
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لعــلَّ تَحَـدُّرَ الـدَّمع السـَّفوحِ
يُسـَكِّنُ لوعـة القلـب القريحِ
وعـلَّ الـبرقَ يـروي لـي حديثاً
فيرفعـــهُ بإســـنادٍ صــحيحِ
ويـا ريـحَ الصـَّبا لو خبَّرتني
مـتى كـان الخيـامُ بذي طُلوحِ
فلـي مـن دمـع أجفـاني غَبـوقٌ
تُـدار كؤوسـه بعـد الصـَّبوح
وأشــواقٌ تقــاذف بــي كـأني
عَلَـوْتُ بهـا علـى طِـرْفٍ جَمـوح
ودهــرٌ لا يــزال يحُـطُّ رحلـي
بمَضــْيَعةٍ ويُروينــي بِلُــوحِ
كريـمٌ بـالكريم على الرَّزايا
شــحيحٌ حيـن يُسـأَل بالشـَّحيح
وأيّـــامٌ تُفــرِّقُ كــلَّ جَمــعٍ
وأحـداثٌ تجيـزُ علـى الجريـح
فيــا للــه مـن عَـوْدٍ بعُـودٍ
ومِـنْ نِضـْوٍ علـى نِضـوٍ طليـحِ
وأعجــبُ مـا مُنيـتُ بـه عِتـابٌ
يــؤرِّقُ مُقلـتي ويُـذيبُ روحـي
أتـى مـن بعـد بُعـدٍ واكتئابٍ
وما أنكى الجروح على الجروح
وقــد أُسـرى بوجـدي كـلُّ وفـدٍ
وهَبَّــتْ بارتيــاحي كـلُّ ريـح
ســلامُ اللـه مـا شـَرَقَتْ ذُكـاءٌ
وشــاق حنيــنُ هاتفـةٍ صـَدوح
علـى تلـك الشَّمائل والسَّجايا
وحسـن العهـد والخُلُق السَّجيح
على أُنْس الغريب إذا جفاه الْ
قريـبُ ومَحْتِـد المجـدِ الصَّريح
على ذي الهِمَّة العَلياء والمِنَّ
ةِ البيضـاءِ والـوجهِ الصَّبيح
صـَفوحٌ عـن مؤاخـذة المَـوالي
وليـس عـن الأعـادي بالصفوح
هُمـامٌ ليـس يـبرَح فـي مقامٍ
كريمــ، أو لـدى سـعي نجيـح
حديـدُ الطَّـرف فـي فعـلٍ جميلٍ
وقـورُ السـَّمع عـن قـولٍ قبيح
مـددتُ إليـه يـدي فشـدَّ أزري
وذادَ نـوائب الـدَّهر اللَّحـوح
وفــزتُ بــوُدِّه بعــد ارتيـادٍ
ولكــن صــدَّني عنــه نُزوحـي
ومــا أدركــت غـايته بنظمـي
ولـو أدركـت غايةَ ذي القروح
ولكنـــي وقفـــت علــى عُلاه
عَتــادي مـن ثنـاءٍ أو مديـح
الحسن بن علي بن عبد الله بن محمد ابن عبد الباقي بن أبي جرادة العقيلي القاضي أبو علي ثقة الملك الأنطاكي: قاض من اعيان حلب، من اسرة ابي جرادة التي منها ابن العديم، ترجم له العماد في "خريدة القصر"قال: (القاضي ثقة الملك أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن أبي جرادة من أهل حلب، سافر إلى مصر وتقدم على وزرائها وسلاطينها خاصة عند الصالح أبي الغارات ابن رُزّيك، وهو من بيت كبير من حلب، وذو فضل غزير وأدب، وتوفي بمصر في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، ومن سائر شعره ما يغنَّى به، ثم أورد مختارات من شعره. نقل بعضها عن الشريف إدريس بن الحسن الإدريسي والأمير مرهف بن أسامة وكان ثقة الدولة من أصدقاء أبيه، ثم قال: (ثم طالعت بمصر ديوانه فكتبت منه ما ارتضيتُه، وذَخَرت من نقده ما وفَّيته حق الانتقاد، وأنجزته بعد ما اقتضيته). ثم قال: (وتوفي أبو علي بن أبي جرادة بالقاهرة في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وخمسمائة) ثم ترجم بعده لأخيه القاضي الأعز أبي البركات. ثم ترجم لوالدهما أبي الحسن ونقل من ديوان "ثقة الملك" ما عثر عليه من مراسلات شعرية لهما ديوان ثقة الدولة. ومما اختاره من شعره قصيدة بعث بها إلى أسامة بن منقذ أولها:أحبابَنـا فارقتُكُمْ بعد ائتلافٍ واعْتِلاقوترجم له ياقوت ترجمة غير ملم بأخباره وذلك عقب ترجمة أبيه أبي الحسن (انظر ديوانه) قال: وكان لأبي الحسن هذا ابن فاضل أديب شاعر اسمه الحسن؟ وكنيته أبو عليٍ، سافر إلى مصر في أيام ابن رزيك ومدحه وحظى عنده، ثم مات بمصر سنة احدى وخمسين وخمسمائةٍ ثم أورد له قطعة واحدة في ستة أبيات، وهي القطعة التي افتتح بها العماد أشعاره وذكرها من اغاني عصره.وترجم له الشيخ عبد القادر الغزي (ت 1010هـ) في "طبقات الحنفية" قال:(الحسن بن علي بن عبد الله ابن محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن موسى بن عيسى "بن عبد الله" ابن محمد بن عامر بن أبي جرادة العقيلي الحلبي من البيت المشهور. ولد بحلب، سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة، وقيل غير ذلك وسمع وأفاد. ومات في أيام الفائز، سنة إحدى وخمسين وخمسمائة، وله من العمر تسع وخمسون سنة، رحمه الله تعالى. (ثم نقل كلام العماد في الخريدة)