
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــد ذبــت غيـر حشاشـةٍ وذمـاء
مــا بيـن حـر هـوى وحـر هـواء
لا أســتفيق مــن الغـرام ولا أرى
خلــواً مــن الأشـجان والبرحـاء
وصــروف أيــامٍ أقمــن قيـامتي
بنـوى الخليـط وفرقـة القرنـاء
ومـــثير هيــجٍ لا يشــق غبــاره
فيمــا خبـاه مهيـجُ الهيجـاء
وجفــاء خـل كنـت أحسـب أنـه
عــوني علـى السـراء والضـراء
ثبـتِ العزيمـة في العقوق ووده
متنقــــلٍ كتنقـــل الأفيـــاء
ذي ملــةٍ يأتيــك أثبـت عهـده
كـالخط يرقـم فـي بسيط الماء
أبكـي ويضـحكه الفـراق ولن ترى
عجمــاً كحاضــر ضــحكه وبكـائي
نفسـي فـداؤك يـا محمـد مـن فتى
نشــوان مــن أكرومـةٍ وحيـاء
كـأسٌ مـن الشيمِ التي في ضمنها
درك العلا عــارٍ مـن العـوراء
عـذب الخلائق قـد أحطـت بخـبره
وبلــوته فــي شــدةٍ ورخــاء
وبلــوت حــاليه معــاً فوجـدته
في العود أكرم منه في الإبداء
أبلـغ رسـالتي الشـريف وقـل له
قـدك اتئب أربيت في الغلواء
أنـت رسـالتي الشـريف وقـل هـل
قـدك اتئب أربيت في الغلواء
أنــت الــذي شـتت شـمل مسـرتي
وقـدحت نـار الشـوق في أحشائي
وجمعــت بيــن مســاءتي ومسـرتي
وقرنـت بيـن مـبرتي وجفـائي
ونبــذت حقـي عشـرتي ومـودتي
وهرقــت مــائي خلـتي وإخـائي
وثنيــت آمـالي علـى أدراجهـا
ورددت خائبــةً وفــود رجــائي
فرجعـت عنـك مـا يـؤوب بمثلـه
راجــي السـراب بقفـرةٍ بيـداء
وعرضـت ودي بـالحقير ولـم أكـن
ممـــن يبــاعُ وداده بلقــاء
ورضـيت بـالثمن اليسـير معوضةً
منيـــــ، فهلا بعتنــــي بغلاء
وزعمـت أنـك لسـت تفكـر بعدما
علقــت يــداك بذمــة الأمـراء
هيهـات لـم تصـدقك فكرتـك التي
قـد أوهمتـك غنـى عن الوزراء
لـم تغـن عـن أحدٍ سماءٌ لم تجد
أرضـــاً ولا أرضٌ بغيــر ســماء
وسـألتك العتـبى فـل ترني لها
أهلاً، وجئت بغـــدره الشــوهاء
وردت مموهـة ولـم يرفـع لهـا
طــرفٌ ولـم تـرزق مـن الإصـغاء
وأعـار منطقهـا التـذمم سـكتةً
فـتراجعت تمشـي علـى اسـتحياء
لـم تشف من كمدٍ، ولم تبرد على
كبــدٍ، ولـم تمسـح جـوانب داء
مـن يشـف مـن داءٍ بـأخر مثلـه
أثـــرت جــوانحه مــن الأدواء
داوت جـوى بجـوى، وليـس بحازمٍ
مــن يسـتكف النـار بالحلفـاء
لا تغتنـــم إغضـــاءتي فلعلهــا
كــالعين تضـيها علـى الأقـذاء
واســتبقِ بعـض حشاشـتي فلعلنـي
يومـاً أقيـك بهـا مـن الأسـواء
فلـو آن مـا أبقيـت من جسمي قذى
فـي العين لم يمنع من الإعفاء
فلئن أرحــت إلــي غـارب سـلوتي
ووجـدت فـي نفسـي نسـيم عـزاء
لأجهـــزن إليـــك قبــح تشــكرٍ
ولأنــثرن عليــك ســوء ثنــاء
ولأكســـونك كـــل يـــومٍ حلــة
متروعــةً مــن حيــةٍ رقشـاء
ولأعضــلن مــودتي مـن بعـدها
حـــتى أزوجهــا مــن الأكفــاء
أبو الفضل ابن العميد: الوزير الشهير، صاحب أرَّجان، وممدوح المتنبي في الدالية التي يقول فيها:خَلَقَ اللَهُ أَفصَحَ الناسِ طَرّاً في مَكانٍ أَعرابُهُ أَكرادُهفي أربعين بيتا، والقصيدة التي مطلعها:بادٍ هَواكَ صَبَرتَ أَم لَم تَصبِرا وَبُكاكَ إِن لَم يَجرِ دَمعُكَ أَو جَرىأنشده أياها في ربيع الأول من عام 354هـ وهي سنة وفاته.