
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــــا للرِّمــــالِ بطاحُهــــا خَضـــْراءُ
اتَنَصـــَّلَتْ مـــن لونِهِــــا الصَّحــــراءُ
أنــا لا أرى الكُثبــانَ تجتــاحُ المـــدَى
بالجَّــــدْبِ أو تجتاحُهــــا الرَّمضــــاءُ
فهـــل اســـتعارتْ حُلَّــــةً مــن سُنـــدُسٍ
فـــإذا الفَيَافـــــي جَنَّـــةٌ فيحــــاءُ
طَبـــعُ الطّبيعــــةِ أنَّهـــا إن أخْصَبَـــتْ
ماجــــتْ علـــى جنباتِهـــا النَّعْمـــاءُ
وسَجيّـــــةُ الكُرمــــــاءِ أنَّ أكُفَّهُـــــمُ
تُعطــي فَيُعْــدي سَيبُهـــا المِعْطَــاءُ
ورِمالُنـــا مُـــذْ صـــَافَحَتْ يَـــدَ زايــدٍ
ســالَ النَّضــارُ بهــا وقَــامَ المــــاءُ
فـــإذا الســـِّباخُ المـــاحلاتُ رويَّـــــةٌ
وإذا البقــاعُ المُقْفـراتُ عَطَـــاءُ
رَجُـــلٌ خُطـــاهُ خُصـــوبةٌ أنَّـــى مَشـــَى
فالجــــودُ خلـــفَ رِكابــــه مشَّـــــاءُ
فكأنَّـــــهُ فــــيْءٌ لــــه لكنَّـــــــهُ
أَبــداً يُقيــمُ وتَنطـوي الأَفيَـــاءُ
ويـــداهُ دِجلـــةُ والفــراتُ إذا سقـــى
بِهُمـــا الخَليـــجَ فمــاؤُهُ شَجـــــرَاءُ
زَعَـــمَ الأُولـــى شـــَنَؤوهُ أنّــيَ مُسْـــرفٌ
مُتكلِّفٌـــــ، وقصائــــــدي إِطْــــــراءُ
فـــأجبتُ لــو عَرَفــوا ســجاياهُ ازدروا
شـــعري وقـــالوا عقَّـــهُ الشُّعــــراءُ
ورمُـــوهُمُ بـــالعيِّ فيمـــا أنشـــــدوا
وهُـمُ قضــاةُ الشِّعــرِ والبُلغَـــاءُ
حَـــقُّ العظيــمِ علــى النَّظيــمِ قصيـــدةٌ
فيهــــا تُـــزَفُّ الغـــادةُ العــــذراءُ
يــــا حاســـدَيَّ وحَاسِــــديهِ أجَلُّكُــــمْ
دونــي ودُونَ أميــريَ الأُمَـــرَاءُ
أنــا مــا شــأَوتُ بِــدا حســي غـبرَاَءكُمْ
بــل بالَّــذي تشـــدو لـــه الغَبْـــرَاءُ
بالفـــارسِ الفـــرد الَّــذي وقَفَاتُـــــهُ
ســَيْرٌ وأيْسـَرُ سيـــرِهِ إِرْخَـــاءُ
فَتـــنَ الحَضـــَارةَ حيــنَ جَــارى رَكْبَهــا
فــإذا الحَضــَارةُ فــي الرِّكــابِ حِــدَاءُ
فــي رُبْــعِ قَــرْنٍ شــَادَ مـا شـَادَ الـورى
فــي القَــرْنِ نِعـمَ القائــدُ البنَّـــاءُ
نِعْـــمَ الإمـــاراتُ الـــتي نَعَمَــتْ بمــا
أعلـى فَـأَدْنى صـرْحِها الجَــوْزَاءُ
إنَّ الإمــــارةَ عنـــــدهُ عمــــلٌ بــــه
تَعلـو صـُروحُ المَجْـدِ لا اسْتِعْــلاءُ
أمّـــا أبوظـــبي فقـــد كــانتْ كمـــا
تجــري الرِّيـاحُ، وتعبـثُ الأنــواءُ
