
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعــد المــزار ولوعـة الأشـواق
حكمــا بفيــض مــدامع الآمـاق
وخفـوق نجـدي النسـيم إذا سـرى
أذكــى لهيــب فـؤادي الخفـاق
أمعللــي أن التواصــل فـي غـد
مـن ذا الـذي بغـد فـديتك باق
إن الليــالي ســبَّقٌ إن أقبلــت
وإذا تــولت لــم تنـل بلحـاق
عج بالمطي على الحمى سقي الحمى
صـوب الغمـام الواكـف الرقراق
فيـه لـذي القلـب السليم وداده
قلــب ســليم مـا لـه مـن راق
قلــب غــداة فراقهـم فـارقته
لا كــان فـي الأيـام يـوم فـراق
يـا سـاريا والليـل سـاج عاكف
يفــري الفلا بنجــائب ونيــاق
عــرج علـى مثـوى النـبي محمـد
خيـر البرية ذي المقام الراقي
ورســول رب العـالمين ومـن لـه
حفــظ العهـود وصـحة الميثـاق
الظــاهر الآيــات قـام دليلهـا
والطــــاهر الأخلاق والأعـــراق
بـدر الهـوى البادي الذي آياته
وجــبينه كالشــمس فـي الإشـراق
الشـافع المقبـول مـن عم الورى
بــالجود والأرفــاد والأرفــاق
والصـادق المـأمون أكـرم مرسـل
ســارت رســالته إلــى الآفـاق
أعلـى الكـرام ندى وأبسطهم يدا
قبضـت عنـان المجـد باسـتحقاق
وأشــد خلـق اللـه إقـداما إذا
حمـي الـوطيس وشـمرت عـن سـاق
أمضـاهم والخيـل تعثر في القنا
وتجـول سـبحاً في الدم المهراق
مـن صـير الأديـان دينـا واحـدا
مــن بعـد إشـراك مضـى ونفـاق
واحلنــا مـن حرمـة الإسـلام فـي
ظـــــل ظليــــل وارف الأوراق
لــو أن للبـدر المنيـر كمـاله
مــا طــاله كسـف ونكـس محـاق
أو أن للآبـــاء رحمــة قلبــه
ذابــت قلــوبهمُ مــن الإشـفاق
أو أن للبحريــن جــود يمينـه
أمــن السـفين غوايـل الإغـراق
أو أن للآســـاد شـــدة بأســه
لثنــت عــن الإنجـاد والإعـراق
ذو الحلم والعلم الخفي المنجلي
والجـاه والشرف القديم الباقي
آيـــاته شـــهب وغــر بنــانه
ســحب النــوال تــدر بـالأرزاق
مـاجت فتـوح الأرض وهـو غياثهـا
وربـت ربـى الإيمـان وهو الساقي
ذو رأفــة بــالمؤمنين ورحمــة
وهــدى وتــأديب بحســن سـياق
وخصـال مجـد أفـردت بالخصـل في
مرمــى الفخـار وغايـة السـباق
ذو المعجـزات الغـر والآي الـتي
كــم آيــة فقــدت وهـن بـواقي
ثنـت المعـارض حـائرا لمـا حكت
فلــق الصــباح وكــان ذا إفلاق
يقـظ الفؤاد سرى وقد هجع الورى
لمقــام صــدق فـوق ظهـر بـراق
وســـما وأملاك الســماء تحفــه
حـــتى تجــاوزهن ســبع طبــاق
يا ذا الذي اتصل الرجاء بحبله
وانبــتَّ مـن هـذا الـورى بطلاق
حــبي إليــك وسـيلتي وذخيرتـي
إنـــي مــن الأعمــال ذو إملاق
واليــك أعملـت الرواحـل ضـُمَّرا
تختــال بيـن الوخـد والإعنـاق
نُجُبـا إذا نشـرت حلى تلك العلا
تطــوي الفلا ممتــدة الأعنــاق
تحـدو لهـن مـن النحيـب مردّد
وتقــــودهن أزمـــة الأشـــواق
غــرضٌ إليــه فوّقتنــا أســهما
وهــي القســي بريـن كـالأفواق
فأنختهـا بفنـائك الرحـب الـذي
وســع الـورى بالنـائل الـدفاق
وقـرى مؤملـك الشـفاعة فـي غـد
وكفــى بهـا هبـة مـن الـرزاق
وعليـك يـا خيـر الأنـام تحيـة
تحيـي النفـوس بنشـرها الفتاق
تتــأرج الأرجـاء مـن نفحاتهـا
أرج النــديّ بمــدحك المصـداق
قسـماً بطيـب تـراب طيبـة إنـه
مســك الأنــوف وإثمـد الأحـداق
وغبــار مســجده الـذي برحـابه
لمعامـــل الرحمــن أي نفــاق
لأجــود فيــه بــأدمع أســلاكها
منظومــــة بـــترايب وتـــراق
أغــدو بتقبيــل علـى حصـبائه
وعلــى كــرائم جــدره بعنــاق
وعليـك ذا النـورين تسـليم له
نــور يلــوح بصـفحه المهـراق
كفــؤ لنـبي وكفـؤ أعلـى جنـة
خيــرت لــه بشــهادة وصــداق
وكفـاه مـا في الفتح جاء ومصحف
فـي الفتـح يحمـده وفـي الإطباق
وعلى أبي السبطين من سبق الألى
ســبقوا إلـى الإسـلام أي سـباق
الطـاهر الصـهر ابن عم المصطفى
شــرف علــى التعميــم والإطلاق
مبـدي القضايا من وراء حجابها
ومفتـــح الأحكـــام عـــن إغلاق
يغــزو العـداة بغلظـة فيعيـده
بصــوارم تفــري القفـار رقـاق
رايــاته لا شــيء مـن عقيانهـا
بمطــار يــوم وغـي ولا بمطـاق
وعلــى كــرام سـتة عشـرت بهـم
