
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أضــاءت لنــا بـالأبرقَينِ بـروق
نواقــل منهــا كــاذبٌ وصـدوق
يُـذعْنَ لنـا مـن أهـل وَجْرةَ ريبةً
يخِـفُّ إليهـا السـَّمع وهو فَروق
ومـا كـلُّ مطـويٍّ مـن السـّرّ مُنكر
ولا كــلُّ منشــور الحـديث يـروق
أبارق ذاك الشِّعب هل أَضمر النّوى
تفرُّقهـــم أَو ضـــمَّهُنّ وَســـيق
وهـل حَرَجـات الحَـيّ بـدّلن أدمعاً
عـن السـُّحْب لـم ترقـع لهنّ خروق
لعَمْـرُكَ مـا البرقُ اليمانيُّ وامِقٌ
ولا ذلـك الشـِّعبُ الرّحيـب مَشـوق
وهــل تـزع الأَشـجانَ خفقـة لامـعٍ
وقــد علِقـت بالجانحـاتِ علـوق
لحـى اللـه يوماً بالثنِيّة أشرفتْ
علينــا بأقصـى أرض وجْـرَةَ نُـوق
يرفّعهـــنَ الآل فَوْضـــى كأنمــا
أغــار علــى أطرافهــنّ ســَرُوق
إذا حَثْحـث الحـادي بهـنُّ أطَغنَـهُ
جوافــل أدنــى ســيرهِنَّ عنيِـق
كـأنّ تـوالي الظُّعْن والآل دونَها
ســَفِينٌ بمُســْتَنّ الفُـراتِ غريـق
إذا أفلـت شـمس الأصـيل بدت لنا
شـموسٌ لهـا فـوق الحُـدوج شُروق
تسـير بهـا الأظعـانُ أَنّـى تيمّمَتْ
قواصــدَ لا يشــقى بهــنّ رفيـق
أجيراننــا إِنّ القلــوبَ لـديكمُ
فهــل للجُســوم نحــوَكُنّ طريـق
لئن جمعتكـــم نيّـــةٌ يمنيّــةٌ
وفرّقكــم وحــش الفِجـاج عميـق
فـودّي علـى الأَيّـام مـا تعلمونه
وعهـدي علـى طـول المَزار وثيق
ولــي عــبراتٌ لا تضــنّ بمائهـا
تــديّمُ فــي أجراعكــم وتريـق
فـإِن يروهـا دمعـي وإِلاّ سـقيتُها
دمـاً مـا لـه إلا الغـرام مُريق
يقولون بعض الصّبر عنهم ومنْ لنا
بــأنْ يتســاوى مُوثَــقٌ وطليـق
ولكــنَّ حُبّــاً أنتـمُ بَـدءُ غرسـه
رَطيـبٌ علـى مَحْـل الزّمـان وَرِيقُ
ألـم تعلمـي يا ضرَّة البدرِ أنَّني
جــديرٌ بفعـل الصـّالحات خليـق
عفيـف محـاني الرّبوتين وما لنا
سـوى ذلـك السـتر الرقيق رفيق
ينـوب عـن الوحي الكفاح وكأسنا
دمــوعٌ ومشـمولُ الرُّضـاب رحيـق
إذا خفّــت الأحلام وَقّــرَ حَبْــوَتي
نِجــارٌ وسـيع الـدّوَحتَيْنِ عريـق
تجـــاذِبُني طُــرقَ العَلاء بهِمَّــةٍ
لهـا فـوق مرسـي النّيِّريْنِ سُموق
ولكـنَّ لـي فـي باطن النّفس حاجةً
تَنِــمُّ عليهــا زفــرةٌ وشــهيق
أُجمّــع أســباب المعـالي تعلُّلاً
وأُعجِــزُ فــي ألفاظهـا وأفـوق
وأَنظِـم مـا لا تنظـم العرْبُ مثلَهُ
وأَيّ لســـان بالمُقــال ذَليــق
ظفر بن يحيى بن محمد بن هبيرة، أبو البدر شرف الدين ابن الوزير أبي المظفر عون الدين، شاعر كبير عارض مهيار فداناه وترجم له العماد في الخريدة بعد ترجمة أخيه "عز الدين محمد" قال: (كان جذوة نار لذكائه، وحدة خاطره، وجودة قريحته. يشتعل ذكاءً، ويتوقد فطنةً. وهو محب للفضل والتحلي به. وله شعر يروق، وعبارة تشوق. امتحن بالحبس في أيام والده سنين بقلعة تكريت، ثم تخلص. ولما توفي الوزير، رقي عنه إلى الإمام أنه عازم على الخروج من بغداد مختفياً، فقبض وحبس. وقد أثبت له قصائد أنشدنيها لنفسه، نظمها على أسلوبه الرائق مجرياً مهر خاطره الماهر في مضمار مهيار، أرق من صفو العقار. قال الصفدي: (بعدما حكى قصة حبسه: ولم يزل إلى سنة اثنين وستين وخمسمائة فأخرج من الحبس ميتاً ودفن عند أبيه؛ ومن شعره)