
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قســماً بوضــاح السـنى وهـاج
مــن تحــت مسـبول الـذوائب داجِ
و بأبلــج بالمسـلك خطـت نـونه
مـن فـوق وسـنان اللـواحظ ساجِ
و بحســن خــد دبجــت صـفحاته
فغــدت تحــاكي مـذهب الـديباجِ
و بمبسـم كالعقـد نظـم سـلكه
و لمـى حكـى الصـهباء دون مـزاجِ
و بمنطـق تصـبو القلوب لحسنه
أنســى المســامع نغمــة الأهــزاجِ
و بمـائس الأعطاف تثنيه الصبا
فيميـــس كـــالخطيّ يـــوم هيــاجِ
و منعــم مثــل الكـثيب يقلـه
متضـــعف يشـــكو مـــن الإدمـــاجِ
و بموعـد للوصـول أنجـز فجأة
مـــن بعــد طــول تمنــع ولجــاجِ
و بــأكؤوس أطلعـن فـي جنـح الـدجى
شــمس الســلافة فــي ســماء زجــاجِ
و حـدائق سـحب السـحاب ذيـوله
فيهــا وبـات لهـا النسـيم ينـاجي
و جــداول ســلت سـيوفاً عنـد مـا
فجئت بجيــــش للصــــبا عجـــاجِ
و بـأقحوان قـد تضـاحك إذ بكـت
عيـــن الغمـــام بمـــدمع ثجــاحِ
و قــدود أغصـان يملـن كأنهـا
تخفــي حــديثها بينهــا وتنــاجي
و حمـائم يهتفـن شـجواً بالضـحى
فهــديلهن لــذي الصــبابة شــاجي
إنَّ المعـالي والعـوالي والنـدى
والبــأس طــوع يـدي أبـي الحجـاجِ
ملــك تتــوج بالمهابـة عنـدما
لـم يسـتجز فـي الـدين لبـس التاجِ
و أفــاض حكـم العـدل فـي أيـامه
فــالحق أبلــج وأوضــح المنهــاجِ
هو منقذ العاني ومغنى المعتفي
ومـــذلل العــاتي وغــوث اللاجــي
ماضــي العزيمــة والسـيوف كليلـة
طلــق المحيــا والخطــوب دواجـي
علـم الهـدى والنـاس في عمياء قد
ضــلوا لوقــع الحــادث المهتــاجِ
غيـث النـدى والسـحب تبخل بالحيا
والمحــل يبــدي فاقــة المحتــاجِ
ليـث الـوغى والخيـل تزجـى بالقنا
والـــبيض تنهـــل فـــي دم الأوداجِ
يتقشــــع الإظلام إذ يبــــدو لـــه
وجـــه كمثـــل الكــوكب الوهــاجِ
مــن آل قيلـة مـن ذؤابـة سـعدها
أعلــــى بنــــي قحطـــان دون خلاجِ
حيــث العلا ممــدودة الأطنــاب لـم
تخلـــق معالمهـــا يــد الإنهــاجِ
و الأعوجيـــات الســوابق تمتطــي
فتظلــــل الآفـــاق ســـحب عجـــاجِ
و الــبيض والأســل العوامـل تقضـي
مهـــج الكمـــاة بــأبلغ الإزعــاجِ
مجـــد ليوســـف جمعـــت أشـــتاته
أعيـــا ســـواه بعـــد طــول علاجِ
مــولاي هــاك عقيلــة تزهــو علـى
أخواتهــــا كالغـــادة المغنـــاجِ
إنشـــاء عبــد خــالص لــك حبــه
ومـــن العبيـــد مــداهن ومــداجي
أوى إلــى أكنـاف نعمـاك الـتي
ليســـت إليـــه صــلاتها بخــداجِ
سـباق ميـدان البلاغـة والـوغى
لشـــــعاب كـــــل منهمــــا ولاجِ
جـانبت أخـت الـزاي فيهـا عامـداً
فــأتت مــن الإحســان فــي أفـواجِ
فافتح لها باب القبول وأوّل من
أهــداكما مـا ينبغـي مـن حـاجِ
محمّد بن محمّد بن أحمد بن عبد الله بن يحيى بن الأمير أبي بكر عبد الرحمن الثائر بجيان ابن يوسف بن سعيد الغرناطي الكلبي أبو عبد الله: أكبر شعراء الاندلس في عصره، ومحرر رحلة أبن بطوطة ومرتبها كما املاها عليه صديقه ابن بطوطة، وهو ابن أبي القاسم صاحب "التسهيل لعلوم التنزيل" ترجم له الأمير ابن الأحمر في كتابه "نثير الجمان" قال: (أدركته ورأيته وهو من أهل بلدنا غرناطة وكان أبوه أبو القاسم محمّد أحد المفتين بها عالم الأندلس الطائرة فتياه منها إلى طرابلس وقتل شهيدا في المعترك في الوقيعة التي كانت للنصارى ... بطريف على المسلمين في سنة إحدى وأربعين وسبع مائة بعد أنْ أبى بلاء حسنا و أبو عبد الله محمّد هذا كتب بالأندلس في حضرة ابن عم أبينا أمير المسلمين أبي الحجاج يوسف وله فيه أمداح عجيبة ولم يزل كاتبا في الحضرة الأحمرية النصرية إلى أنْ امتحنه أمير المسلمين أبو الحجاج ابن عم أبينا فقوض الرحال عن الأندلس ، واستقر بالعدوة، فكتب بالحضرة المرينية، لأمير المؤمنين المتوكل على الله أبي عنان، إلى أنْ توفي بها رحمه الله) قال المقري في "أزهار الرياض" (كان هذا الامتحان الذي ذكره ابن الأحمر هو أنَّه ضربه بالسياط من غير ذنب اقترفه بل ظلمه ظلما بينا. هكذا ألفيته في بعض المقيدات والله أعلم .... ورأيت بخط من يوثق به من الأعلام الذين عرفوا حاله أنه توفي بداره من البيضاء قرب المغرب من يوم الثلاثاء التاسع والعشرين لشوال من عام سبعة وخمسين وسبع مائة وكان دفنه يوم الأربعاء بعد صلاة العصر وراء الحائط الشرقي الذي بالجامع الأعظم من المدينة البيضاء وكان مولده في شوال من عام واحد وعشرين وسبع مائة) (الموافق: 24 /10 / 1356م)ثم وصف حاله فقال: (طلع في السماء العلوم بدراً مشرقاً وسارت براعته غرباً ومشرقاً، وسما بشعره فوق الفرقدين، كما أربى بنثره على الشعرى والبطين... إلى أن قال: (فهو في الشعر قد نبغ، وما بلغ أحد من شعراء عصره منه ما بلغ؛ بل سلموا التقدم فيه إليه، وألقوا زمام الاعتراف بذلك في يديه؛ ودخلوا تحت راية الأدب التي حمل، إذ ظهر ساطع براعته ظهور الشمس بالحمل)وترجم له الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة فمما حكاه في ترجمته قوله: (جمع تاريخ غرناطة فحصل منه جملة مستكثرة وكان من سعة الحفظ وثقوب الفهم فوق الوصف وله نسخة في الكتابة السلطانية وكان جلداً على العمل بسيط البيان فانتقل إلى فاس فكتب عند ملكها أبي عنان وهو يحسن في بلاغة بارعة وحجة على بقاء الفطرة العربية بالبلاد المغربية)