
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَشــاقَكَ رَســمُ المَنـزِلِ المُتقـادِمُ
فَــأَنتَ لِــذكرى مـا تَـذكَّرتَ واجِـمُ
تَـذَكَّرتَ عِرفـانَ الطُلـولِ وَقَـد مَضـَت
ســُنونٌ وَعَفَّتهــا السـُمِيُّ السـَواجِمُ
وَمُختَلَــفُ العَصــرَينِ حَتّــى كَأَنَّهـا
صــَحائِفُ يَعلــوهُنَّ بِــالنِقسِ واشـِمُ
وَشــَطَّت نَــوى هِنـدٍ فَلا أَنـتَ عـالِمٌ
فَتَنطِــقَ عَــن وَصـلٍ وَلا أَنـتَ صـارِمُ
وَهِنــدٌ وَإِن عُلِّقــتَ هِنــداً ضـَنينَةٌ
عَلَيـكَ بِمـا يُعطـي الخَليلُ المُكارِمُ
فَــإِنّي وَإِن شــَطَّت نَواهــا لَقـائِلٌ
سَقى الغَيثُ هِنداً حَيثُ ما اِحتَلَّ سالِمُ
بِمُرتَجِـــسٍ يُمســـي كَــأَنَّ قَــرارَهُ
عَشــِيَّةَ غِــبِّ الســارِياتِ الـدَراهِمُ
رَأَت صــِرَماً أَودى بِنَســلِ لِقاحِهــا
مَســائِلُ مــا يُغنينَهــا وَمَغــارِمُ
إِذا مــا مَشــى نَجـمٌ أَتَتهُـنَّ جُمَّـةٌ
فَلا الـدَهرُ يُغنيهـا وَلا الحَـقُّ سائِمُ
كَــذاكَ تَعَوَّدنـا عَلـى مـا يَنوبُنـا
وَلِلحَـــقِّ فينـــا ســُنَّةٌ وَمَحــارِمُ
وَإِن تُجهَـدِ الأَمـوالُ لا يَعجَـزِ النَدى
عَلَينــا فَــذو صـَبرٍ كَريـمٌ وَهاضـِمُ
وَتُبــوِحُ مــا غـارَت نُجـومُ تَهامَـةٍ
طَــرائِفُ مَجــرومٌ عَلَيهــا وَجــارِمُ
بِــوُدِّكَ قَــومي حَــيُّ حَـربٍ وَرِسـالَةٍ
تَميــمُ إِذا مـا حارَبَتهـا الأَقـاوِمُ
هُـمُ خَلَفـوا فـي الأَرضِ عـاداً بِقَـوَةٍ
عَلـى مـا بِـهِ تَأَتي الأَمورُ العَظائِمُ
أَجــارَ لَنـا أَحسـابَنا فَـوَفى بِهـا
صـُدورُ العَـوالي وَالسـُيوفُ الصَوارِمُ
وَمَســرودَةٌ مِــن نَسـجِ داودَ فَوقَنـا
ســـَرابيلُ مِنهــا جُنَّــةٌ وَعَمــاِئمُ
نَخــوضُ إِذا ضــَنَّ الجَبــانُ بِنَفسـِهِ
بِهـا ظُلُمـاتِ المَـوتِ وَالمَـوتُ دائِمُ
فَنَخــرُجَ مِنهــا وَالســُيوفُ عِصـِيُّنا
إِلـى غايَـةٍ تَسـمو إِلَيهـا الأَكـارِمُ
وَقُلنـا أَلا مَـن يَحـيَ لا يَخـزَ بَعدَها
وَمَـــن يُشــتَعَب لا تَتَّبِعــهُ المُلاوِمُ
وَمُعتَـــرَكٍ ضـــَنكٍ أَضــاقَ ســَبيلَهُ
مَواقِـــعُ أَقـــدامٍ بِــهِ وَمَعاصــِمُ
شــَهِدنا إِذا مــا أُحكِمَـت لُحَمـاتُهُ
فَيَفـــرَجُ عَنّــا ضــَيقُهُ المُتلاحِــمُ
