإنـذار
وأراك منصـــرفا عــن التــذكار
جــذلان بالعصــيان مســرورا بـه
متهاونــا أبــدا بسـخط البـاري
حــتى كــان الشـيب جـاء مبشـرا
لـك بـالخلود فـأنت فـي استبشار
يـا راكضـا ركـض الجـواد بلهـوه
متحملا بالـــــذنب والإصـــــرار
حــتى م أنــت ببحـر غيـك راكـس
أأمنــت ويحــك ســطوة الجبــار
مهلا ألـــم تعلــم بأنــك ميــت
ومخلـــد فـــي جنـــة أو نــار
أتغــرك الــدنيا وأنـت خبرتهـا
علمــا بمــا فيهـا مـن الأكـدار
دار حــوت كــل المصـائب والبلا
والشــــر والآفـــات والأخطـــار
اللـه مـا فعلـت وهـل تـدري بما
فعلــت بعــترة أحمــد المختـار
ســـلبتهم ميراثهـــم ونفوســهم
ظلمـــا بأيـــدي معشــر فجــار
وأجــل كــل مصــيبة نزلـت بهـم
رزء الحســـين ورهطــه الأبــرار
تلـك الرزيـة مـا لهـا مـن مشبه
عمــر الزمــان ومــدة الأعصــار
تــالله لا أنســاه يقــدم فتيـة
كالأسـد يقـدمها الهزبـر الضـاري
حـتى أتـى أرض الطفـوف فلـم يسر
عنهـــا لمحتــوم مــن الأقــدار
فعـدت عليـه مـن العـراق عصـابة
مـــن كــل رجــس فــاجر غــدار
منعــوا عليـه المـاء حـتى كضـه
وقـــبيله حـــر الأوام الــواري
فأجــابهم وهـو ابـن بنـت محمـد
المــوت أولـى مـن ركـوب العـار
تــأبى ركــوب الـذل منـا أنفـس
طهــرت ونلناهــا مــن الأطهــار
وبقـي ابـن خير المرسلين مجاهدا
فــردا بــذاك العســكر الجـرار
ويقــول للأخــت الحزينــة زينـب
ودمـــوعه كالوابـــل المــدرار
أوصــيك بالأيتــام لمــي شـعثهم
وتلطفــــي لكبـــارهم وصـــغار
وإذا رأيــتي جثـتي فـوق الـثرى
تـــذري عليهــا للريــاح ذواري
فتجلـــدي لا تشـــمتي أعــداءنا
وتمســــكي بســــكينة ووقـــار
وثنى العنان إلى الطغاة تراه في
ليــل الــوغى كـالكوكب السـيار
ويكـــر فيهــم تــارة فــتراهم
قطعــا بحــد الصــارم البتــار
أبدى لهم وهو ابن حيدر في الوغى
حملات والـــده الفــتى الكــرار
حـتى إذا أروى الصـوارم والقنـا
منهــم وألحقهــم بــدار بــوار
وافـاه سـهم خـر منـه على الثرى
كســـجوده للـــه فــي الأســحار
ودعتــه زينــب وهـي تنـدبه ألا
يــا بـدر ديجـوري وشـمس نهـاري
يـا ظاميـا ورد الحتـوف ولم يذق
بـرد الشـراب سوى النجيع الجاري
يـا ميتـا مـا نـال مـن غسل ولا
كفـــن ليســتر جســمه ويــواري
يــا خيـر ضـيف نـازلا فـي قفـرة
غيــر الأسـنة مـا لـه مـن قـاري
أأخـي مـن ذا بعـد فقـدك يرتجـى
للنائبـــات وبحرهـــا المــوار
أأخـي مـن ذا بعـد فقـدك يرتجـى
للصـــوم والصـــلوات والأذكــار
أأخـي مـن ذا بعـد فقـدك يرتجـى
لقــراء ضــيف أو حمايــة جــار
ثـم انثنـت تـدعو الرسـول محمدا
تنعـى لـه السـبط القتيل العاري
وتقـول يـا جـداه هـذا السبط قد
قتلــوه عطشــانا غريــب ديــار
هــذا حبيبــك بــالطفوف مجــدل
تجــري عليـه الخيـل جـري مغـار
هـذي نسـاؤك يـا رسـول اللـه في
كــرب الخطــوب شــواخص الأبصـار
يــا آل بيــت محمــد إنـي لكـم
عبــد ومــا فـي ذاك مـن إنكـار
منـي لكـم محـض المـودة والـولا
والنصـــح فــي الاعلان والأســرار
إذ حبكـم فـي الـذكر مفـروض وفي
مــا جــاء مـن متـواتر الأخبـار
ولكـم بيـوم البعـث من رب الملا
أمــر الشــفاعة فـي ذوي الأوزار
فلــي اشـفعوا ولوالـدي وأسـرتي
والســامعين مصــابكم والقــاري
وإليكــم الجــاني علــي زفهــا
عــذراء قــد خلقـت مـن الأفكـار
ألبســتها وبكــم تعـالى قـدرها
مــن ذكركــم حللا مــن الأنــوار
فتقبلوهـــا جـــاعلين صــداقها
أن تســـكنوني منكـــم بجـــوار
وعليكـم صـلى المهيمـن ما ابتغى
لكــم بســيل المكرمــات مجـاري