
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـتى ينجلـي ليـلُ الظُنـون الكـواذب
ويَبْـدو صـباح الصـدق مـن جَـدّ قاضب
وحَتّــامَ أرجــو دولَــةٌ، وزراؤهــا
يَردّونــ، إن حَيَّيْتَهمــ، بــالحواجب
مصــيبون فــي تخجيلهـم كـلّ مـادح
وعيــن صـواب الـرأي تخجيـل كـاذب
سـَواءٌ لـديهم مـا حـوى سـِلك نـاظِمٍ
ومــا ضــمّه فـي ظُلمـةٍ حبـلُ حـاطِب
شَرَوْا سفهاً بالثعلب الليثَ، واشتَرَوْا
بصَرْصــَرة البـازي صـَريرَ الجنـاديب
قَضـَتْ عُنّة التمييز والفهم في الورى
بتعنيــس أبكـار العلـوم الكـواعب
شـــَوادر شــعري يُفْتَرَعْــنَ إغــارةً
ويُمْلَكْـــن ســبياً كالإمــاء الجلائب
وإنـي لتُغنينـي عـن السـيف عزمـتي
فهـل فيـه مـا يُغْنيـه عـن كفّ ضارب
وآنـــفُ مـــن نــومٍ يُقلِّــد مِنَّــةً
بوصــلِ خيــالٍ مــن حــبيبٍ مُجـانِب
هـو الفقـر من كَسْرِ الفَقار اشتقاقه
نِقــابٌ بــه تخفـى وجـوهُ المَنـاقب
ولــي أدبٌ زان الزمــانَ اصــطحابُه
وقـربُ التلاقـي غيـرُ قُـربِ التناسـب
وفــي صــُحبة الضـدّ الشـريفِ تَزيّـنٌ
ومـا الليلُ من جنس النُّجوم الثواقب
عسـى بيـن أحشـاء الليـالي عجيبـةٌ
حُبــالى الليـالي أُمهـات العجـائب
وبيـدٍ تُبيـد الصـَّبر، أحسـنتُ طيَّهـا
فــأُبْتُ، ومــا كــانت تجـود بـآيب
تمنَّيـتُ مـآء السـيف فيها من الصَّدى
ومأكــل مــا ســميت مــآءً بـذائب
يضـيق الفضـاءُ الرَّحـب في عين خائفٍ
ويعظُـم قـدْرُ الفَلْـس فـي قلـب خائب
وتهــتزُّ بــالقطر البحــارُ وإنهـا
لمســتغنياتٌ عــن نَــوال السـحائب
إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد الكلبي الأشهبي الغزي أبو إسحاق: أحد أركان الشعر العربي الأربعة في عصره حسب كلام العماد الأصفهاني، وهم (الطغرائي والأبيوردي والأرجاني والغزي) وهو صاحب البيت السائر:خلت الديار فلا كريم يرتجى منه النوال ولا مليح يعشقوقد ترجم له العماد في quotخريدة القصرquot قال: (الأديب الغزي أبو إسحق إبراهيم بن عثمان بن محمد الكلبي ثم الأشهبي المعروف بالغزي. مولده غزة الشام، وانتقل إلى العراق وإلى خراسان وأصفهان وكرمان وفارس وخوزستان، وطال عمره، وراج سعر شعره، وماج بحر فكره، وأتى بكل معنى مخترع، ونظم مبتدع، وحكمة محكمة النسج، وفقرة واضحة النهج، وكلام أحلى من منطق الحسناء، وأعلى من منطقةالجوزاء. فكم له من قصائد كالفرائد، وقلائد كعقود الخرائد، وغرر حسان، ودرروجمان.وله في خطبة ألف بيت جمعها من شعره يصف بها حاله نثراً، ويذكر فضيلة الشعر، (ثم أورد قطعة من الرسالة في شكوى الزمان) ثم قال:(هذا يقوله الغزي وفي الكرام بقية، والأعراض من اللؤم نقية، وقد ظفر بحاجته منالممدوحين: كعمي العزيز بأصفهان، والصاحب مكرم بكرمان، والقاضي عماد الدين طاهربشيراز، الذي أمن بجوده طارق الإعواز، وكانت جائزته للغزي وللقاضي الأرجانيوللسيد أبي الرضا وأمثالهم المعتبرين، لكل واحد ألف دينار أحمر على قصيدة واحدة) ثم قال: (والغزي حسن المغزى، وما يعز من المعاني الغر معنى إلا إليه يعزى، يعنى بالمعنى ويحكم منهالمبنى، ويودعه اللفظ إيداع الدر الصدف، والبدر السدف. فمن أفراد أبياته التي علتبها راياته، وبهرت آياته، ولم تملل منها غاياته، ...إلخ) ولما وردأصفهان نزل ضيفا في بيت صديقهأبيالمحاسن بن فضلويه. قال: (وسمعت أكثر أشعاره من جماعة من الفضلاء كابن كاهويه وابن فضلويه وسيدنا عبد الرحيم بن الأخوة وغيرهم.)وترجم له تاج الإسلام السمعاني في quotالمذيل على تاريخ بغدادquot قال: (شيخ كبير مسن قد ناطح التسعين وكان أحد فضلاء الدهر ومن يضرب به المثل في صنعة الشعر. وكان ضنيناً بشعره ما كان يملي منه إلا القليل. ورد عليها quotمروquot وكان نازلاً في المدرسة النظامية إلى أن اتفق له الخروج من مرو إلى بلخ فباع قريباً من عشرة أرطال من مسودات شعره بخطه من بعض القلانسيين ليفسدها، فحضر بعض أصدقائي وزاد على ما اشتراه شيئاً وحملها في الحال إلي، فطالعتها فرأيت شعراً دهشت من حسنه وجودة صنعته، فبيضت من شعره أكثر من خمسة آلاف بيت وبقي منه شيء كثير. وبقية شعره الذي كان معه اشتراه بعض اليمنيين واحترق ببلخ مع كتيبات له. وكان يقول: أرجو أن الله تعالى يعفو عني ويرحمني لأني شيخ مسن جاوزت التسعين ولأني من بلد الإمام المطلبي الشافعي، يعني محمد بن إدريس.قال السمعاني: سمعت أبا نصر عبد الرحمن بن محمد الخطيبي الخرجردي يقول مذاكرة: ولد إبراهيم الغزي في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. وسمعت أبا نصر الخرجردي يقول بمرو: إن الأديب الغزي مات في سنة أربع وعشرين وخمسمائة في الطريق وحمل إلى بلخ ودفن بها