أعراشــــُها جـــــزُرٌ مفرّقــــةٌ كــــم
نُــثرَتْ بكــفِّ الأعســمِ الحصبــاءُ
ونباتهـــا نُتــــفٌ مبعثــــرةٌ كمــــا
عَصــَفتْ بريــشِ نعامـــةٍ نكبـــاءُ
حــــتى أتاهــــا زايــــدٌ فتراصفــــتْ
أشتاتُهـــا وتَقَــارَبَ البُعَـــداءُ
وتناســــَقتْ أشجارُهـــــا هُدُبــــاً إذا
مـا أرسلتهــا مُقلـــةٌ وَطْفـــاءُ
شــــَمَخَتْ كَفَارِســــِها وفَـــوقَ شـــُمُوخِها
شــــرفٌ ينيــــفُ ونخـــوةٌ وإبــــــاءُ
المجـــدُ أن تُبنــى البلادُ علــى التُّقــى
لا مـــــوكبٌ فخــــــمٌ ولا سُفــــــراءُ
قـــالوا العُرُوبــــةُ أُمُ كُــــلِّ تخلُّـــفٍ
وبُناتُهـــــــا الأَرزاءُ والأَدواءُ
والعُـــرْبُ كُـــلُّ العُــرْبِ حيــثُ لقيتَهــمُ
فـــي الخـــافقينِ جَهالـــةٌ جَهْــــــلاءُ
فــــأجبتُهمُ وهَـــلِ التَّقـــدُّمُ قشـــــرةٌ
حضريَّــــةٌ هــي للفُسُـــوقِ رداءُ
إنَّ التَّقـــدُّمَ أنْ تُفجَّـــرَ عـــن غِنَـــــىً
أرضٌ وتَشــرَقَ بــالعُلُومِ سمــــاءُ
وتُشــــَادَ جامعــــةٌ ويســـطعَ جامــــعٌ
بـالفكرِ بعـد الذِّكرِحين يضـــاءُ
شـــيخُ العُرُوبـــةِ زايــدٌ أرســى لنــا
أُســـُسَ الحضـــارةِ فكـــرهُ الوضَّـــــاءُ
عقـــلٌ كنـــورِ الشــَّمسِ يُبصــرُ بالهُــدى
مــاليسَ يُبصــرُ بــالنُّهى العُلَمَــــــاءُ
أنَـــا مَــا ذَكــرتُ البَحــرَ إلا ثَرثَـــرَتْ
بعـــدَ الســـُّكوتِ هواجســي الخَرْسَــــاءُ
وَمَضـــَتْ تُحـــدِّثُني عـــن المَــدِّ الـــذي
يَطغــى علــى الشــُطآنِ حيــن يَشَـــــاءُ
ويُخلّــــفُ الســـَّبخاتِ فـــي أعقابـــــهِ
بُركـاً تجـوبُ أُجَاجَهـــا الأرزاءُ
حـــتى غزاهـــا زايــدٌ فــإذا الثَّــرى
دوحٌ يُظِـــــلُّ وروضـــــةٌ غنَّــــــــاءُ
وخمائــــلٌ مـــن مَخْمَــــلٍ ديباجُهــــا
لِيـــنٌ تُـــرَوِّي هُدْبَـــــهُ الأنـــــداءُ
فـــإذا خطـــوتَ فقـــد وطِئْتَ قطيـــــفةً
وإذا نظـــــرتَ فخُضـــــرةٌ وبهــــــاءُ
وإذا تنســــَّمَتِ الصَّبــــا فَنَسيمُهــــــا
ديِفَـــتْ علـــى أعطافــــهِ الأشـــــذاءُ
وَيــحَ السِّياســةِ كــم تُخادِعُنــا كمــا
بِصِبَاغِهــــــا تتلــــوَّنُ الحِرْبَــــــاءُ
إذْ يرتـــدي الزنــديقُ أثــوابَ التُّقـــى
ويُعَظَّــــمُ المســـؤولُ وهـــو خَــــوَاءُ
ويُـــؤَلِّهُ العربيــــدَ مَــــنْ لجُيُوبِهـــم
فــي الحُكـمِ لا لشُعوبِهــم وُزراءُ
