
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعُتبـةَ مـن قلبي طريفٌ وتالدٌ
وعتبـةُ لـي حتى الممات حبيبُ
وعتبـةُ أقصـى مُنيـتي وأعـزّ منْ
علـيّ وأشـهى مـنْ إليـه أثوبُ
غلاميّـةُ الأعطـاف تهـتزّ للصِّبا
كما اهتزّ في ريحِ الشّمال قضيبُ
تعلّقتُهـا طفلاً صـغيراً وناشـئاً
كـبيراً وهـا رأسـي بها سيشيبُ
وصـيّرتُها ديني ودنيايَ لا أرى
ســوى حُبِّهـا إنّـي إذنْ لمُصـيبُ
وقد أخلقتْ أيدي الحوادث جِدّتي
وثـوبُ الهوى ضافي الدّروعِ قشيبُ
سـقى عهـدَها صوْبُ العِهاد بجودِه
ملِــثٌّ كتيّــار الفـرات سـكوبُ
وليلتنـا والغـربُ مُلـقٍ جِرانَه
وعـودُ الهوى داني القُطوفِ رطيبُ
ونحـن كأمثـال الثّريّـا يضمّنا
ودادٌ علـى ضـيق الزمـان رحيبُ
وبِـتّ أديـرُ الكـأسَ حتى لثغرها
شـبيهاتُ طعـمٍ في المدام وطيبُ
الى أن تقضّى الليلُ وامتدّ فجرُه
وعــاودَ قلـبي للفـراقِ وجيـبُ
فيـا ليتَ دهري كان ليلاً جميعُه
وإنْ لـم يكن لي فيه منكِ نصيبُ
أحبّـكِ حـتى يبعـثَ اللـهُ خلقَه
ولـي منك في يوم الحسابِ حسيبُ
وألهَـجُ بالتّذكارِ باسمِك داعياً
وإنّــي إذا ســُمّيت لـي لطَـروب
فلـو كان ذنبي أن أُديم لودّكم
جنــوني بـذكراكم فلسـت أتـوبُ
إذا حضـرت هـاجت وساوسُ مُهجتي
وتـزداد بـي الأشواقُ حين تغيبُ
فوا أسفا لا في الدّنوّ ولا النّوى
أرى عيشـتي يـا عتْبُ منك تَطيبُ
بقلـبي مـن جُبيـك نـارٌ وجنّـةٌ
ولــي منـك داءٌ قاتـلٌ وطـبيب
فـأنتِ التي لولاكِ ما بتّ ساهراً
ولا عــاودتني زفــرة ونحيــبُ
عطاف بن محمد بن علي الألوسي أبو سعيد المعرف بالمؤيد من كبار رجالات عصره.. ترجم له العماد في الخريدة ونقل بعض شعره عن ابنه محمد وكان صديقه قال:(المؤيّد الآلوسي بغدادي الدّار. ترفّع قدره، وأثرت حاله، ونفق شعره، وكان له قبول حسن، واقتنى أملاكاً وعقاراً، وكثُر رياشه، وحسُن معاشه، ثمّ عثر به الدّهر عثرةً صعُب منها انتعاشه، وبقي في حبس أمير المؤمنين المقتفي بأمر الله أكثر من عشر سنين، الى أن خرج في زمان أمير المؤمنين المستنجد بالله سنة خمس وخمسين وخمس مئة عند توليته، من الحبس ولقيته حينئذ، وقد عشي بصره من ظلمة المطمورة التي كان فيها محبوساً، وكان زيّه زيّ الأجناد سافر الى الموصل، وتوفّي- بعد ذلك- بثلاث سنين. وله شعر حسن غزِل، وأسلوب مطرب، ونظم معجب. وقد يقع له من المعاني ما يندر . (ثم أورد منتخبا من شعره) منها قصيدة قدم لها بقوله: (وطالعتُ في مجموع من مدائح المكين أبي عليّ، في دار كتبه بأصفهان للمؤيّد فيه قصيدة) وترجم بعده لابنه محمدوترجم له ابن خلكان في "وفيات الأعيان" قال:أبو سعيد المؤيد بن محمد بن علي بن محمد الألوسي، الشاعر المشهور؛ كان من أعيان شعراء عصره كثير الغزل والهجاء، ومدح جماعة من رؤساء العراق، وله ديوان شعر، وكان منقطعاً إلى الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة، وله فيه مادئح جيدة. ذكره محب الدبن ابن النجار في تاريخ بغداد فقال: هو عطاف بن محمد ابن علي بن أبي سعيد الشاعر المعروف بالمؤيد، ولد بألوس، قرية بقرب الحديثة، ونشأ بدجيل ودخل بغداد، وصار جاووشاً في أيام المسترشد بالله، وهجاه ابن الفضل الشاعر بأبيات؛ ثم إن المؤيد نظم الشعر فأكثر منه حتى عرف به ومدح وهجا، وكان قد لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه - وقد تقدم ذكره - قال: وتفسح في ذكر الإمام المقتفي وأصحابه بما لا ينبغي، فقبض عليه وسجن.ثم أورد منتخبات من شعره ثم قال:وكانت ولادته سنة أربع وتسعين وأربعمائة بألوس، ونشأ بها. وتوفي الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة بالموصل، وكان خروجه من بغداد سنة ست وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى... والألوسي: بضم الهمزة واللام وبعدها واو ساكنة ثم سين مهملة، هذه النسبة إلى ألوس، وهي ناحية عند حديثة عانة على الفرات، هكذا ذكره عز الدين بن الأثير فيما استدركه على الحافظ ابن السمعاني، لأنه قال: ألوس موضع بالشام في الساحل عند طرسوس، وهو بغدادي الدار والمنشأ - لأنه دخل بغداد في صباه - وقيدها ابن النجار الآلسي ومد الهمزة وضم اللام، والله أعلم.