
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَعَمْــرِيَ إِنِّـي يَـوْمَ أَجْعَـلُ جاهِـداً
ضــِماراً لِـرَبِّ الْعـالَمِينَ مُشـارِكا
وَتَرْكِـي رَسـُولَ اللـهِ وَالْأَوْسُ حَـوْلَهُ
أُولَئِكَ أَنْصــارٌ لَــهُ مـا أُولَئِكـا
كَتـارِكِ سـَهْلِ الْأَرْضِ وَالْحَـزْنَ يَبْتَغِي
لِيَسـْلُكَ فِـي غَيْـبِ الْأُمُورِ الْمَسالِكا
فَـآمَنْتُ بِـاللَّهِ الَّـذِي أَنـا عَبْـدُهُ
وَخـالَفْتُ مَـنْ أَمْسَى يُرِيدُ الْمَمالِكا
وَوَجَّهْــتُ وَجْهِـي نَحْـوَ مَكَّـةَ قاصـِداً
وَتـابَعْتُ بَيْـنَ الْأَخْشـَبَيْنِ الْمُبارَكا
نَبِــيٌّ أَتانـا بَعْـدَ عِيسـَى بِنـاطِقٍ
مِـنَ الْحَـقِّ فِيـهِ الْفَصْلُ مِنْهُ كَذَلِكا
أَمِينـاً عَلَـى الْفُرْقـانِ أَوَّلَ شـافِعٍ
وَآخِــرَ مَبْعُــوثٍ يُجِيــبُ الْمَلائِكـا
تَلافَـى عُـرَى الْإِسـْلامِ بَعْدَ انْفِصامِها
فَأَحْكَمَهــا حَتَّـى أَقـامَ الْمَناسـِكا
رَأَيْتُــكَ يـا خَيْـرَ الْبَرِيَّـةِ كُلِّهـا
تَوَسَّطْتَ فِي الْقُرْبَى مِنَ الْمَجْدِ مالِكا
سـَبَقْتَهُمُ بِالْمَجْـدِ وَالْجُـودِ وَالْعُلا
وَبِالْغايَـةِ الْقُصْوَى تَفُوتُ السَّنابِكا
فَـأَنْتَ الْمُصـَفَّى مِـنْ قُرَيْشٍ إِذا سَمَتْ
غَلاصـِمُها تَبْغِـي الْقُـرُومَ الْفَوارِكا
العبّاس بن مِرْداس السُّلَمِيّ، أبو الهيثم-وقيل أبو الفضل-، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء سُلَيْم وأشرافِهم، وأحد فرسان الجاهليّة وشعرائها المذكورين، لمَعَ اسمه في قبيلته سُلَيم، كما ذاع صيته في قبيلته الكبرى قيس عيلان. دار شعره قبل الإسلام حول الحماسة وذكر المعارك والدّفاع عن القبيلة، بالإضافة إلى الهجاء والاقتتال مع قبيلته ذاتها، خاصّة مع هجاء خفاف بن ندبة الذي كان ينافسه على زعامة بني سُلَيم بعد موت صخر بن عمرو بن الشريد -أخي الخنساء الشاعرة المشهورة- في يوم ذات الأثل. ولمْ يكن العبّاس من المسلمين المتقدّمين برغم أنّه من رواة الحديث المقلّين؛ فقد عدّه ابن حزم من أصحاب الأربعة أي الذين رَوَوْا أربعة أحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وله شعرٌ في امتداح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.