
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
شـــباب كلامــع بــرقٍ رحــل
وشــيب كمثــل غريــمٍ نـزل
وقــدٌّ قـويم جفـاه الزمـان
كخــوطٍ تحــاني وغصـنٍ ذبـل
وشـعر تطـاير فيـه البيـاض
يحــاكي ســواه خضـاب نصـل
وثغـــر تنــاثر كــالأقحوا
ن غــازله الليــل رشَّ وطــل
ووجـه نبـت عنـه بجل العيون
وقـد كـان روضاً لحور المقل
وخطـو كخطـو القطا في الرما
ل مـن بعـد وثـبٍ كوثب الإبل
وجســم تراجـع بعـد النمـاء
كــزرعٍ تنــاهى وبـردٍ سـمل
ترحَّــل مــا ســرَّ مســتعجلاً
وشـيك الرحيـل ومـا ساء حلّ
مضــت وانقضـت غفلات الشـباب
وجـاء الكشـيب وبئس البـدل
كأنّي رأيت الصبا في المنام
خيــالاً تمثّــل ثــمَّ اضـمحل
أمالــك فيمــا تـرى عـبرةً
وشــاهد صــدقٍ بقـرب الأجـل
إلـى كـم تطـوف بباب الملوك
كطيـر الفـراش بضـوء الشّعل
فطــوراً تجــلّ وطــوراً تغـلّ
وطــوراً تعــزّ وطـوراً تـذل
أتغفـل عـن نائبـات الزمان
وهــنَّ سـراع إلـى مـن غفـل
زمــان يــدير علــى أهلـه
بســعدٍ ونحـسٍ كـؤوس الـدول
فإحـدى يـديه تمـجُّ الـذعانف
وإحــدى يـديه تمـجُّ العسـل
ألـم تعتـبر بقصـور الملـوك
خلــت منهـم بوشـيك الرحـل
فســلها وقـل ايـن سـكانها
وأيـن الملـوك وأيـن الخول
وأيـن الجيـوش وأيـن الخيول
وأيـن السـيوف وأيـن الأسـل
وأيـن الجيـوش وأيـن الخيول
وأيـن السـيوف وأيـن الأسـل
وأيـن الـذين حكـوا بالقدود
غصـوناً ثناهـا الندى والبلل
كجـنٍّ علـى الجـنِّ قـد أقبلوا
بســود القلانـس حشـو الحلـل
طــوتهم عــن الأرض آجــالهم
ولـم تغـن عنهم صنوف الحيل
ومـا ذاك مـن كـوكبٍ قد بدا
مـن الشـرق أو كوكب قد أفل
ولا الخيـر يـأتي به المشتري
ولا الشـرّ يقضـي علينـا زحل
ومـا الأمـر إلاّ لـرب السماء
وقاضـي القضـاة تعـالى وجلّ
قليــل جميـع متـاع الغـرور
وطــالبه مــن قليــل أقــلّ
وضــل عــن الرشــد جمّــاعه
وحاســده منــه فيــه أضــلّ
ســباع حـواليه زرق العيـون
كلاب وأســــــــد وذئب أذلّ
فهـذا يجـاذب مـا قـد حواه
وهــذا يخالســه مــا فضـل
إذا وضـــعوه علـــى نعشــه
اشـاعوا البكا وأسّروا الجذل
وإن دفنـــوه نســوه معــاً
وكـــلٌّ بميراثـــه مشــتغل
فهــذا قصــارى جميـع الأنـا
م مـن جـلَّ أو قـلَّ منهم وذلّ
أقــول وللـدمع فـي وجنـتي
ســوابق قطــرٍ لــه مسـتهلّ
ســلام علـى طيـب عيـشٍ مضـى
وأنــسٍ بــإخوان صـدقٍ نبـل
ســلام علــى قـوتي للقيـام
إلـى الفرض في وقته والنفل
سـلام علـى الختـم فـي ليلةٍ
بقلــب كئيـب حليـف الوجـل
ســلام علـى الكتـب ألّفتهـا
ووشــّحتها بصــحاح العلــل
ســـلام علــى مــدحٍ صــغتها
وحبرَّتهـا في الليالي الطول
سـلام امرىءٍ ما اشتهى لم يجد
ومـا رام مجتهـداً لـم ينـل
أنــاب إلــى ربــه تائبـاً
ومســتغفراً للخطـا والزَّلـل
محمد بن الحسن بن سليمان أبو جعفر البحاثي، جد القاضي أبي جعفر البحاثي: قاض من أعيان زوزن ولي القضاء ببعض كور ما وراء النهر وبعض كور خراسان ترجم له الباخرزي في "دمية القصر" قسم شعراء زوزن، قال: (هذا الذي ينسب البحاثيون إليه، وهو جد القاضي أبي جعفر البحاثي الأخير، المعدود من أئمة القضاة، وأزمة الكفاة. ولي القضاء ببعض كور ما وراء النهر وبعض كور خراسان أيضاً). والظاهر أنه لم ينتبه إلى أن الثعالبي ترجم له في "يتيمة الدهر" وهذا اعجب العجب، لأنه وضع كتابه ذيلا على اليتيمة، وكان الثعالبي بمثابة شيخه، قد أقام في ضيافة أبيه مدة طويلةقال الثعالبي: (أبو جعفر البحاثي محمد بن الحسين بن سليمان من زوزن إحدى كورنيسابورن مشهور بالأدب والعلم، وكان له محل من الشعر وتصرف في القضاء ببلاد خراسان، وأنشد قول ابن المنجم:فلا تجعلنِّـي للقضاة فريسةً فـإنّ قضاة العالمين لصوصمجالسهم فينا مجالس شرطةٍ وأيديهم دون الشصوص شصوصفقال مجيزاً لهما:خصوصهم زان البلاد، وإنّما يزين خواتيم الملوك فصوصخصوصهم زان البلاد، وإنّما يزين خواتيم الملوك فصوصثم أور مختارات من شعره وأجملها اللامية التي يرثي بها شبابه وأولها:شــباب كلامــع بـرقٍ رحـل وشــيب كمثـل غريـمٍ نـزل