عنــد النظـام ليـآلئ النسـاق
مـا بيـن أروع مـا جـد نيرانـه
جنـــح الظلام تشـــب للطـــراق
وأخـي حـروب صـده رشـق القنـا
عمـــا قـــدود مثلهــن رقــاق
مــا غــردت شـجواً مطوقـة ومـا
شــقت كمــام روض عــن أطـواق
وعلـى القرابـة والصـحابة كلهم
والتــابعين لهــم ليــوم تلاق
محمد بن عبد الله بن محمد ؟ المقرئ النحوي أبو عبد الله، ويعرف بابن لب وابن الصائغ (1)شاعر موسيقار من أهل المرية، في شعره براعة وخصوصةينمانعن ثقافة واسعة، وكانت له عناية بعلوم العربية، فترجم له السيوطي في بغية الوعاة، وقد أجمع مترجموه أنه قضى حياته باحثا عن المتعة وأجوائها ومواطنها وأنحائها، وكل من ترجم له وقف مطولا عند وصف هذه الناحية من حياته.وهو غير معاصره ابن الصائغ النحوي المشهور شارح البردة واسمهمحمد بن عبد الرحمن (ت 776هـ)ترجم له لسان الدين الخطيب في كتابه quotالتاج المحلى في مساجلة القدح المعلىquot قال: محمد بن عبد الله بن محمد بن لب الأمي المريي، لج معرفة لا يغيض، وصاحب فنون يأخذ فيها ويفيض، نشأ ببلده مشمراً عن ساعد اجتهاده، وسائراً في قنن العلم ووهاده، حتى أينع روضه، وفهق حوضه، ثم أخذ في راحة ذاته، وشام بارق لذاته، ثم سار في البطالة سير الجموح، وواصل الغبوق بالصبوح، حتى قضى وطره، وسئم بطره، وركب الفلك، وخاض اللجج الحلك، واستقر بمصر على النعمة العريضة، على شك في قضاء حجة الفريضة، وهواليوم بمدرستها الصالحية نبيه المكانة، معدود في أهل العلم والديانةونقل في الإحاطة من خط شيخه أبي البركات في quotالكتاب المؤتمن على أنباء أبناء الزمنquot قوله: (كان سهلاً سلس القياد، لذيذ العشرة، دمث الأخلاق، ميالاً إلى الدعة، نفوراً عن النصب، يركن إلى فضل نباهة وذكاء يحاسب بهما عند التحصيل والدراسة والدؤوب على الطلب؛ من رجل يجري من الألحان على مضمار لطيف، ولم يكن له صوت رخيم يساوق انطباعه في التلحين، فجبر ذلك بالأوتار، وحاول من ذلك بيده مع أصحابهما لاذ به الظرفاء منهم، واستعمل بدار الأشراف بالمرية، فاحكم تلك الطريقة في أقرب زمان، وجاء زمامه يروق من ذلك العمل من شأنه، ثم نهضت به همته إلى أرفع من ذلك، فسار إلى غرناطة، فقرأ بها العربية وغيرها، وانخرط في سلك نبهاء الطلبة لأدنى مدة، ثم رحل إلى بلاد المشرق في حدود العشرين وسبعمائة فلم يتجاوز القاهرة لموافقة هوائها علة كان يشكوها، وأخذ في إقراء العربية بها، وعرف بها إلى أن صار يدعى بأبي عبد الله النحوي. قال شيخنا المذكور: ورأى في صغره فارة أنثى فقال: هذه قرينة، فلقب بذلك، وصار هذا اللقب أغلب عليه من اسمه ومعرفته). ثم قال لسان الدين:وقرأ بالحضرة على الخطيب أبي علي القيجاطي وطبقته، وأخذ بالقاهرة عن الأستاذ أبي حيان، وانتفع بجاهه (ثم أورد مختارات من شعره آخرها قصيدة في رثاء الخطيب ببلده، أبيالحسن بن شعيب رحمه الله. والظاهر أن هذا الخطيب هو المقصود بقوله:(توفي رحمه الله في رمضان تحقيقاً من سنة خمس على شك وسبع ماية، أخبرني بذلك من يوثق به) وليس الشاعر. ؟ إلا أن السيوطي أخذ هذه العبارة فقال في ترجمة ابن لب: (ومات في رمضان سنة خمسين وسبعمائة)وترجم له في كتابه quotالكتيبة الكامنة فيمن لقيناه من شعراء المائة الثامنةquot قال:فاضل رحيب باع، في ميدان انطباع، ومد وإشباع، ركض في ميدان الراحة طلق عنانه، وتفسح في جنان جنانه، متمتعا بأفنانه، غير مبال بجنانه في طاعة جنانه، ثم رحل للبلاد، مستجدا للميلاد، فاستأنف العمر وجنى الثمر، وسلا في النيلوشخاتيره، عن شم قتيره، ومكابدة تقتيره، فتمشت حاله يغبطها الولي، ولا يستطيعها ببلاده الملي، ولا من له القدر العلي، إلى ان استاثر به من له البقاء الأزلي، وكان له شعر ينجده الطبع المعين، فتتخايل في جناته الحور العين؛ (ثم أورد 32 بيتا من قصيدته (بعد المزار)وأفاد أن الأبيات قطعة من قصيدة له طويلة.(1) اختلفت المصادر في ذلك فهو في الكتيبة الكامنة quotابن لب الأميرquotوفي نفح الطيبquot ابن لب الأميquot :وفي بغية الوعاة quot (محمد بن عبد الله بن محمد بن لب، أبو عبد الله محب الدين بن الصائغ الأموي المري):