ويُصـــاغُ ألـــفُ اســـمٍ لأرعـــنَ ناصـــبٍ
شَرَكَــــــاً بـــــه تُتَصيَّـــــــدُ الآلاءُ
لكـــنَّ زايـــداً إزدرى مـــا زخرفــوا
وسمَـــــــا فليـــــسَ يَغُــــرُّهُ الَّلأْلاءُ
هُـــوَ والـــدٌ للشَّعـــبِ لا ملكٌــ، لــــهُ
نُصــُبٌ تُــزانُ بِنَصـبهِ الأحيـــاءُ
وعَلامَ يُنصـــبُ فـــي الشــوارعِ مــن لــهُ
فـــي كُـــلِّ قلــــبٍ هيبــــةٌ شمَّــــاءُ
كــم وَحــدَةٍ دُفنَــتْ لــدُنْ وُلــدَتْ فلــم
يُرفَـــعْ لهـــا فــوقَ الــرُّؤوسِ لـــواءُ
أو كُفِّنــــت عـــذراءُ يـــومَ زَفَافِهــــا
بِثيابِهــا، فالأُغنيــاتُ بُكـــاءُ
أمَّـــا اتحـــادٌ كـــان فيـــه زايــــدٌ
للعِقـدِ واسطـــةً فليـسَ يُســاءُ
بـــــالحِسِّ لا بالـــــدَّرسِ أَدرَكَ قلبُــــهُ
أنَّ العُروبــةَ موقــفٌ ومضـــــاءُ
أنَّ العُروبــــــةَ وحـــــدَةٌ لا بُـــــردَةٌ
يزهـو بهـا فـي المحفلِ الخُطبــاءُ
فـــدعا الإمــاراتَ الَّــتي ترنـــو لـــهُ
فَســعتْ وســَعيُ العاشـقينَ وفـــاءُ
طـــافت بـــه كطـــوافِ ســبعةِ أنجُــــمٍ
بالشـــَّمسِ إنَّ طوافَهـــــا استِفتَـــــاءُ
شـــيخَ العروبـــةِ طبـــعُ عصــرِكَ نــزوةٌ
وعـــــداوةٌ، وضـــــــراوةٌ ضــــــرّاءُ
فتَرَصـــــُّدٌ للمُغويـــــاتِ فنزهــــــــةٌ
فَتَصـــَيِّدٌ يزهــــو بِــــهِ الزُعمـــــاءُ
وتوســـــُّلٌ للمعتــــدينَ كأنَّنـــــــــا
للنــــاهبينَ كُنوزِنـــــــا أُجـــــراءُ
فعَلامَ طبعُـــــكَ نخـــــوةٌ لا شهـــــــوةٌ
وتمتُّــــعٌ بــــالجودِ لا استجـــــــداءُ
أَقَـــدِمْتَ مِـــنْ عصــرِ النبُّــوةِ أم جــرتْ
منهـــا إليـــكَ الشــِّرعَةُ السَّمحـــــاءُ
شــــيخَ العُروبـــةِ للشـــِّيوخِ بيـــانُهُم
إن قـابلوكَ فكُلُّهــمُ نُدمــــاءُ
ســـُبحانَ مـــن جَمــعَ الفضــَائلَ كُلَّهـــا
بكـــ، كــي يُحــاكي فضــلكَ الجُلسَـــاءُ
وليقبِســـوا منـــك الضـــِّياءَ كأنَّهــــم
شـــُهُبٌ ووجهُـــكَ يــا أميــرُ ذُكـــــاءُ
يُضــفي علــى الــدُّنيا المكـارمَ بعدمــا
أضـــفى عليهــا الخِسَّــــةَ اللُّؤمــــاءُ
ويبـــثُ فـــي روحِ السِّياســـةِ نفحـــــةً
خُلُقيَّـــةً، فــإذا الدَّهــــاءُ إبـــــاءُ
وإذا الثعـــالبُ ترعَـــوي عــن مكرهـــا
فطباعُهــــا بعــد الرِّيـــاءِ حَيَـــــاءُ
وإذا الزَّعامَــــةُ فــــي ذَراكَ أُخـــــوَّةٌ
