
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
علا الشـيب فاسـتولى علـى الهزل جدّه
وأقمـــر فـــي داج ألغـــى رشــده
وودعنـــي الــبيض الأونــس والصــبا
عزيــــز علــــيّ فقـــدهن وفقـــده
وفيــن لســود حلـن بيضـاً فحلـن عـن
هــواي وهــل يصـبو إلـى الشـي ضـده
أشــرخ الشــباب ابـن حميـداً فـإنني
رزئتـــك لا أســـلم النصـــل غمــده
لقـد سـل منـك الشـيب أبيـض صـارما
علــى مفرقــي يســعى بحتفـي فرنـده
يمينـاً لجهلـي فيـك أشـهى من النهى
إلــيّ مـع الشـيب الـذي جـار قصـده
أقبـــل حلـــول الأربعيـــن تســرعت
طلائعــــه نحــــوي وطبّـــق رفـــده
أرى كــل يــوم مـرّ مـن عمـر الفـتى
إذا مــا تقضــى أعجــز المــرء ردّه
وكـــل نعيـــم نــاله فــي شــبابه
يشــاب إذا مــا شـاب بالصـاب شـهده
فلا يبعــدن عهـد الشـباب إذ الهـوى
علـــيّ أميـــر والغوايـــة جنـــده
وإذ مركــبي طــرف مـن الجهـل جامـح
علــى الحلـم فـي مضـماره مـا يصـده
وإذ صـارم الأفـراح واللهـو منتضـى
علـى الهـمّ فـي يمنـاي لـم ينـبُ حده
أروح وأغــدو بيــن كــأس وقينــة
وخــــلٍ ومعشــــوق الــــدلال أوده
أمامي الهوى يدعو إلى الغي والصبا
ورائي علــى الــزلات يُســحَب بــرده
سـقى اللـه يوماً لو يحدّ إذا انقضى
ســرور لقلنــا ذلــك اليــوم حـدّه
سـحبنا فضـول الريط فيه إلى الصبا
نـــدامى صــفاء مــا يكــدر ورده
يـدير علينـا الكـأس أهيـف مخطـف
إذا مــا تثنـى أخجـل الغصـن قـده
حكـى مـا حـوت يمنـاه بـالطعم ريقـه
وبالفعــل عينــاه وبــاللون خـده
إذا انجـاب عنـا غيهـب السكر فانقضى
كبهجتـــه يـــوم بــه تــمّ ســعده
فبتنـــا نــرى أن النجــوم بكفــه
تـدا ر وأن البـدر فـي الحسـن عبـده
طــوى الـدهر ذاك العيـش إلاّ ادّكـاره
وهــل ذكـر مـا أبلـى الزمـان يجـدّه
فـدعه وعـد للقـول فـي مـدح مـن خدى
ركابــك مــن أقصـى العراقيـن قصـده
أبـي المرهـف المـأمول نصـر بن منقذ
الكنــاني مجـد الـدين لا زال مجـده
إذا تجــد الاحســان يملــي ثنــاءه
علـــى خـــاطرٍ مــدح اللئام يكــدّه
حقيــق بعــز الدولــة المـدح إنـه
أتــى فيــه حقـاً ليـس يمكـن جحـده
فــإن أولــه منــي الثنـاء فـأهله
وإنـــي وشـــعري للمقـــل وجهـــده
ليهـــن عقيلاتــي الكــرائم صــونها
عـن الهـون نصـر واحـد العصـر فـرده
تمنّــت جــواداً يحمـل المـدح برهـة
فهـــذا أوان أدركـــت مــا تــوده
طــويت بهــا الأحيــاء حـتى وردتـه
فــألفيته كــالغيث للنــاس رفــده
تفيـــض يـــداه بالســـماح ســـجية
بهــا كــان معروفــاً أبــوه وجـده
فلا طـــرف إلاّ نحـــو نعمــاه طامــح
ولا قلــــب إلاّ كــــامن فيــــه وده
جـزى اللـه نصـراً عـن كنانة خير ما
جــزى ســيداً للحمــد يشــريه صـمده
أنـاف بهـا فخـرا على النجم وابتنى
لهــا شــرفاً يبقــى وذلــك وكــده
أقـام بثغر الشام يحميه بالقنا وقد
فغـــرت أفواههـــا فيـــه ربـــده
فشـاد منـار الـدين بالعـدل والهدى
وســد الـذي أعيـى علـى الخلـق سـده
وســاس بــه اللــه الأمــور فأصـبحت
شوامســها واســتنفذ الهــزل جــدّه
