
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَراكَ امْـرَأً فِـي ظُلْـمِ قَوْمِكَ جاهِداً
وَمـا لَـكَ فِي ظُلْمِ الْعَشِيرَةِ مِنْ رُشْدِ
فَـإِلَّا تَـدَعْ ظُلْـمَ الْعَشـِيرَةِ طائِعـاً
تُلاقِ امْـرَأً مِـنْ بَعْـضِ قَوْمِكَ ذا حِقْدِ
مِنَ الرِّجْلَةِ السَّاعِينَ أَوْ تَلْقَ فارِساً
عَلَـى فَـرَسٍ فِي الْخَيْلِ أَدْهَمَ ذِي وِرْدِ
جَـوادٍ كَنَصـْلِ السـَّيْفِ أَيْـنَ لَقِيتَـهُ
فَيَضـْرِبْكَ أَوْ يَطْعَنْـكَ طَعْناً عَلَى عَمْدِ
أَلَـمْ تَـرَ عـاداً كَيْـفَ فَـرَّقَ جَمْعَها
قُيَيْـلٌ وَقِـدْماً جارَ عَنْ مَنْهَجِ الْقَصْدِ
وَقـالَتْ بَنُـو عـادٍ هَلَكْنـا فَجَهَّزُوا
خِيــارَهُمُ أَهْـلَ الرِّفاعَـةِ وَالْمَجْـدِ
وَكـانَ أَبُـو سـَعْدٍ وَقَيْـلٌ فَعُوقِبُـوا
بِلُقْمـانَ إِذْ رَدَّ الْحَبِيبَ إِلَى الْجَعْدِ
فَلَمَّـا أَتَـوْا عَزْفَ الْجَرادَةِ أَخْلَدُوا
ثَلاثِيـنَ يَوْمـاً ثُـمَّ هَبُّـوا عَلَى وَجْدِ
فَقِيــلَ لَهُــمْ أُعْطِيتُــمُ فَتَخَيَّـرُوا
مُنـاكُمْ وَلَكِـنْ لا سَبِيلَ إِلَى الْخُلْدِ
وَقـالَ اضـْرِبُوا رَأْسـِي وَلا تَتَهَيَّبُوا
نُجُـوراً مِـنَ الْأَطْـوادِ ذِي أُجُـدٍ صَلْدِ
فَعــاجَلَهُ وَقْــعُ الصـَّواعِقِ كَالَّـذِي
أَرادَ سـِفاهاً وَالسـَّفاهَةُ قَـدْ تُرْدِي
وَمُلِّــكَ لُقْمــانُ الْحَيــاةَ فَرَدَّهـا
إِلــى نــاهِضٍ حُــرٍّ قَـوائِمُهُ نَهْـدِ
وَكـانَ يُحِـبُّ الْخُلْـدَ لَـوْ حَصـُلَتْ لَهُ
أَفـاحِيصُ صارَتْ لَيْلَةَ الْقَطْرِ وَالرَّعْدِ
وَقـالَ أَبُـو سـَعْدٍ: إِلَهِـي فَـأَعْطِنِي
مُنـايَ عَلَـى مـا كانَ أَذْهَبَ مِنْ وَجْدِ
فَـــزَوَّدَهُ بِــرّاً وَتَقْــوَى كِلاهُمــا
وَمـا كـانَ عَنْ رِفْدِ الْوِفادَةِ مِنْ صَدِّ
العبّاس بن مِرْداس السُّلَمِيّ، أبو الهيثم-وقيل أبو الفضل-، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء سُلَيْم وأشرافِهم، وأحد فرسان الجاهليّة وشعرائها المذكورين، لمَعَ اسمه في قبيلته سُلَيم، كما ذاع صيته في قبيلته الكبرى قيس عيلان. دار شعره قبل الإسلام حول الحماسة وذكر المعارك والدّفاع عن القبيلة، بالإضافة إلى الهجاء والاقتتال مع قبيلته ذاتها، خاصّة مع هجاء خفاف بن ندبة الذي كان ينافسه على زعامة بني سُلَيم بعد موت صخر بن عمرو بن الشريد -أخي الخنساء الشاعرة المشهورة- في يوم ذات الأثل. ولمْ يكن العبّاس من المسلمين المتقدّمين برغم أنّه من رواة الحديث المقلّين؛ فقد عدّه ابن حزم من أصحاب الأربعة أي الذين رَوَوْا أربعة أحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وله شعرٌ في امتداح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.