لا قـــوّةٌ، يشقــــى بهـــا الضُّعَفَــــاءُ
ورجولـــــةٌ قــــد حمَّلتـــكَ هُمومَنَـــــ
جَبَــلاً، ينـوءُ بِحملِــهِ الأَكْفــاءُ
أشــَهَدْتَ غــدرَ يَهُــودَ إذْ رِيعــوا بمـــا
ساقاهُــــــمُ أشبالُنــــا الشُّهـــــداءُ
زحفـــوا بكـــلِّ جُنـــودهمِ وحديدِهـــــمِ
و(جِنينُ) غايــــةُ زحِفهِــــــم عَــــزْلاءُ
قصـــفوا ومـــا رأفـــوا بِطفْــــلٍ وادعٍ
مــــن قـــالَ أنَّ ذِئَابهُـــم رُحَمـــــاءُ
مـــن قـــالَ أنَّ الغاصـــبينَ بلادِنَــــا
والســــالبينَ تِلادِنــــــا أُمَنَــــــاءُ
كـــم جَوَّعُـــوا حتَّــى أتــى مِــنْ زايــدٍ
رِفْــــدٌ، ورِفْـــدُ الآخــــرينَ غُثـــــاءُ
أكـــرِمْ بمـــنْ جعـــلَ الطُّفولــةَ همَّـــهُ
وسـواهُ أكبــرُ هَمِّـهِ الإِثْــــراءُ
هـــذا يُقيـــتُ الأبريــــاءَ بِقلبِــــــهِ
وسـواهُ أطيــبُ زَادهِ البُــــرَآءُ
صقـــــرٌ جناحـــــاهُ إذا رامَ الــــذُّرى
إسلامــــــهُ والهِمَّـــــةُ العَـــــرْبَاءُ
فَبِــدينهِ القُدســيِّ يرقــى مــا ارتقـــى
مِــــنْ قَبْلِــــهِ أسلافُنــــا العُظمـــاءُ
وبروحِــــهِ القومـــــيِّ يبعـــثُ أُمَّــــةً
مـن رقـدةٍ هـي والفنــاءُ سواءُ
فتهُـــبُّ يقظـــى حيــن ينقَشــعُ الكــرى
عَــــنْ أعيــــنٍ أحــــداقُها عَشـــْواءُ
عَــــنْ أُمَّــــةٍ أبصـــارُها معصُوبـــــةٌ
برقـابِ قادتِهــا فهــمْ خُصـَماءُ
فيبـــثُّ فـــي أعطَافِهــــا مــن قَلبِـــهِ
عَطْفــاً بـه يَتَعانَــقُ الفُرقــاءُ
وتــــذوبُ أســـلاكُ الحُـــدودِ، كأنَّهــــا
زَبَـــــدٌ نهايتُــــهُ ســـُدىً وجُفــــاءُ
إنْ يَغــــرُسِ الحُكَّــــامُ حـــولَ بلادهـــم
جُـــدُراً ليركَــــبَ شُمَّهــــا الخُفــراءُ
أو يَزرعـــوا فـــي كُـــلِ طــودٍ مرصــَداً
ليُطِــلَّ منــه علــى الفَـــلا الرُّقبـــاءُ
أو يحفــــروا فـــي كُـــلِ وادٍ مكمَنَـــاً
ليغــوصَ فــي أشراكِــهِ الـدُّخلاءُ
فـــأبو خليفـــةَ ســُورُهُ العــدلُ الَّــذي
يُحمــــى بـــه الغُربـــاءُ والقُربـــاءُ
فـــأبو خليفـــةَ ســُورُهُ العــدلُ الَّــذي
يُحمــــى بـــه الغُربـــاءُ والقُربـــاءُ
وحـــدُودهُ غـــابٌ مـــن النَّخـــلِ الَّــذي
شــَمَختْ علــى هَاماتِــهِ الأَقْنـاءُ
ليُصـــيبَ منهـــا العــابرونَ إذا ســَرَوا
والعــــائدونَ بِفَيِئْهــــا إن فــــاؤوا
