
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرى الدهر صافاني ومال إلى الصلح
ومــن بعـد حرمـاني أتـاني بالنُجـح
وأصــغي إلــيَّ الجـد حيـن دعـوته
ولاحـت تباشـر المنـى لـي مـن صُبحي
أتــاني علـى الإبحـار والـبرّ بـرّه
بأسـرع من شكوى احتياجي إلى السمح
فلـــم تــكُ إلا دعــوة فأجــابني
إجابــة صــنو وهــو لـي سـيد لـحّ
ولـو لـم يجرنـي مـن زماني بفضله
لأصـبحت فـي بـؤس وأمسـيت فـي بـرح
وحنــت بأشــجاء التمنـي فـإن لـي
لجرحــا ممضــاً دونـه ألـم الجـرح
فلــي فـي نهـار جهـد سـبح وحرفـة
وفـي ليلـتي حبـس وحُـرف عـن السبح
إذا كنـت لا أشـكو إليـه فمـن عسـى
يكـون إليـه مشـتكى الضـرّ والتَّـرح
ومن ذا الذي تلقاه في الناس مسجحاً
سـواه إذا اضـطر المضيم إلى السجح
خلائق لا يــوفي الثنــاء بوصــفها
ولــو كنـت حسـّان البلاغـة والفصـح
أغــار علــى أوصـافه الغـر أنهـا
تشــاركها أوصـاف آخـر فـي المـدح
هـداني لـه جـدّي وقـد كنـت غاويـاً
مـع الشـعراء البـائرين ذوي الكسح
وكــان زمــاني مازحــاً فمزحتــه
فلمـا تعـاطى الجـدَّ ملـت عن المزح
فصــــار لشــــعري رونـــق وطلاوة
وحُـــقَّ لـــه الإملاء فــي ملأ فصــح
وقـد كـان فـي سـوق الأعـاجم كاسداً
مقــالي واطــرائي عليهـم بلا ربـح
فكــم بــتُّ أُنضـي خـاطري لمـديحهم
فقمــت وبـي رنـح وأعييـت كالطلـح
ولــم يغـن عنـي مـا مـدحتهم بـه
فتيلاً وما ازدادوا سوى البخل والشح
ولـم ينقـدوا كفـارة الكـذب الذي
علـيّ بـأعلى اللـوح ما هو بالممحي
ولــو أننــي راسـين عصـري فيهـم
وملطـن ما استحققت منهم سوى النشح
فهــا أنـا ذو ربـح ولسـت بمفـتر
ثنــاء وإطــراء وكنـت بهـا أُلحـي
فحـل يـا زمـاني بين فوزي ومطلبي
أن أسطعت واستعدى الخطوب على فدحي
فلــي باســمه اسـتفتاح كـلّ قضـية
ويمنــاه اقليــد السـعادة والفتـح
ألا فليزرنـي اليـوم من كان مزرياً
بشـأني يجـد كـوخي اعـزَّ مـن الصرح
علا بمعـــاليه مقـــامي ورتبــتي
وصـرت إلـى أقصـى الأمـاني ذا طمـح
إذا أبصــرت عينـاي مـن هـو مخفـق
كـدأبي مـن قبـل انتحلـت لـه نصحي
وقلــت لــه أبشـر بمـا أنـت طـالب
فمـن يـدع يوماً باسمه فاز بالسنح
هو الماجد النائي مدى الدهر صيته
قريـب من الداعي على القرب والنزح
فليــس علــي بعــد يــؤخر رفـده
وليــس علـى قـرب يمـل مـن المنـح
هــو الحــازم النحريـر طلاّع أنجـد
كريــم نزيـه النفـس ذو خلـق سـجح
مليـك أجـلّ الخلق سامي الذري الذي
منـاقبه الغـرَّاء تغنـي عـن الـثرح
أميــري ومــولاي الكريــم وســيدي
ومـن هـو بعـد اللّـه لي سند الركح
تظنّيــت فيـك الخيـر والفضـل كلـه
فحققــت ظنــي فهـو دونـي فـي صـح
أتــاني وعــد عنــك إنــك منزلـي
لـديك كمـا أنزلـت أهلـي فـي نـدح
ولا ريــب عنــدي أن وعــدك منجـز
وأنــي لا أحتــاج معــه إلـى فسـح
فهــاك منــي المــدح خدمـة مخلـص
فجـد بالرضـى عنـه فـديتك والصـفح
ودم كهــف عــزَّ للــذليل وملجــإ
لقاصـده مـا انجـاب ليـل من الصبح
أحمد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق. عالم باللغة والأدب، ولد فى قرية عشقوت (بلبنان) وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً، ورحل إلى مصر فتلقى الأدب من علمائها، ورحل إلى مالطا فأدار فيها أعمال المطبعة الأميركانية، وتنقل في أوروبا ثم سافر إلى تونس فاعتنق فيها الدين الإسلامي وتسمى (أحمد فارس) فدعي إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة (الجوائب) سنة 1277 هـ فعاشت 23 سنة، وتوفي بالأستانة، ونقل جثمانه إلى لبنان. من آثاره: (كنز الرغائب فى منتخبات الجوائب- ط) سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته في الجوائب، و(سرّ الليال فى القلب والإبدال) فى اللغه، و(الواسطة فى أحوال مالطة- ط)، و(كشف المخبا عن فنون أوروبا- ط)، و(الجاسوس على القاموس)، و(ديوان شعره) يشتمل على اثنين وعشرين ألف بيت، وفى شعره رقة وحسن انسجام، وله عدة كتب لم تزل مخطوطة.