
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـالُ عَيْنَيْـكَ فِيهـا عائِرٌ سَهِرُ
مِثْـلُ الْحَماطَـةِ أَغْضَى فَوْقَها الشُّفُرُ
عَيْــنٌ تَأَوَّبَهــا مِــنْ شـَجْوِها أَرَقٌ
فَالْمــاءُ يَغْمُرُهـا طَـوْراً وَيَنْحَـدِرُ
كَـــأَنَّهُ نَظْــمُ دُرٍّ عِنْــدَ نــاظِمِهِ
تَقَطَّــعَ السـِّلْكُ مِنْـهُ فَهْـوَ مُنْتَثِـرُ
يـا بُعْـدَ مَنْـزِلِ مَـنْ تَرْجُـو مَوَدَّتَهُ
وَمَـنْ أَتَـى دُونَـهُ الصـَّمَّانُ فَالْحَفَرُ
دَعْ مـا تَقَـدَّمَ مِنْ عَهْدِ الشَّبابِ فَقَدْ
وَلَّـى الشـَّبابُ وَزارَ الشَّيْبُ وَالزَّعَرُ
وَاذْكُــرْ بَلاءَ سـُلَيْمٍ فِـي مَواطِنِهـا
وَفِــي سـُلَيْمٍ لِأَهْـلِ الْفَخْـرِ مُفْتَخَـرُ
هُمُ بَنُو الْحَرْبِ وَالْمَوْتِ الذُّعافِ إِذا
لاقَـى الْكَتـائِبَ مِنْهُـمْ قـادَةٌ صـُبُرُ
قَـوْمٌ هُـمُ نَصـَرُوا الرَّحْمنَ وَاتَّبَعُوا
دِيـنَ الرَّسـُولِ وَأَمْـرُ النَّاسِ مُشْتَجِرُ
لا يَغْرِســُونَ فَسـِيلَ النَّخْـلِ وَسـْطَهُمُ
وَلا تَخــاوَرُ فِــي مَشـْتاهُمُ الْبَقَـرُ
إِلَّا ســـَوابِحَ كَالْعِقْبــانِ مَقْرَبَــةً
فِـي دارَةٍ حَوْلَهـا الْأَخْطـارُ وَالْعَكَرُ
تُـدْعَى خُفـافٌ وَعَـوْفٌ فِـي جَوانِبِهـا
وَحَــيُّ ذَكْــوانَ لا مِيــلٌ وَلا ضــُجُرُ
الضــَّارِبُونَ جُنُـودَ الشـِّرْكِ ضـاحِيَةً
بِبَطْـــنِ مَكَّـــةَ وَالْأَرْواحُ تَبْتَــدِرُ
حَتَّــى تَوَلَّــوْا وَقَتْلاهُــمْ كَــأَنَّهُمُ
نَخْــلٌ بِظــاهِرَةِ الْبَطْحـاءِ مُنْقَعِـرُ
وَنَحْــنُ يَـوْمَ حُنَيْـنٍ كـانَ مَشـْهَدُنا
لِلــدِّينِ عِـزّاً وَعِنْـدَ اللـهِ مُـدَّخَرُ
إِذْ نَرْكَـبُ الْمَـوْتَ مُخْضـَرّاً بَطـائِنُهُ
وَالْخَيْـلُ يَنْجـابُ عَنْهـا سـاطِعٌ كَدِرُ
تَحْـتَ اللِّـواءِ مَـعَ الضَّحَّاكِ يَقْدُمُنا
كَمـا مَشَى اللَّيْثُ فِي غاباتِهِ الْخَدِرُ
فِـي مَـأْزِقٍ مِـنْ مَجَرِّ الْحَرْبِ كَلْكَلُها
تَكـادُ تَأْفِـلُ مِنْـهُ الشـَّمْسُ وَالْقَمَرُ
وَقَــدْ صــَبَرْنا بِأَوْطـاسٍ أَسـِنَّتَنا
لِلَّــهِ نَنْصــُرُ مَـنْ شـِئْنا وَنَنْتَصـِرُ
حَتَّــى تَــأَوَّبَ أَقْــوامٌ مَنـازِلَهُمْ
لَـوْلا الْمَلِيـكُ وَلَوْلا نَحْنُ ما صَدَرُوا
فَمـا تَـرَى مَعْشـَراً قَلُّوا وَلا كَثُرُوا
إِلَّا قَــدَ اصــْبَحَ مِنَّـا فِيهِـمُ أَثَـرُ
العبّاس بن مِرْداس السُّلَمِيّ، أبو الهيثم-وقيل أبو الفضل-، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء سُلَيْم وأشرافِهم، وأحد فرسان الجاهليّة وشعرائها المذكورين، لمَعَ اسمه في قبيلته سُلَيم، كما ذاع صيته في قبيلته الكبرى قيس عيلان. دار شعره قبل الإسلام حول الحماسة وذكر المعارك والدّفاع عن القبيلة، بالإضافة إلى الهجاء والاقتتال مع قبيلته ذاتها، خاصّة مع هجاء خفاف بن ندبة الذي كان ينافسه على زعامة بني سُلَيم بعد موت صخر بن عمرو بن الشريد -أخي الخنساء الشاعرة المشهورة- في يوم ذات الأثل. ولمْ يكن العبّاس من المسلمين المتقدّمين برغم أنّه من رواة الحديث المقلّين؛ فقد عدّه ابن حزم من أصحاب الأربعة أي الذين رَوَوْا أربعة أحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وله شعرٌ في امتداح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.