
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فـؤادي لقـد حُمّلـت مـا ليـس تقـواه
فـــراق ولـــي شــرّف الأرض تقــواه
بليـت بـذا التفريـق فاصـبر فربمـا
بلغــت بحســن الصــبر مـا تتمنـاه
شــجا كــل نفــس فقـد أنفـس جـوهر
تعـــد ولا تحصـــى كــرام ســجاياه
بكــى كلنـا حزنـاً عليـه كمـا بكـى
لفرقتـــــه محرابــــه ومصــــلاه
فللــه مــن خطــب جليـل لقـد رمـى
أجـــلَّ خطيـــب بالجلالـــة مصــماه
فلــولاه لــم يغلــب تأسـينا الأسـى
ولــم يشــمل الشـمل التفجـع لـولاه
فلـم يبـق إلا مـن جفـا جفنـه الكرى
ومــن جـانبت وصـل المضـاجع جنبـاه
وفــاة امــرئ وفَّــي فــوُفّي أجـره
وأصــفى فأصــفاه الإلــه وصــافاه
أبي الحسن العدل الرضا المحسن الذي
أتتــه بأضــعاف الزيــادة حســناه
خطيـــب جلا فصــل الخطــاب بيــانه
وأعــدل قــاض فاضــل فــي قضـاياه
وجسـم الهـدى الرحـب السـبيل وروحه
ولفـظ العلـى الفخـم الأصـيل ومعناه
مطيـــع رفيـــع خاضـــع متواضـــع
كريــم حليــم طــاهر القلــب أوّاه
مــتى يمــش هونــاً ليـس إلا لمسـجد
تمِــــد خجلا أرضٌ بهـــا حُـــطَّ نعلاه
تكلُّمُــــهُ عـــرفٌ وذكـــرٌ وحكمـــةٌ
تلــذ بهــا الأسـماع مـا كـان أحلاه
كــذا صــمته خــوف وفكــر وخشــية
فمـا زال يخشـى اللـه والكـل يخشاه
يصــوم وقــد طــال النهـار مهجـراً
وتبحــر بالليــل للتغمــض عينــاه
فكـم دارس أحيـاه مـن أربـع التقـا
وكـم غاسـق مـن حنـدس الليـل أحياه
فيــا طيبــا أصــلاً وذكــراً وتربـة
ومنــه اسـتفاد الطيـب أطيـب ريـاه
وفــي حشـرقة تحـن ومرتجـاً وباطنـا
وأمـن سـنى شـمس الضـحى مـن محيـاه
محيـــاً يـــروي النـــاظرين تهللاً
فتعرفــه فــي الصــاحلين بســيماه
بحبـــك هــامت كــل نفــس منيبــة
كــذا مــن أحـب اللـه حببـه اللـه
فمــا أنعــم الأرض الـتي بـك قدسـت
وآثـــر ذيـــاك الضــريح وأنــداه
ببشــراك إنــا قـد شـغلنا بحزننـا
ورضـــوان بشــراه بــذلك بشــراه
عـــزاء لأهليـــه الأهلـــة أنهـــم
لهـم يعـتزي مـن بعـده العز والجاه
مــآل شــعيب فــي الزمــان بـدوره
ولــم تكــن الشــمس المنيــرة إلاه
أعــزي أولــى الإيمــان كلا بفقــده
نعــــم أســـنيه بحبـــه مـــأواه
سـقى اللـه وسـمى الحيـا ذلك الثرى
وغــاداه صــوب الغاديــات وميــاه
كمــا قـد سـقاه ليلـة الـدفن ربـه
مــن الغيـث وكـاف السـحاب وأسـخاه
ترضـوا عـن القاضـي الإمـام خطيبكـم
فقــد رضــي الرحمــن عنـه وأرضـاه
وصــلوا علــى هـادي الأنـام نـبيكم
صــلاة بهــا يمحـو المسـيء خطايـاه
عليـك سـلام اللـه مـا الروض فاح إن
ســرت ســحراً ريـح الصـبا بخزامـاه
محمد بن عبد الله بن محمد ؟ المقرئ النحوي أبو عبد الله، ويعرف بابن لب وابن الصائغ (1)شاعر موسيقار من أهل المرية، في شعره براعة وخصوصةينمانعن ثقافة واسعة، وكانت له عناية بعلوم العربية، فترجم له السيوطي في بغية الوعاة، وقد أجمع مترجموه أنه قضى حياته باحثا عن المتعة وأجوائها ومواطنها وأنحائها، وكل من ترجم له وقف مطولا عند وصف هذه الناحية من حياته.