فأضــحى الــورى فــي ســيرة عمريـة
وأضــحى بحمــد اللــه يقــرن حمـده
وأســفر وجــه الــدهر بعــد قطـوبه
وعـــزّ بــه الاســلام واشــتد عضــده
أغــر كريــم الصــفح ينسـى وعيـده
حيــاء ولكــن نصــب عينيــه وعـده
نهـاه النهـى أن يحمـل الضـغن قلبـه
لـه اللـه مأمونـا علـى الغيظ حقده
قلـى مـاله المحبـوب مـذ عشق العلى
فليــس لشــيء مــا خلا الحمـد كـدّه
أرى الشـام أضـحى فـي الممالك شامة
بســيرة ســعد الملــك أســعد جـده
جلا بضــياء العــدل نصـر بـن منقـذ
دجـى الظلـم عنـه إذ ورى فيـه زنده
ومنّعـــه بـــالبيض تعــرى متونهــا
وبــالبيض تغشـى منهـم الـروع أسـده
مــن آل علــي بــن المقلــد فتيـة
بهــم حلّــه فــي النائبـات وعقـده
جســـومهم شـــتى وأرواحهـــم معــا
كمـا ضـم شـمل الـدر فـي السلك عقده
علـــوا فكنصـــر والمقلــد مرشــد
وســلطان كــل فـي العلـى ليـس نـدّه
ومنهــم وإن لـم يبلـغ الحلـم شـافع
ألا إن المجــــد كالشـــيب مـــرده
أآل علـــــي أي عقـــــد مكــــارم
لكــم تفخــر الـدنيا بكـم إذ نعـدّه
وأي ثنـــاء فـــي الزمــان وســؤدد
لكــم جــلّ حــتى ليــس يـدرك حـدّه
خلقتــم لهــذا الأمــر حــتى كأنمـا
وليـــدكم دســـت الإمـــالاه مهـــده
وأنتــم ســداد الثغـر للـدين جنـة
ببأســـكم الاســـلام أرهـــف حـــده
لكـم فـي ذرى العليـاء أرفـع منـزل
فويـق منـاط النجـم فـي الأفـق بعده
فلا زلتــم ظلاً علــى الخلــق وارفـاً
ووارى الــذي يبغيكــم الشـرّ لحـده
البارع البغدادي ، ويعرف بالدباس أيضا،من كبار شعراء عصرهوعداده في شيوخ القراء. وقد جمعت طرق قراءته في كتاب مفرد، سيأتي ذكره، (1) وكان سكناه في البدرية احدى المحال الشرقية مما يلي دار الخلافة والشط، وينسب إليها فيقال له البدريوهو من أحفاد القاسم بن عبيد الله الحارثي الوزير الذي دس السم لابن الرومي في القصة المشهورة وترجمته في معظم كتب التراجم والتاريخ، قال ابن العديم:الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن عبيد الله بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب ابن سعيد بن عمرو بن الحصين بن قيس بن قنان بن سلمة بن وهب بن عبد الله بن ربيعة بن الحارث بن كعب الحارثي أبو عبد الله البغدادي المعروف بالبارع ابن الدباس من أولاد القاسم بن عبيد الله بن سليمان الوزير بن الوزير: مقرئ مجود شاعر محسن فاضل أديب، (ثم سمى شيوخه ومنهم القاضي أبو يعلى وأبو الجوائز ابن باري وتلاميذه ومنهم ابن الجوزي والحافظ ابن عساكر، والحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل الهاشمي صاحب الديوان المنشور في الموسوعة) ثم قال: ودخل شيزر سنة خمس وثمانين وأربعمائة، ومدح بها عز الدولة نصر بن علي بن منقذ، واجتاز في طريقه بحلب. وهو أخو المبارك بن فاخر النحوي لأمه. (انظر ديوانه في الموسوعة)وفي ترجمة ابن النجار له قوله: (وقرأ اللغة والادب حتى برع فيهما وقال الشعر الكثير الجيد الجزل، ومدح الأئمة الخلفاء: المقتدي بأمر الله وابنه المستظهر بالله، وابنه المسترشد بالله، وجماعة من الوزراء والكبراء والأمراء وسافر الى