
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَلَبتِ عِظــامي لَحمَهـا فَتَرَكتِهـا
مُجَـــرَّدَةً تُضــحي إِلَيــكِ وَتَخصــُرُ
وَأَخلَيتِهــا مِــن مُخِّهــا فَكَأَنَّهـا
قَـواريرَ فـي أَجوافِها الريحُ تَصفُرُ
إِذا سـَمِعَت بِاِسـمِ الفـراقِ تَقَعقَعَت
مَفاصــِلُها مِــن هَـولِ مـا تَتَنَظَّـرُ
خُذي بِيَدي ثُمَّ اِرفَعي الثَوبَ فَاِنظُري
بِـــيَ الضــُرَّ إِلّا أَنَّنــي أَتَســَتَّرُ
فَمـا حيلَـتي إِن لَـم تَكُن لَك رَحمَةٌ
عَلَــيَّ وَلا لــي عَنـكِ صـَبرٌ فَأَصـبِرُ
فَــوَاللَهِ مـا قَصـَّرتُ فيمـا أَظُنُّـهُ
رِضـــاكِ وَلَكِنّـــي مُحِـــبٌّ مُكَفَّــرُ
نَظَــرتُ كَــأَنّي مِــن وراءِ زُجاجَـةٍ
إِلـى الدارِ مِن ماءِ الصَبابَةِ أَنظُرُ
فَعَينـايَ طَـوراً تَغرَقـانِ مِنَ البُكا
فأَعشــى وَطــوراً تحسـرانِ فَأُبصـِرُ
فَلا مُقلَـتي مِـن غامِرِ الماءِ تَنجَلي
وَلا دَمعَـتي مِـن شـِدَّةِ الوَجـدِ تَقطُرُ
وَلَيـسَ الَّذي يَجري مِنَ العَينِ دَمعها
وَلَكِنَّهـــا نَفــسٌ تَــذوبُ فَتَقطُــرُ
عبد الملك بن عبد الرحيم الحارثي.شاعر فحل، من بني الحارث بن كعب، من قحطان، كان من سكان الفلجة، من الأراضي التابعة لدمشق في أيامه (يطل عليها جبل عاملة) وقصد بغداد، فسجنه الرشيد العباسي، وجهل مصيره، وضاع أكثر شعره، وما بقي منه طبقته عالية، وفي العلماء من يجزم بأن من شعره اللامية المنسوبة للسموأل، كلها أو أكثرها، وكان له ابن شاعر هو (محمد بن عبد الملك)، وحفيد شاعر هو (الوليد بن محمد) وأخ شاعر هو (سعيد بن عبد الرحيم).