
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألــمّ خيــالٌ مــن لُمَيّـاءَ زائرُ
وقـد نـام عـن ليلـي رقيـبٌ وسامرُ
سـرى والـدُجى مُرخي الذوائب حالكٌ
فخيّلــت أنّ الصــّبحَ دونـيَ سـافرُ
ومــا زارنــي إلا ولِهْــتُ وشـاقني
أوائلُ شــوقٍ مــا لهــنّ أواخــرُ
وسـمراءَ بيضـاءَ الثّنايا إذا مشت
تسـابقُها وطـءَ التّـرابِ الغـدائرُ
تكامـل فيهـا الحسـنُ واهتزّ قدُّها
كمـا اهـتزّ مصـقولُ الغِراريْنِ باترُ
قـوامٌ كخُـوطِ البانِ هبّت به الصَّبا
قـويمٌ ولحـظٌ فـاتنُ الطّـرفِ فـاترُ
إذا عــذَلوا فـي حُبّهـا ووصـفتُها
فلا عـاذلٌ إلا انثنـى وهْـو عـاذرُ
تَزيــدُ نفـوراً كلّمـا زُرتُ صـبوةً
إليهــا علــى أن الظِّبـاءَ نـوافرُ
وترنـو بعينَـي جُـؤذرٍ مـن رآهما
رأى كيـف تصـطادُ الرجالَ الجآذرُ
وثغـــر نقــيّ كالأقــاحي وريقــة
كـأنّ الحَيـا للخمـر فيهـا مُخامرُ
وعهـدي بهـا ليلاً وقد جئتُ زائراً
إليهـا كما يأتي الظِّماءُ العواثرُ
وبدرُ الدُجى يُغري بها كلّما ابتغت
إلــيّ وصــولاً والبــدورُ ضــرائرُ
وإنــي لتُصــبيني إليهـا صـبابةٌ
تُراوحُنــي فــي حبّهــا وتُبــاكرُ
علــى أنّنـي خُضـت الـرّدى ولقيُهـا
لِقــاءَ محــبٍّ أعجلتـه البـوادرُ
وعاتبتهـا حـتى الصـّباحِ وحولَهـا
ميــامنُ مــن نُظّارِهــا ومياســرُ
فأصـبحتُ مـا بيـن المطامحِ والأسى
فلا الوصـلُ موجـودٌ ولا القلبُ صابر
أميّاســةَ الأعطـافِ عطْفـاً علـى شـجٍ
هــواكِ لـه مـا شـئتِ نـاهٍ وآمـرُ
يَـبيتُ كمـا بـات السّليمُ من الجوى
ويُصــبحُ كالمأسـورِ عـاداهُ ثـائرُ
أصــخْتِ لأقـوالِ الوُشـاةِ فبِعتِنـي
وبــائعُ مثلـي يـا لُميّـاءُ خاسـرُ
وهـــدّدني أهلــوك فيــك وإنّنــي
لتَصـغُر عنـدي فـي لِقـاك الكبائرُ
عطاف بن محمد بن علي الألوسي أبو سعيد المعرف بالمؤيد من كبار رجالات عصره.. ترجم له العماد في الخريدة ونقل بعض شعره عن ابنه محمد وكان صديقه قال:(المؤيّد الآلوسي بغدادي الدّار. ترفّع قدره، وأثرت حاله، ونفق شعره، وكان له قبول حسن، واقتنى أملاكاً وعقاراً، وكثُر رياشه، وحسُن معاشه، ثمّ عثر به الدّهر عثرةً صعُب منها انتعاشه، وبقي في حبس أمير المؤمنين المقتفي بأمر الله أكثر من عشر سنين، الى أن خرج في زمان أمير المؤمنين المستنجد بالله سنة خمس وخمسين وخمس مئة عند توليته، من الحبس ولقيته حينئذ، وقد عشي بصره من ظلمة المطمورة التي كان فيها محبوساً، وكان زيّه زيّ الأجناد سافر الى الموصل، وتوفّي- بعد ذلك- بثلاث سنين. وله شعر حسن غزِل، وأسلوب مطرب، ونظم معجب. وقد يقع له من المعاني ما يندر . (ثم أورد منتخبا من شعره) منها قصيدة قدم لها بقوله: (وطالعتُ في مجموع من مدائح المكين أبي عليّ، في دار كتبه بأصفهان للمؤيّد فيه قصيدة) وترجم بعده لابنه محمدوترجم له ابن خلكان في "وفيات الأعيان" قال:أبو سعيد المؤيد بن محمد بن علي بن محمد الألوسي، الشاعر المشهور؛ كان من أعيان شعراء عصره كثير الغزل والهجاء، ومدح جماعة من رؤساء العراق، وله ديوان شعر، وكان منقطعاً إلى الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة، وله فيه مادئح جيدة. ذكره محب الدبن ابن النجار في تاريخ بغداد فقال: هو عطاف بن محمد ابن علي بن أبي سعيد الشاعر المعروف بالمؤيد، ولد بألوس، قرية بقرب الحديثة، ونشأ بدجيل ودخل بغداد، وصار جاووشاً في أيام المسترشد بالله، وهجاه ابن الفضل الشاعر بأبيات؛ ثم إن المؤيد نظم الشعر فأكثر منه حتى عرف به ومدح وهجا، وكان قد لجأ إلى خدمة السلطان مسعود بن محمد بن ملكشاه - وقد تقدم ذكره - قال: وتفسح في ذكر الإمام المقتفي وأصحابه بما لا ينبغي، فقبض عليه وسجن.ثم أورد منتخبات من شعره ثم قال:وكانت ولادته سنة أربع وتسعين وأربعمائة بألوس، ونشأ بها. وتوفي الخميس الرابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وخمسين وخمسمائة بالموصل، وكان خروجه من بغداد سنة ست وخمسين وخمسمائة، رحمه الله تعالى... والألوسي: بضم الهمزة واللام وبعدها واو ساكنة ثم سين مهملة، هذه النسبة إلى ألوس، وهي ناحية عند حديثة عانة على الفرات، هكذا ذكره عز الدين بن الأثير فيما استدركه على الحافظ ابن السمعاني، لأنه قال: ألوس موضع بالشام في الساحل عند طرسوس، وهو بغدادي الدار والمنشأ - لأنه دخل بغداد في صباه - وقيدها ابن النجار الآلسي ومد الهمزة وضم اللام، والله أعلم.