
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
َســلمني إلــى الغَــرام والأرَقْ
طيـفٌ مـتى شاء على النّأي طرقْ
يخبِــطُ جَفْنـي بأباطيـل المُنـى
ويَســْحَر العيــن ببشــرٍ ومَلَـقْ
مــا وردتْ أحلامــه مـن مُقلـتي
فصــــَدَرت إِلاّ بـــرِيِّ وشـــَرَقْ
ولا انثنــت عـن كبِـدي ركـابُهُ
بخــبرٍ إلا الزّفيــر والقلــق
ضــمانة مـن حـبّ ليلـى عَلِقـت
بمهجــة خاليــةٍ مــن العَلَـق
أحســبها ثاويــةً قــد تَخِــذَت
فـي كلّ شِعْبٍ من هوى النّفس نفقْ
إليـك يـا خِلْـوَ الهوى عن عَذَلي
مـا وَجْـدُ سـالٍ عنْهُـمُ كمن عشِق
دعـــانيَ الحــبُّ فمِلْــتُ معــه
وذو الغــرام مصــحب فمنطلــق
يـا راكـب اللّيـل علـى ناجِيةٍ
قـد خلطـت وَخْدَ الذمِّيل بالعَنَق
يَــؤُمّ نَجْــداً والعَقيــقُ همُّــهُ
مُسترشــداً ينفـض أخلاق الطـرق
عـرج علـى بانـات سـلع فبهـا
مـا شـئت مـن مُصـطَبحٍ ومُغْتبـقْ
دارٌ لليلـــى روّضــتْ بقربهــا
تلك البِطاح واكتست ذاك العَبَقْ
فــابلغ سـلامي إن وجـدتَ أذنـاً
واعيــةً أو عطفَــةً ممّـن أبـق
آهٍ لســـُقْمٍ كلِــفَ الآســي بــه
وولــعٍ حَمّلنــي مـا لـم أطِـقْ
وجســــدٍ أنْحَلَــــه ذكرهُـــمُ
ومضـجع ينبـو إذا النّجـمُ خَفَـق
يـا جُلَساءَ الوَصْلِ هل دَوْحُ الحِمى
كعهــدنا ريّــان مُخضـرّ الـورق
وهـل مجـاري ذلـك الشـِّعْب عَفَـتْ
آثارُهـا أم روّضـت تلـك الطّـرق
وهــل ظبــاؤكن فــي أرجــائه
تشــب فيــه مرحــاً وتســتبق
هَيْهــات مــا تســأل إِلاّ زفـرةً
جائلــةً بيـن الضـّلوع والحـدق
ســَقْياً للأيّــامٍ أَطعْــنَ أَمَلــي
حتّــى علِقـتُ مـن زمـاني بِسـَبَق
وليلـة مـا فطّـن الواشـي بهـا
شـهدِتُ وصـل صـُبْحها قبـل الشَّفق
وخَلَــوات بيــن هاتيـك الرُّبـا
وقُبلــة أصــبْتُها علــى فــرق
تســألني لميــاء مـاذا غرسـت
أَشـواقُها فـي كبـدي مـن الحُرق
أيُّ قلــوبٍ لــم تُقطّــع أســفاً
لبعــدكم وأَي دمــعٍ لــم يُـرَقْ
مــا لــي وللـدّهر أَعـنْ رَويّـةٍ
يجحــدني فضــْليَ أم ذاك خُلُــقْ
يــا للزّمـان كيـف ضـاع نَقْـدُه
لأهلــه مــن جاهــلٍ أو مُسـتَحق
وكيــف أمســتْ فُرُطــات صــَرْفِهِ
إلـى أولي الفضل دِراكاً تستبق
عـارٌ عليـك يـا زمـانُ مـا أرى
ذا العلـم عـارٍ والجهول مُنتَطِق
مــا شــرُفتْ نفـس امـرئٍ بـأدبٍ
إلا وعُـدّ فيـك مـن إحـدى السُّوَق
ويــحَ الرّجــال رفِعـت آدابهـم
فالفضـل فرعٌ عندهم على الحمُق
واسـتحوذَ الجهـلُ علـى قلـوبهمْ
حتّـى لقـد صار البغيض من نطَق
وعــاد مَـن كـان يُعـدّ عالمـاً
يـبيع فـي سوق الكساد ما نَفَق
صـبراً علـى عتـب اللّيالي إنّها
مـا أصـْحبت مَجبولةٌ على الخرَق
ظفر بن يحيى بن محمد بن هبيرة، أبو البدر شرف الدين ابن الوزير أبي المظفر عون الدين، شاعر كبير عارض مهيار فداناه وترجم له العماد في الخريدة بعد ترجمة أخيه "عز الدين محمد" قال: (كان جذوة نار لذكائه، وحدة خاطره، وجودة قريحته. يشتعل ذكاءً، ويتوقد فطنةً. وهو محب للفضل والتحلي به. وله شعر يروق، وعبارة تشوق. امتحن بالحبس في أيام والده سنين بقلعة تكريت، ثم تخلص. ولما توفي الوزير، رقي عنه إلى الإمام أنه عازم على الخروج من بغداد مختفياً، فقبض وحبس. وقد أثبت له قصائد أنشدنيها لنفسه، نظمها على أسلوبه الرائق مجرياً مهر خاطره الماهر في مضمار مهيار، أرق من صفو العقار. قال الصفدي: (بعدما حكى قصة حبسه: ولم يزل إلى سنة اثنين وستين وخمسمائة فأخرج من الحبس ميتاً ودفن عند أبيه؛ ومن شعره)