وتقع في 47 بيتا، وفيها قوله:من مبلغ الأعراب أني بعدهم شاهدت رسطاليس والإسكندراوسمعت بطليموس دارس كتبه متملكاً مبتدياً متحضرابأبي وأمي ناطقٌ في لفظه ثمنٌ تباع به القلوب وتشتريقطف الرجال القول وقت نباته وقطفت أنت القول لما نوراثم لما بلغت القصيدتان أبا الفتح ابن أبي الفضل، بعث إلى المتنبي برسالة شكر أجابه عليها بقصيدته التي يقول فيها:فقلت وقد فرس النّاطقين: كذا يفعل الأسد ابن الأسدثم لما فارق أبا الفضل، ودعه بالقصيدة التي مطلعها:نَسيتُ وَما أَنسى عِتاباً عَلى الصِدِّ وَلا خَفَراً زادَت بِهِ حُمرَةُ الخَدِّوتقع في 42 بيتا، وفيها قوله:وَمَن يَصحَبِ اِسمَ اِبنِ العَميدِ مُحَمَّدٍ يَسِر بَينَ أَنيابِ الأَساوِدِ وَالأُسدِفَتىً فاتَتِ العَدوى مِنَ الناسِ عَينُهُ فَما أَرمَدَت أَجفانَهُ كَثرَةُ الرُمدِفَإِن يَكُنِ المَهدِيُّ مَن بانَ هَديُهُ فَهَذا وَإِلّا فَالهُدى ذا فَما المَهديافتتح به الثعالبي القسم الثالث من quotيتيمة الدهرquot وهو في شعراء الجبال وفارس وجرجان وطبرستان قال: (هو أبو الفضل محمد بن الحسين، عين المشرق ولسان الجبل وعماد ملك آل بويه وصدر وزرائهم وأوحد العصر في الكتابة، وجميع أدوات الرياسة، وآلات الوزارة، والضارب في الآداب بالسهام الفائزة، والآخذ من العلوم بالأطراف القوية، يدعى الجاحظ الأخير، والأستاذ، والرئيس، يضرب به المثل في البلاغة، وينتهي إليه في الإشارة بالفصاحة والبراعة، مع حسن الترسل وجزالة الألفاظ وسلاستها، إلى براعة المعاني ونفاستها. وما أحسن وأصدق ما قال له الصاحب - وقد سأله عن بغداد عند منصرفه عنها - بغداد في البلاد، كالأستاذ في العباد. وكان يقال: بدئت الكتابة بعبد الحميد، وختمت بابن العميد.وقد أجرى ذكرهما معاً مثلاً أبو محمد عبد الله بن أحمد الخازن الأصبهاني في قصيدةفريدة مدح بها الصاحب، فلما انتهى إلى وصف بلاغته قال وأحسن ما شاء:دعوا الأقاصيص والأنباء ناحيةً فما على ظهرها غير ابن عبادوالي بيانٍ متى يطلق أعنته يدع لسان إيادٍ رهن أقيادوموردٍ كلماتٍ عطلت زهراً على رياض ودراً فوق أجيادوتاركٍ أولاً عبد الحميد بها وابن العميد أخيراً في أبي جادوذكر أبو إسحاق الصابي في الكتاب التاجي أن رسائل أبي عبد الله لا تقصر في البلاغة عن رسائل ابنه أبي الفضل، وعندي أن هذا الحكم من أبي إسحاق فيه حيفٌ شديد على ابن العميد، والقاص لا يحب القاص.تظلم ديوان الرسائل كله إلى الملك القرم الهمام وحق لهمن أبيات أنسانيها تطاول المدة بها، واستعجم علي مكانها، وكان إذا ذاك أبو القاسم علي بن محمد النيسابوري الإسكافي يكتب في ديوانه، ويرى نفسه أحق برتبته ومكانه، ويتمنى زوال أمره ليقوم مقامه، ويقعد مقعده. وله فيه أبيات تستظرف وتستلمح، فمنها قوله:وقائل ماذا الذي من كلةٍ تطلبهقلت له أطلب أن يقلب منه لقبهوقوله فيه، وكان يحضر الديوان في محفة لسوء أثر النقرس على قدمه:يا ذا الذي ركب المحف ة جامعاً فيها جهازهأأرى الإله يعيشني حتى يرينيها جنازةوقوله فيه، وقد استوزر والديوان برسمه:أقول وقد سرنا وراء محفةٍ وفيها أبو عبد الإله كسيراشقاؤك من شكواك ثم شقاؤنا من أيام سوءٍ قدمتك وزيراترقيك من هذي المحفة حيةٌ إلى النعش محمولاً تصر صريراولم تطل الأيام حتى أتت على أبي عبد الله منيته، ووافت أبا القاسم أمنيته، وتولى ديوان الرسائل فسبق من قبله وأتعب من بعده، ولم يزل أبو الفضل في حياة أبيه وبعد وفاته بالري وكور الجبل وفارس. يتدرج إلى المعالي ويزداد على الأيام فضلاً وبراعة، حتى بلغ ما بلغ، واستقر في الذورة العليا من وزارة ركن الدولة، ورياسة الجبل، وخدمة الكبراء، وانتجعه الشعراء، وورد عليه أبو الطيب المتنبي عند صدوره من حضرة كافور الإخشيدي، فمدحه بتلك القصائد المشهورة السائرة التي منها:من مبلغ الأعراب أني بعدهم شاهدت رسطاليس والإسكندرا(انظر بقية ترجمته في اليتيمة وهي من أطول تراجم الكتاب)