
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا خيـر مـن ذملت يمانية به
بعــد الرســولِ لآيـسٍ ولطـامع
وأبـر من عبد الإله على التقى
عينــاً وأقــوله بحــقٍّ صـادع
عسل الفوارع ما أطعتَ فإن تهج
فالصـابُ يمزجُ بالسمام الناقعِ
متيقظـاً حذراً وما يخشى العدى
نبهـان مـن وسنات ليل الهاجع
ملئت قلـوب النـاس منك مخافةً
وتــبيت تكلـؤهم بقلـبٍ خاشـع
بــأبي وأمـي فديـةً ونبيهمـا
مــن كـل معضـلةٍ وريـبٍ واقـعِ
مـا أليـنَ الكنفَ الذي بوأتني
وطنــاً وأمـرعَ رتعـهُ للراتـعِ
للصـالحات أخـاً جعلـتَ وللتقى
وأبـاً رؤوفـاً للفقيـرِ القانع
نفسـي فـداؤك إذ تضـل معاذري
وألـوذ منـك بفضـل حلـمٍ واسعِ
أملاً لفضــلكَ والفواضـلُ شـيمةٌ
رفعـت بنـاءك بالمحـلِّ اليافع
فبـذلت أفضـلَ مـا يضيق ببذله
وسعُ النفوسِ من الفعال البارع
وعفـوتَ عمـن لـم يكن عن مثله
عفـوٌ ولـم يشـفع إليـك بشافع
إلا العلـوُّ عـن العقوبة بعدما
ظفــرت يـداك بمسـتكين خاضـع
فرحمـت أطفـالاً كـأفراخ القطا
وعويـل عانسـةٍ كقـوس النـازع
وعطفـت آصـرةً علـيَّ كمـا وعـى
بعد انهياض الوثي عظمُ الظالع
اللـه يعلـم مـا أقـول فإنها
جهـد الأليـةِ مـن حنيـفٍ راكـعِ
قسـماً فمـا أدلـي إليـك بحجةٍ
إلا التضــرع مــن مقـرٍّ خاشـع
مـا إن عصيتك والغواةُ تقودني
أســـبابها إلا بنيــةِ طــائع
حـتى إذا علقـت حبـائل شقوتي
بـردى إلـى حفر المهالك هائع
لـم أدرِ أن لمثـل جرمي غافراً
فـوقفت أنظـرُ أي حتـف صـارعي
رد الحيـاةَ علـيَّ بعـد ذهابها
ورعُ الإمـام القـادرِ المتواضع
أحيــاكَ مــن ولاكَ أطـولَ مـدةٍ
ورمـى عـدوكَ في الوتين بقاطع
كـم مـن يدٍ لك لم تحدثني بها
نفسـي إذا آلـت إلـي مطـامعي
أســديتها عفــواً إلـيَّ هنيئةً
فشــكرتُ مصـطنعاً لأكـرم صـانع
إلا يســيراً عنــدما أوليتنـي
وهـو الكـثير لدي غير الضائع
إن أنـت جدتَ بها عليَّ تكن لها
أهلاً وإن تمنــع فأعـدلُ مـانعِ
إن الـذي قسـم الخلافـة حازها
فـي صـلبِ إدمٍ للإمـامِ السـابع
جمـعَ القلوبَ عليك جامعُ أمرها
وحــوى رداؤكَ كـل خيـرٍ جـامعِ
إبراهيم بن محمد أبو إسحاق أمير المؤمنين المبارك ابن المهدي العباسي الأسود الملقببالتنين لسمنه، وكان فصيحاً مفوهاً بارع الأدب والشعر بارعاً إلى الغاية في الغناء ومعرفةالموسيقى، وأمه اسمها شكلة، روى عن المبارك بن فضالة وحماد بن يحيى الأبح، وليإمرة دمشق سنتين ثم أربع سنين لم يقطع على أحد في عمله طريق، وبويع بالخلافة زمنالمأمون وقاتل ابن سهل وهزمه إبراهيم فتوجه نحوه حميد الطوسي فقاتله فهزمه حميدواستخفى إبراهيم زماناً حتى ظفر به المأمون وحديثه في ذلك مشهور فعفا عنه وأوردصاحب الأغاني وغيره من ذلك جملة.وكان أسود حالكاً عظيم الجثة لم ير في أولاد الخلفاءقبله أفصح منه ولا أجود شعراً. ولد سنة اثنتين وستين ومائة وتوفي رحمه الله في شهررمضان سنة أربع وعشرين ومائتين وكان قد غلب على بغداذ والكوفة والسواد، فلماقارب المأمون العراق ضعف أمر إبراهيم وركب بأبهة الخلافة إلى المصلى يوم النحر وصلىبالناس وهو ينظر إلى عسكر المأمون ثم انصرف من الصلاة وأطعم الناس بقصر الرصافةثم استتر وانقضى أمره وظفر به المأمون سنة عشر وعفا عنه وبقي مكرماً إلى أن مات.ويقال إنه ما اجتمع غناء أخٍ وأختٍ أحسن من إبراهيم وأخته علية ابني المهدي، ولهترجمة طويلة في تاريخ دمشق تكون في سبع عشرة قائمة. وكان سبب ولايته الخلافة أنالمأمون لما كان بخراسان جعل ولي عهده علي بن موسى بن علي الرضي فشق ذلك علىالعباسيين ببغداذ وبايعوا إبراهيم ولقبوه المبارك لخمس بقين من ذي الحجة سنة إحدىومائتين وبايعه العباسيون في الباطن، ثم بايعه أهل بغداذ في أول يوم من المحرم سنة اثنتينوأظهروا ذلك وصعد المنبر ثم إن إبراهيم اختفى بعد لذلك لثلاث عشرة ليلة بقيت من ذيالحجة سنة ثلاث ومائتين (عنالوافي للصفدي)