لَنـا عِضـَةٌ لَـم يُـدرِكِ الناسُ فَرعَها
وَجُرثومَــةٌ تَـأوي إِلَيهـا الجَراثِـمُ
لَنـا سـامِياً مَجـدٍ فَسامٍ إِلى العُلى
وَآخَــرُ مَشـبوبٌ عَلـى الحَـربِ حـازِمُ
فَأَيُّهُمــا مــا يَـدعُ تَتبَعـهُ شـيعَةٌ
مَيــامينُ مِنّــا لِلعَــدوِ أَشــائِمُ
وَنَحـنُ حَفَظنـا نَـأيَ خِنـدِفَ إِذ نَـأَت
وَإِذ كُـلُّ ذي ضـِغنٍ مِـنَ النـاسِ راغِمُ
وَلَمّــا اِنقَطَعنــا مِنهُـم وَتَقـاذَفَت
بِنـا وَبِهـم عَتـبُ الأُمـورِ العَـواجِمُ
أَبَينـا فَلَـم نَسـأَل مُـوالاةَ غَيرِنـا
وَلَــم تَطَّلِعنــا حَــربُ حَـيٍّ يُراجِـمُ
نُقـودُ الجِيادَ المُقرَباتِ عَلى الوَجى
وَسـَيرٍ عَلـى الأَعـداءِ حَتّـى يُصادِموا
وَقُلنــا لِقَيــسٍ أَصـعِدوا فَتَصـَعَّدوا
وَشــَيبانَ عَنّـا اِبعِـدوا وَاللَهـازِمُ
دَعَـوا مَرتَعـاً لِلجَرسِ وَالوَحشِ بَينَنا
وَحُلـوا بِسَيفِ البَحرِ ما لَم تُسالِموا
بِهـــا مُخـــدِرٌ وَردٌ يُلاوِذُ دونَهــا
يُواقِـــعُ فـــي حافاتِهـــا وَيُلازِمُ
كَـــأَنَّ ذِراعَيـــهِ وَبَلــدَةَ نَحــرِهِ
دَنَــت وَوَعَــت مِنــهُ كُسـورٌ عَـوائِمُ
وَنَحـنُ مَنَعنـا النـاسَ طُـرّاً بِلادَنـا
بِطَعـنٍ وَضـَربٍ حَيـثُ تُلـوى العَمـائِمُ
فَــإِن يَكُــنِ الإِســلامُ أَلَّـفَ بَينَنـا
فَقَـد عَلِمـوا فـي الدَهرِ كَيفَ نُغاشِمُ
نُقيــمُ عَلـى دارِ الحِفـاظِ بيوتَنـا
وَتُقســَمُ أَســرى بَينَنــا وَغَنــائِمُ
مَصـاليتُ فـي يَـومِ الحِفـاظِ كَأَنَّهـا
قُـــرومٌ تَســامى يَتَقيهِــنَّ حــاجِمُ
وَمــا زالَ حَتّــى قُلـتُ لا بُـدَّ أَنَّـهُ
مَسـامي الوَحيـدِ وَازدهَتـهُ الجَرائِمُ
وَحَتّــى تَــرى الأَرطـى بُخُشـبٍ كَـأَنَّهُ
مِـنَ الطَلـحِ أَثباجُ اللِقاحِ الرَوائِمُ
سويد بن عمرو العكلي، من بني الحارث بن عوف.شاعر فارس مقدم، كان في العصر الأموي صاحب الرأي والتقدم في بني عكل.و(كراع) اسم أمه واسم أبيه عمرو وقيل غير ذلك، وقد جعله ابن سلاّم في الطبقة التاسعة من فحول شعراء الجاهلية وقرنه بضابي بن الحارث البرجمي والحويدرة وسحيم، وقال عنه: كان شاعراً محكماً وكان رجل بني عكل وذا الرأي والتقدم فيهم.وذكر الجاحظ في كتابه (الحيوان)، أن لسويد أخاً يدعى عبد الله وهو شاعر أيضاً وأورد بعض شعره.