أَتُـــراهُ لقَّنهـــا النَّــدى مُــذ أَثْمَــرَتْ
فَثِمارُهـــا للمُجتَــدينَ غِـــذاءُ
لـــم ألـــقَ ظِلاً مثـــلَ ظِلِّــكَ وارفــــاً
والنَّـاسُ فـي أكنَافِـــهِ شُركَــاءُ
أَشـــــْرَافُهم وضــــِعَافُهم ورِجَالُهـــــم
ونساؤُهـــــم والجِنـــدُ والفُقهــــــاءُ
ولكـــلِّ قـــومٍ مـــن حِمَـــاك َ حِمَايَـــةٌ
ومِـنَ النَّــدى أُمنيَّـــةٌ زَهْــراءُ
إنْ حَــــدَّثَ الفُقهـــاءُ شَــــعَّ حـــديثُهُم
نُــوراً ليشـربَ صَفْــوَهُ الأصْغَــاءُ
والمعســــرونَ يـــرَونَ عنَّـــدكَ يُســـْرَهُمْ
والبُـــرءَ يرجـــو عنــــدكَ الزُّمنَـــاءُ
حـتى المَعُـوقُ إذا يَـزِلُّ تُقيلُـــهُ
مــن عــثرةٍ فــإذا السَّقــامُ شِفَـــاءُ
فَتُقيمهُــــ، وتقيـــمُ بُغيَــــةَ صونِــــهِ
نُــزُلاً يُيَمِّـــمُ شَطْــرَهُ النُّــزَلا
أمَّــا العقــولُ فدوحــةٌ مــا أثمــــرَتْ
إلاَّ وأنــــتَ الفــــــارسُ السَّقــــــاءُ
كـــم شـــِدتَ جامعـــةً لهـــنَّ ومَعْهَـــدَاً
فـإذا الدَّياجـــي ليلــةٌ قَمراءُ
وإذا النُّجــومُ العِلــمُ تُطلِعُهــا النُّهــى
أنَّـــى تَرامـــتْ بالنُّهــــى الأَنحَــــاءُ
آمنــــتَ أنَّ الـــدِّينَ والـــدُّنيا مَعَـــاً
إلفـانِ لا تغشاهُمـــا البَغْضَــاءُ
فجَمَعـــتَ بينهمـــا وقُلـــتَ تحـــاورا
فتحـــاورا فــإذا الحِــــوارُ إخـــاءُ
وكلاهُمـــــــا لِكلَيْهِمَــــــــا دِرْعٌ إذا
شـُنَّتْ علينـــا غـارةٌ شَعْـــواءُ
وكلاهُمــا يحمــي الشــَّبابَ مــن الخِنـــى
إن تَفْــــشُ عولمـــةٌ ويطـــغَ بَغَـــــاءُ
قـــالوا الإمـــاراتُ الــتي وَحَّدْتَهــــا
هــــيَ كالهِـــــلالِ وللهِلالِ نَمَــــــاءُ
فمــتى نَــرى البــدرَ التَّمــامَ فقُلـتُ إنْ
صـــَفتِ الســـماءُ لــهُ وحَـــانَ قَضــَاءُ
وتَبـــــدَّدتْ أطْمَاعُنـــــا، وتَوحَّــــــدَتْ
أَصْقَاعُنــا، وتَعَانَــقَ الفُرقَــاءُ
وتَــــذَوَّقَ الشــــُّبانُ حِكْمَــــةَ زايــــدٍ
شـَيْخِ العروبـةِ، وارعَوَى السُّفهاءُ
أو أيقنــــوا أنَّ الزَّعامــــةَ حِكْمَـــــةٌ
وكِفَايَــةٌ، ورِعَايــةٌ وسَخَــــاءُ
وتعلُّـــــقٌ بالضـــــَّارباتِ جُذورُهَــــــا
فــي أَرضِنَـــا وعقيـدةٌ عَصْمــاءُ
لا بِدعـــةٌ شـــَوْهاءُ، بَهْرجَهـــا الخِنَـــى
كيمـــا يُعـــولِمَ شَعْبَنــــا الغُربَـــاءُ
مـــن نُصــفِ قــرنٍ وابــنُ لَنــدنَ شــاهدٌ
والفضـــلُ مـــا شـــهدتْ بــه الأعــداءُ
