
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أزاح الـدهر حلو الماء عني
علـى ظمـأٍ وأسـقاني زعـاقه
وبـالمرجوّ إن أظفـر بـه من
رضا المأمون يحلي لي مذاقه
ونــاس لفّنــي بهــم شــقاءٌ
ألـمّ فـزمّ فـي سـاقي سـباقه
ولـم يك لي بذاك العير عيرٌ
ولا بقطيـع ذاك الـذّود ناقه
وربّتمـا استحال السعد نحساً
فـذاق المعتـدي ممّـا أذاقـه
وأعمـى عيـنٍ أهـدى مـن قطاةٍ
وشــدّ بمثـل مفحصـها وثـاقه
إذا صـار الهلال إلـى كمـالٍ
وتـمّ بهـاؤه فـأرقب محـاقه
وإنّ عبـوس هـذا الدهر يأتي
علـى أثـر البشاشة والطّلاقه
أضـاع الـدهر منـي علق فهمٍ
إذا نظـر المميّـز منـه راقه
وأيّ فــتى لتقــديم الأيـادي
لــديه وأيّ عبـدٍ للعتـاقه
عبد الملك بن غصن الحِجاري الخشني أبو مروان، مؤرخ أندلسي نسبته إلى وادي الحجارة، قال المقري: (كان أحد الأعلام في الآداب والتاريخ والتأليف. ونقم عليه المأمون يحيى بن ذي النون بسبب صحبته لرئيس بلده ابن عبيدة، وبلغه أنه يقع فيه فنكبه أشر نكبة، وحبسه فكتب إليه من السجن:فـديتك هل لي منّك رحمى لعلّني أفـارق قبراً في الحياة فأنشروليـس عقـاب المـذنبين بمنكرٍ ولكن دوام السخط والعتب ينكرومـن عجـبٍ قـول العـداة مثقّلٌ ومثلـي في إلحاحه الدهر يعذروألف للمأمون رسالة "السجن والمسجون والحزن والمحزون" فرق له المأمون لما وقف على الرسالة وأطلقه وعفا عنه.وله رسالة أخرى سماها ب "العشر كلمات"، قال الحميدي: شاعرٌ أديب، دخل المشرق، وتأدب، وحج، ورجع، وشعره كثير.وذكره ابن الأبار في إعتاب الكتاب قال:نكبه المأمون بن ذي النون، واعتقله مع جماعة من النبهاء بوبذة من أعمال حضرة طليطلة، فكتب إليه رسالة في صفة السجن والمسجون، والحزن والمحزون دلت على مكانه من العلموالأدب والحفظ، وأودعها ألف بيت من شعره في الأستعطاف، منها قوله: (ثم أورد ثلاث قصائد من الكتاب ونقل منه أيضا قصيدة ابن شهيد التي استعتب بها ما حكاه عن محنة ابن شهيد. المعتلي يحيى بن علي بن حمود في خلافته بقرطبة.وله ترجمة في "الذيل والتكملة" لابن عبد الملك المراكشي (ت 703هـ) قال بعدما ذكره محنته (فاعتقله بسجن وبذة وجماعة معه مدة، وبه ألف كتابه المسمى كتاب: "السجن والمسجون والحزن والمحزون، وسماه أيضا: " رسالة السر المكنون في عيون الأخبار وتسلية المحزون"، وضمنه ألف بيت من شعره، ثم سرح من سجنه فلحق ببلنسية وأقام بها أشهرا، ثم أنتقل إلى قرطبة فاستقر بها وقتا، ثم أنصرف إلى غرناطة، وتوفي بها سنة أربع وخمسين وأربعمائة.وترجم له الحجاري في المسهب قال: (هذا الرجل يفخر به إقليمٌ لا بلد، ويقوم بانفراده مقام الكثير من العدد، فإنه كان أحد أعلامها في الأدب والتاريخ والتأليفات الرائقة التي تبهر الألباب. وكان ملوك الطوائف يتهادونه تهادي الريحان يوم السباسب، ويلحفونه أثواب الكرامة من كل جانب).ويذكر المقري في مكان آخر من "نفح الطيب" قصة أخرى عن سبب سجنه انظرها في صفحة القصيدة التي هجا بها المأمون واولها:تلقبـت بالمأمون ظلماً، وإنّني لآمـن كلبـاً حيـث لسـت مـؤمّنه