
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا مَــنْ مُبْلِــغٌ غَيْلانَ عَنِّــي
وَسـَوْفَ إِخـالُ يَـأْتِيهِ الْخَبِيرُ
وَعُـرْوَةَ إِنَّمـا أُهْـدِي جَوابـاً
وَقَــوْلاً غَيْـرَ قَوْلِكُمـا يَسـِيرُ
بِــأَنَّ مُحَمَّــداً عَبْــدٌ رَسـُولٌ
لِـــرَبٍّ لا يَضـــِلُّ وَلا يَجُــورُ
وَجَــدْناهُ نَبِيّـاً مِثْـلَ مُوسـَى
فَكُــلُّ فَــتىً يُخـايِرُهُ مَخِيـرُ
وَبِئْسَ الْأَمْـرُ أَمْـرُ بَنِـي قَسـِيٍّ
بِـــوَجٍّ إِذْ تُقُســِّمَتِ الْأُمُــورُ
أَضـاعُوا أَمْرَهُـمْ وَلِكُـلِّ قَـوْمٍ
أَمِيـرٌ وَالـدَّوائِرُ قَـدْ تَـدُورُ
فَجِئْنـا أُسـْدَ غابـاتٍ إِلَيْهِـمْ
جُنُــودُ اللـهِ ضـاحِيَةً تَسـِيرُ
نَـؤُمُّ الْجَمْـعَ جَمْـعَ بَنِـي قَسِيٍّ
عَلَـى حَنَـقٍ نَكـادُ لَـهُ نَطِيـرُ
وَأُقْسـِمُ لَـوْ هُمُ مَكَثُوا لَسِرْنا
إِلَيْهِـمْ بِالْجُنُودِ وَلَمْ يَغُورُوا
فَكُنَّــا أُسـْدَ لِيَّـةَ ثَـمَّ حَتَّـى
أَبَحْناهــا وَأُسـْلِمَتِ النُّصـُورُ
وَيَـوْمٌ كـانَ قَبْـلُ لَـدَى حُنَيْنٍ
فَـأَقْلَعَ وَالـدِّماءُ بِـهِ تَمُـورُ
مِـنَ الْأَيَّـامِ لَـمْ تَسـْمَعْ كَيَوْمٍ
وَلَـمْ يَسـْمَعْ بِـهِ قَـوْمٌ ذُكُـورُ
قَتَلْنـا فِي الْغُبارِ بَنِي حُطَيْطٍ
عَلَـى راياتِهـا وَالْخَيْـلُ زُورُ
وَلَمْ يَكُ ذُو الْخِمارِ رَئِيسَ قَوْمٍ
لَهُـمْ عَقْـلٌ يُعـاقِبُ أَوْ نَكِيـرُ
أَقـامَ بِهِمْ عَلى سَنَنِ الْمَنايا
وَقَـدْ بـانَتْ لِمُبْصـِرِها الْأُمُورُ
فَـأَفْلَتَ مَـنْ نَجا مِنْهُمْ جَرِيضاً
وَقُتِّــلَ مِنْهُــمُ بَشــَرٌ كَثِيـرُ
وَلا يُغْنِي الْأُمُورَ أَخُو التَّوانِي
وَلا الْغَلِـقُ الصـَُرَيِّرَةُ الْحَصُورُ
أَحـــانَهُمُ وَحــانَ وَمَلَّكُــوهُ
أُمُــورَهُمُ وَأَفْلَتَــتِ الصـُّقُورُ
بَنُـو عَـوْفٍ تَمِيـحُ بِهِـمْ جِيادٌ
أُهِيـنَ لَها الْفَصافِصُ وَالشَّعِيرُ
فَلَــوْلا قــارِبٌ وَبَنُـو أَبِيـهِ
تُقُســِّمَتِ الْمَـزارِعُ وَالْقُصـُورُ
وَلَكِــنَّ الرِّياســَةَ عُمِّمُوهــا
عَلَـى يُمْـنٍ أَشـارَ بِهِ الْمُشِيرُ
أَطـاعُوا قارِبـاً وَلَهُـمْ جُدُودٌ
وَأَحْلامٌ إِلَـــى عِـــزٍّ تَصــِيرُ
فَإِنْ يُهْدَوْا إِلى الْإِسْلامِ يُلْفَوْا
أُنُـوفَ النَّاسِ ما سَمَرَ السَّمِيرُ
وَإِنْ لَـمْ يُسـْلِمُوا فَهُـمُ أَذانٌ
بِحَـرْبِ اللـهِ لَيْـسَ لَهُمْ نَصِيرُ
كَمـا حَكَمَـتْ بَنِـي سـَعْدٍ وَجَرَّتْ
بِرَهْــطِ بَنِـي غَزِيَّـةَ عَنْقَفِيـرُ
كَـأَنَّ بَنِـي مُعاوِيَـةَ بْـنِ بَكْرٍ
إِلَــى الْإِسـْلامِ ضـائِنَةٌ تَخُـورُ
فَقُلْنـا أَسـْلِمُوا إِنَّا أَخُوكُمْ
وَقَـدْ بَـرَأَتْ مِنَ الْإِحَنِ الصُّدُورُ
كَـأَنَّ الْقَوْمَ إِذْ جاؤُوا إِلَيْنا
مِـنَ الْبَغْضاءِ بَعْدَ السِّلْمِ عُورُ
العبّاس بن مِرْداس السُّلَمِيّ، أبو الهيثم-وقيل أبو الفضل-، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء سُلَيْم وأشرافِهم، وأحد فرسان الجاهليّة وشعرائها المذكورين، لمَعَ اسمه في قبيلته سُلَيم، كما ذاع صيته في قبيلته الكبرى قيس عيلان. دار شعره قبل الإسلام حول الحماسة وذكر المعارك والدّفاع عن القبيلة، بالإضافة إلى الهجاء والاقتتال مع قبيلته ذاتها، خاصّة مع هجاء خفاف بن ندبة الذي كان ينافسه على زعامة بني سُلَيم بعد موت صخر بن عمرو بن الشريد -أخي الخنساء الشاعرة المشهورة- في يوم ذات الأثل. ولمْ يكن العبّاس من المسلمين المتقدّمين برغم أنّه من رواة الحديث المقلّين؛ فقد عدّه ابن حزم من أصحاب الأربعة أي الذين رَوَوْا أربعة أحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وله شعرٌ في امتداح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.