أنَّ المــــآثرَ كُلُّهـــا فـــي زايــــــدٍ
جُمِعَــتْ فلا حَــذْفٌ ولا اسِتثنَــاءُ
زَرَعَ المحبَّـــةَ والمهابـــةَ فــي الــورى
وهـــــمُ بتلـــكَ وهــــذهِ سُعَــــــدَاءُ
فـــإذا جَنَـــى فجُنـــاهُ بِـــرٌّ خَالِـــصٌ
وجنــــى سـواهُ تَزَلُّـفٌ ورِيَـــاءُ
إن رُمــــتَ مرْحَمَــــةً رَعَتْــــكَ ظِلالُــــهُ
وترَحَّلـــــتْ عـــن ربْعِــــكَ البُرَحَـــاءُ
أو شــــِئْتَ ملحمـــةً فـــأيُّ غَضَنْفَـــــرٍ
هــو فــي اللِّقـــاءِ إذا أُتيــحَ لقــاءُ
وإذا اســـتغثتَ بِــهِ أغَاثَــكَ قَبــــلَ أنْ
يَفْنـــى الصـــَّدى وتلُفُّــــه الأمْــــدَاءُ
أرأيــتَ كيــف حمــى العراقَ،ولــم يَهَــبْ
تهديــدَ مــن ســاؤُوا العــراقَ ونـاؤُوا
مــنْ بَعــدِ مــا أَشـْلى الغُـزاةُ كِلاَبَهُـــم
فَعَــــوتْ ودونَ نُيوبِهــــا الأشْــــــلاءُ
ودَمُ الصـــِّغارِ يَســـيلُ منهــا مُعْلِنَــــاً
أنَّ الحَضـــــَارةَ عِنْدَّهُـــــمْ إِفْنَـــــاءُ
أنَّ الهنــودَ الحُمــرَ إن لــم يُمْحَقَــــوا
فـــي الرَّافـــدينِ إربَــــدَّتِ الأجْـــواءُ
أَنَّ الوجـــوهَ الســُّمرَ إنْ لــم تنطفــــئْ
لـــم تَشـــتَعلْ بســِعَارِها الحَمْـــــراءُ
حــتى انــبرى الشــَّيخُ العظيــمُ لإِفْكِهِــمْ
فَـــإذا الضَّــــوَارِي كُلُّهــــا بَكْمَـــاءُ
وإذا الفِـــرَاخُ الزُّغــبُ أَفْــرَخَ رَوْعُهـــا
وتَطَــــــامَنتْ وانجَابَــــــــتِ الَّلأواءُ
أَســـَمِعتَ أصـــداءَ الغُــزاةِ تَمــوجُ فــي
أُفُـــقِ الجنـــوبِ كـــأنَّهُنَّ عُــــــواءُ
وإذا الفِـــرَاخُ الزُّغــبُ أَفْــرَخَ رَوْعُهـــا
وتَطَــــــامَنتْ وانجَابَــــــــتِ الَّلأواءُ
أَســـَمِعتَ أصـــداءَ الغُــزاةِ تَمــوجُ فــي
أُفُـــقِ الجنـــوبِ كـــأنَّهُنَّ عُــــــواءُ
رَحَلـــوا بليــلٍ بعــدمَا رحَــلَ الكـــرى
عنهُـــــمْ فلا أَمْـــــنٌ ولا إِغْفَـــــاءُ
هـــابوا اللِّقــاءَ، فخلَّفــوا ألغامَهُـــم
وكـذا يُحاربُ في الوغى الجُبنَـاءُ
هَرَبـــوا وآلَـــمَ زايـــداً أنْ يَهْرَبـــوا
ووراءهــــمُ طَــــيَّ التُّـــرابِ بَـــــلاءُ
أَنْ يَســـقُطَ الأطفـــالُ مـــن ألغامِهِــــم
صــــَرْعَى وتُبتَــــرُ غِيلَـــةً أعضــــاءُ
فأغـــاثَهُم والغُـــوثُ فيـــه فِطْـــــرَةٌ
لا المَــــنُّ يُبطِلُهَـــــا ولا الإِيْـــــذاءُ