العراق، فمدح نظام الملك بزنجان وغيره بأصبهان، ودخل خراسان، ومدح جماعة بمرو وغيرهم ودخل بلاد اليمن، ومدح بها، وكذلك الشام، وكان يعاشر الشباب، ويحضر مجالس اللهو والقصف واللذات رأيت ذلك بخط يده في ديوان شعره، ثم إنه حسنت طريقته في أخر عمره، وقد جمع له الشيخ أبو محمد عبد الله بن علي بن أحمد المقرئ سبط أبي منصور الخياط طرقا لقراءاته وأسانيد رواياته في كتاب سماه الشمس المنيرة في القراءات الشهيرة) إلى أن قال: قرأت بخط الحافظ أبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي قال: توفي أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس في ليلة الثلاثاء السابع عشر من جمادى من سنة أربع وعشرين وخمسمائة، ودفن يوم الثلاثاء بباب حرب. (وقد نسب الصفدي كتاب الشمس المنيرة إلى البارع نفسه)أما أبو سعد السمعاني فقال: قرأت بخط أبي عبد الله الحسين بن خسرو البلخي رحمه الله بالري: مات البارع أبو عبد الله بن الدباس يوم الثلاثاء سابع عشر جمادى الآخرى، ودفن يوم الاربعاء ثامن عشر جمادى الآخرى من سنة اربع وعشرين وخمسمائة، وكان قد أضر في أخر عمره.وترجم له ابن خلكان فقال بعدما سماه ورفع نسبه: ( الدباس البدري المنعوت بالبارع الشاعر المشهور الأديب النديم البغدادي؛ كان نحوياً لغوياً مقرئاً حسن المعرفة بصنوف الآداب، وأفاد خلقاً كثيراً، خصوصاً بإقراء القرآن الكريم. وهو من بيت الوزارة، فإن جده القاسم كان وزير المعتضد والمكتفي بعده وهو الذي سم ابن الرومي الشاعر-كما سيأتي ذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى-وعبيد الله كان وزيراًأيضاً، وسليمان بن وهب الوزير تغني شهرته عن ذكره-وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى-. والبارع المذكور من أرباب الفضائل، وله مصنفات حسان وتواليف غريبة، وديوان شعر جيد، وكان بينه وبين الشريف أبي يعلى ابن الهبارية مداعبات لطيفة، فإنهما كانا رفيقين ومتحدين في الصحبة، فاتفق أن البارع المذكور تعلق بخدمة بعض الأمراء، وحج، فلما عاد حضر الشريف إليه مراراً فلم يجده، فكتب إليه قصيدة طويلة دالية يعاتبه فيها أنه تغير عليه بسبب الخدمة، وأولها:يا ابن ودي وأين مني ابن ودي غيرت طرفه الرياسة بعدي(1) ومن نوادر أخباره مع القراء ما حكاه السمعاني قال: (سمعت أبا العباس الخضر بن ثروان الفارقي المقرئ مذاكرة ليلا بمرو يقول: دخلت ييغداد على أبي عبد الله البارع الأديب لأقرأ عليه القرآن، فصادفت عنده أضرّاء يقرأون عليه القرآن، ومن عجزه وشيخوخته ينام ويغفل وهم يضربون الحصير بالعصي التي بأيديهم، فقلت: ما تصنعون؟ قالوا: نقرأ على البارع، قلت: وهذا الضرب بالخشب كما يفعل الصوفية حالة الرقص لا قراءة القرآن؟ فقالوا: إنما نفعل هذا لكي لا ينام، قال: فخرجت وتركتهم ولم أقرأعليه). وانظر ترجمة البارع في quotغاية النهاية في طبقات القراءquot ورقمه 1141 قال الجزري بعدما رفع نسبه: (مقريصالح وأديب مفلق صاحب رواية كتاب الشمس المنيرة في التسعة الشهيرة ألفه له أبو محمدسبط الخياط) وفي التذكرة الحمدونية نادرة من أخباره الماجنة حكاها عنه الوزير ابن طراد الزينبي.