
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَــنْ مُبْلِــغُ الْأَقْــوامِ أَنَّ مُحَمَّـداً
رَســُولَ الْإِلَــهِ راشـِدٌ حَيْـثُ يَمَّمـا
دَعـا رَبَّـهُ وَاسْتَنْصـَرَ اللـهَ وَحْـدَهُ
فَأَصــْبَحَ قَـدْ وَفَّـى إِلَيْـهِ وَأَنْعَمـا
ســَرَيْنا وَواعَـدْنا قُدَيْـداً مُحَمَّـداً
يَـؤُمُّ بِنـا أَمْـراً مِـنَ اللهِ مُحْكَما
تَمارَوْا بِنا فِي الْفَجْرِ حَتَّى تَبَيَّنُوا
مَـعَ الْفَجْـرِ فِتْيانـاً وَغاباً مُقَوَّما
عَلَـى الْخَيْلِ مَشْدُوداً عَلَيْنا دُرُوعُنا
وَرَجْلاً كَـــدُفَّاعِ الْأَتِـــيِّ عَرَمْرَمــا
فَـإِنَّ سـَراةَ الْحَـيِّ إِنْ كُنْـتَ سائِلاً
ســُلَيْمٌ وَفِيهِـمْ مِنْهُـمُ مَـنْ تَسـَلَّما
وَجُنْــدٌ مِــنَ الْأَنْصـارِ لا يَخْـذُلُونَهُ
أَطـاعُوا فَمـا يَعْصـُونَهُ مـا تَكَلَّما
فَـإِنْ تَكُ قَدْ أَمَّرْتَ فِي الْقَوْمِ خالِداً
وَقَـــدَّمْتَهُ فَـــإِنَّهُ قَــدْ تَقَــدَّما
بِجُنْــدٍ هَـداهُ اللـهُ أَنْـتَ أَمِيـرُهُ
تُصـِيبُ بِـهِ فِي الْحَقِّ مَنْ كانَ أَظْلَما
حَلَفْـــتُ يَمِينـــاً بَــرَّةً لِمُحَمَّــدٍ
فَأَكْمَلْتُهـا أَلْفـاً مِنَ الْخَيْلِ مُلْجَما
وَقــالَ نَبِــيُّ الْمُـؤْمِنِينَ تَقَـدَّمُوا
وَحُــبَّ إِلَيْنـا أَنْ نَكُـونَ الْمُقَـدَّما
وَبِتْنـا بِنَهْـيِ الْمُسـْتَدِيرِ وَلَمْ يَكُنْ
بِنــا الْخَــوْفُ إِلَّا رَغْبَـةً وَتَحَزُّمـا
أَطَعْنـاكَ حَتَّـى أَسـْلَمَ النَّـاسُ كُلُّهُمْ
وَحَتَّـى صـَبَحْنا الْجَمْـعَ أَهْلَ يَلَمْلَما
يَضـِلُّ الْحِصـانُ الْأَبْلَـقُ الْوَرْدُ وَسْطَهُ
وَلا يَطْمَئِنُّ الشــَّيْخُ حَتَّــى يُســَوَّما
سـَمَوْنا لَهُـمْ وِرْدَ الْقَطـا زَفَّهُ ضُحىً
وَكُـلٌّ نَـراهُ عَـنْ أَخِيـهِ قَـدَ احْجَما
لَــدُنْ غُــدْوَةً حَتَّـى تَرَكْنـا عَشـِيَّةً
حُنَيْنـاً وَقَـدْ سـالَتْ مَـدامِعُهُ دَمـا
إِذا شــِئْتَ مِــنْ كُـلٍّ رَأَيْـتَ طِمِـرَّةً
وَفارِســَها يَهْــوِي وَرُمْحـاً مُحَطَّمـا
وَقَـدْ أَحْـرَزَتْ مِنَّـا هَـوازِنُ سـَرْبَها
وَحُــبَّ إِلَيْهــا أَنْ نَخِيـبَ وَنُحْرَمـا
أَصــَبْنا قُرَيْشــاً غَثَّهـا وَسـَمِينَها
وَأَنْعَــمَ حِفْظــاً بــالُهُمْ فَتَكَلَّمـا
فَمـا كـانَ مِنْهـا كانَ أَمْراً شَهِدْتُهُ
وَسـاعَدْتُ فِيـهِ بِالَّـذِي كـانَ أَحْزَما
وَيَـوْمٍ إِلَـى مُوسـَى تَلاقَـتْ جِيادُنـا
قَبـائِلَ مِـنْ نَصـْرٍ وَرَهْطِ ابْنِ أَسْلَما
فَمــا أَدْرَكَ الْأَوْتــارَ إِلَّا سـُيُوفُنا
وَإِلَّا رِماحــاً نَسـْتَدِرُّ بِهـا الـدَّما
العبّاس بن مِرْداس السُّلَمِيّ، أبو الهيثم-وقيل أبو الفضل-، شاعرٌ مخضرمٌ من شعراء سُلَيْم وأشرافِهم، وأحد فرسان الجاهليّة وشعرائها المذكورين، لمَعَ اسمه في قبيلته سُلَيم، كما ذاع صيته في قبيلته الكبرى قيس عيلان. دار شعره قبل الإسلام حول الحماسة وذكر المعارك والدّفاع عن القبيلة، بالإضافة إلى الهجاء والاقتتال مع قبيلته ذاتها، خاصّة مع هجاء خفاف بن ندبة الذي كان ينافسه على زعامة بني سُلَيم بعد موت صخر بن عمرو بن الشريد -أخي الخنساء الشاعرة المشهورة- في يوم ذات الأثل. ولمْ يكن العبّاس من المسلمين المتقدّمين برغم أنّه من رواة الحديث المقلّين؛ فقد عدّه ابن حزم من أصحاب الأربعة أي الذين رَوَوْا أربعة أحاديث عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وله شعرٌ في امتداح النّبيّ صلى الله عليه وسلّم.