فَـــأوَى الصـــِّغارُ إلـــى ظِلالِ جَنَاحِــــه
فكــــأنَّهُ جَــــــدٌّ وهُـــمْ حُفَــــــدَاءُ
مـــن ظـــنَّ أن الجـــودَ فيـــه سَجيَّـــةٌ
ماخَــابَ لَكــنْ فَـاتَهُ الإِحْصَـــاءُ
ومـــن الَّــذي يُحصــي النُجُــومَ إذ بَــدَتْ
وتفَطَّــــرتْ عـــن دُرِّهـــا الظَلْمـــــاءُ
و أبـــو خليفـــةَ فيـــهِ ألــفُ فَضــِيلةٍ
تُملــي وشـِعْرُ المُبـدعِ الإِمْــــلاءُ
وأَحبُهُــــنَّ إلـــى القَصـــِيدِ شجاعـــــةٌ
عَـزَّتْ بـه وبِعزِّهَــا البَيْـــــدَاءُ
وَجَـــدَ الســـِلاحَ إلــى الطِّمــاحِ مطيَّـــةً
تُزْجَــــى فأســـْرَجَها لَـــهُ الإِزْجَــــاءُ
فاختَــــارَ أرهفَـــهُ ظُـــبىً، وأشـــــدَّهُ
بَأْسَـاً إذا ما اشتَدَّتِ البَأْسَــاءُ
فَالطَّــــائِراتُ تَضـــُجُّ مِلـــءَ سمائِـــــهِ
والدّارِعــــاتُ مَرَادُهـــا البَطْحَــــــاءُ
للــه أنــتَ أبــا خليفــةَ لـم تــــزلْ
ترنــوا إلى عليائـِكَ العَلْيَــاءُ
فتَـــزِلُّ عنـــكَ حَســـِيرَةً ومــن ارتقــى
مــا تَرْتَقيِـــهِ، فمــا لــهُ نُظَـــــرَاءُ
كَــــمْ مِــــنْ ذُرى جَاوزْتَهـــا فَكَأنَّهـــا
تَحـتَ الَّتـي جَاوزْتَهــــا أودَاءُ
وكأنَّمـــا ســَابقْتَ نَفسَــــــــك حِينَمَــا
لــم يَعْــدُ قُربُــكَ فـي المــدى عـــدّاءُ
إنَّ العِــــرَابَ إذا تــــواتَرَ جريُهـــــا
نَكصَــتْ علـى أعقَابِهــا الأفْــلاءُ
فَاســْلَمْ لنــا لِلشــَّعْبِ لِلعَــرَبِ الأُلــى
هُرِعُـــوا إليــكَ وفــي الشـِّفاهِ دُعـــاءُ
للمُســــلمينَ القادميـــــنَ يَشُدُّهُــــــمْ
شَوقٌ إليـكَ وبيعــــــــةٌ وَوَلاءُ
واليـــومَ يــا شــيخَ العُرويــةِ أرضــُنا
للطامعيــــنَ الجَفْنَـةُ الكَومَـــــــــاءُ
وعراقُنــا نُهــبى، تقاسـَمَ مـــــــــاءَهُ
وسَمـــاءَهُ وثــــــــراءَهُ الحُلَفَـــــاءُ
والقُـــدسُ قــد ســُبيتْ ومــا فُــديتْ،فَمَنْ
يفـــدي العَفَــافَ إذا اســتطال سَبَـــاءُ
مَـــنْ للأُلـــى ســـُحُبُ الســَّماءِ غِطَــاؤُهُم
والأرضُ مــــن تحـــتِ الجُســـُومِ وِطَـــاءُ
مــن للأُلــى تغــدُوا قبــوراً دُورُهُـــــم
فكــأنَّهم موتـــــــــى وهـم أحْيَــــاءُ
مـــن لِلأرَامِلِـــ، واليَتَــامى بَعْدَمَـــــا
عَــاثَ الــذِّئابُ بهــم ومَـــاتَ رِعَــــاءُ
لَـمْ يبـقَ بعـــــــد اللـهِ غيرُكَ كُلَّمـــا
عَصـــــَفَ البلاءُ وأعْـــــرَضَ الكُــــبرَاءُ