وهو غير معاصره ابن الصائغ النحوي المشهور شارح البردة واسمهمحمد بن عبد الرحمن (ت 776هـ)ترجم له لسان الدين الخطيب في كتابه quotالتاج المحلى في مساجلة القدح المعلىquot قال: محمد بن عبد الله بن محمد بن لب الأمي المريي، لج معرفة لا يغيض، وصاحب فنون يأخذ فيها ويفيض، نشأ ببلده مشمراً عن ساعد اجتهاده، وسائراً في قنن العلم ووهاده، حتى أينع روضه، وفهق حوضه، ثم أخذ في راحة ذاته، وشام بارق لذاته، ثم سار في البطالة سير الجموح، وواصل الغبوق بالصبوح، حتى قضى وطره، وسئم بطره، وركب الفلك، وخاض اللجج الحلك، واستقر بمصر على النعمة العريضة، على شك في قضاء حجة الفريضة، وهواليوم بمدرستها الصالحية نبيه المكانة، معدود في أهل العلم والديانةونقل في الإحاطة من خط شيخه أبي البركات في quotالكتاب المؤتمن على أنباء أبناء الزمنquot قوله: (كان سهلاً سلس القياد، لذيذ العشرة، دمث الأخلاق، ميالاً إلى الدعة، نفوراً عن النصب، يركن إلى فضل نباهة وذكاء يحاسب بهما عند التحصيل والدراسة والدؤوب على الطلب؛ من رجل يجري من الألحان على مضمار لطيف، ولم يكن له صوت رخيم يساوق انطباعه في التلحين، فجبر ذلك بالأوتار، وحاول من ذلك بيده مع أصحابهما لاذ به الظرفاء منهم، واستعمل بدار الأشراف بالمرية، فاحكم تلك الطريقة في أقرب زمان، وجاء زمامه يروق من ذلك العمل من شأنه، ثم نهضت به همته إلى أرفع من ذلك، فسار إلى غرناطة، فقرأ بها العربية وغيرها، وانخرط في سلك نبهاء الطلبة لأدنى مدة، ثم رحل إلى بلاد المشرق في حدود العشرين وسبعمائة فلم يتجاوز القاهرة لموافقة هوائها علة كان يشكوها، وأخذ في إقراء العربية بها، وعرف بها إلى أن صار يدعى بأبي عبد الله النحوي. قال شيخنا المذكور: ورأى في صغره فارة أنثى فقال: هذه قرينة، فلقب بذلك، وصار هذا اللقب أغلب عليه من اسمه ومعرفته). ثم قال لسان الدين:وقرأ بالحضرة على الخطيب أبي علي القيجاطي وطبقته، وأخذ بالقاهرة عن الأستاذ أبي حيان، وانتفع بجاهه (ثم أورد مختارات من شعره آخرها قصيدة في رثاء الخطيب ببلده، أبيالحسن بن شعيب رحمه الله. والظاهر أن هذا الخطيب هو المقصود بقوله:(توفي رحمه الله في رمضان تحقيقاً من سنة خمس على شك وسبع ماية، أخبرني بذلك من يوثق به) وليس الشاعر. ؟ إلا أن السيوطي أخذ هذه العبارة فقال في ترجمة ابن لب: (ومات في رمضان سنة خمسين وسبعمائة)وترجم له في كتابه quotالكتيبة الكامنة فيمن لقيناه من شعراء المائة الثامنةquot قال:فاضل رحيب باع، في ميدان انطباع، ومد وإشباع، ركض في ميدان الراحة طلق عنانه، وتفسح في جنان جنانه، متمتعا بأفنانه، غير مبال بجنانه في طاعة جنانه، ثم رحل للبلاد، مستجدا للميلاد، فاستأنف العمر وجنى الثمر، وسلا في النيلوشخاتيره، عن شم قتيره، ومكابدة تقتيره، فتمشت حاله يغبطها الولي، ولا يستطيعها ببلاده الملي، ولا من له القدر العلي، إلى ان استاثر به من له البقاء الأزلي، وكان له شعر ينجده الطبع المعين، فتتخايل في جناته الحور العين؛ (ثم أورد 32 بيتا من قصيدته (بعد المزار)وأفاد أن الأبيات قطعة من قصيدة له طويلة.(1) اختلفت المصادر في ذلك فهو في الكتيبة الكامنة quotابن لب الأميرquotوفي نفح الطيبquot ابن لب الأميquot :وفي بغية الوعاة quot (محمد بن عبد الله بن محمد بن لب، أبو عبد الله محب الدين بن الصائغ الأموي المري):