إنَّ الطريـــقَ إلـــى الخُلـــــودِ مُظَلَــلٌ
بالصــــَّالحاتِ وبِالجِهــــادِ مُضَــــــاءُ
وأبــو خليفــةَ مــا انثنــى عــن سـاحةٍ
فيهـــا لِصـــَدِّ الظَّالِميـــنَ رِمَــــــاءُ
والشـــّيخُ ينهـــضُ للجهـــادِ بِمَالِـــــهِ
إنْ أعْجَزَتْـهُ الصـَّعدةُ السَّمـــراءُ
فبـــهِ الرِّبــاطُ لِمــنْ تقاصــَرَ عزْمُــــهُ
دُونَ الرِّبـــاطِ وغَـــابَ عنــهُ فَتَـــــاءُ
أعطــى ويُعطــي الزَّاحِفيــنَ إلــى الـوغى
والبَاذِليـــنَ دِمَاءَهُـــم مــا شَــــاؤوا
جَـــازَ الســِّنينَ مُظفَّــراً لــو جَازَهَــــا
جَبَـــلٌ تضَعْضـــَعَ أو عَـــــرَاهُ وَنَــــاءُ
قـــد جَازَهـــا وهُمُــومُ أُمَّتِـــهِ علــــى
كَتِفَيـهِ لا شَكْــوى ولا إِعْيَــــاءُ
أَ أَبـــا خليفـــةَ طَــالَ عُمــرُكَ قُلتُهــا
والكـــونُ مثلــــيَ ضـــَارِعٌ دَعَّــــــاءُ
أَنْ لا تَـــرى غَيْـــرَ الســـُّرورِ مُرَافِقَـــاً
لــكَ فــي الحَيـــاةِ، وحولَــكَ الأَبْنَــاءُ
أن تُبصـــرَ الشـــَّعبَ الَّـــذي ربَّيتَـــــهُ
يَقْفُـــو خُطَــــاكَ ومــا بِــهِ خَطَّــــاءُ
أَنْ يُـــؤتيَ العِلْـــمُ الثِّمـــارَ وأَصْلُـــهُ
مِمَّــــا غَرَسْــــتَ فَسِيلَــــةٌ خَضْـــــرَاءُ
أَنْ يَشـــْمَخَ البُنيـــانُ شـــَمْخَةَ مَسْجِــــدٍ
تَحْنُـــو عليــهِ القُبَّــــةُ الزَّرْقَـــــاءُ
وأَجَــلُّ مــا يَبنــي العِظَــامُ بنيَّــــــةٌ
هـي للتُّقـى لا لِلفَخَـار بِنَـــاءُ
لا مـــا بَنَـــى خوفـــو علـــى جُثْمَــانِهِ
خَـــوْفَ الفَنَـــاءِ أَمــا طَــوَاهُ فَنَـــاءُ
للــهِ شــِدْتَ ومــا تَشــيدُ وفــي غَـــــدٍ
يُهـــدى إِليـــكَ مِــنَ الإِلَــهِ جَـــــزَاءُ
منـــهُ الثَّــوابُ ومنــهُ يُلتَمَــسُ الرِّضــى
فهـــو الغَنيُّـــ، وكُلُّنــا فُقَـــــــرَاءُ
وعلـــى النَّـــبيِّ صـــَلاتُنا وسَلامُنــــــا
مـــا غَـــرَّدتْ فــي أيكــةٍ ورْقَــــــاءُ
فهــو الشــَّفيعُ لنــا إذا مــا قَصَّــــرتْ
أعمالُنـــــا وتَعــــذَّرَ الشُّفعـــــــاءُ
وهــو النَّصــيرُ إذا التَــوتْ أقدامُنــــا
فَـــوقَ الصـــِّراطِ وخَانَنَــا النُّصَــــرَاءُ
فهنـــاكَ يُصـــبحُ مــا عَمِلْــتَ مِظَلَّـــــةً
والشـــَّمسُ فـــوق الحَاســـِرينَ غِطَــــاءُ
وهنــاكَ تَحْصــُدُ مــا زَرَعْــتَ هُنــا وهَــلْ
بعــدَ الهَنَــاءةِ فــي الجِنَـــانِ هَنَـــاءُ