
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أهــذي أنتِ؟.. أم هـذا خيـالي
جلاكِ... وبيننـا بحـرُ الليالي؟
أقــاهرتي! تُـرى أذكـرتِ وجهـي
فتـاكِ أنـا المعـذّب بالجمـالِ؟
سـلي عنـي المليحـاتِ اللـواتي
نظمــتُ لهــنّ ديــوان اللآلــي
سـلي عنـي أبـاكِ النيـلَ يشـهدْ
بصدقي في الصدود.. وفي الوصال
ســلي الأهــرامَ عـن حُـبّ عصـوفٍ
خبــأت دمــوعه بيــن الرمـالِ
سـلي عنـي مـن السـنوات خمسـاً
فِـداها العُمـر! عـاطرة الخصالِ
أعــود إليكِ.. والأيــام صـرعى
تمزّقهــا السـنين.. ولا تبـالي
فـوا أسـفاه! عـاد فتـاكِ شيخاً
يفــرُّ مـن الوجـومِ إلـى الملالِ
أنــوء إذا وقفـت بحمـل ثـوبي
وأعــثر حيــن أمشــي بـالظلالِ
أأعجــب حينمـا تنسـين وجهيـ؟
نســيتُ أنـا ملامحـه الخـوالي!
مـررتُ على الديار.. فضعتُ فيها
غريبــاً حــائراً بيـن الرجـال
فلا الشــبّاكُ تـومضُ فيـه سـلوى
ولا هنــد تطــلُّ مــن الأعــالي
ولا المقهــى يهــشّ إذا رآنــي
ولا مـن فيـه يسـأل كيـف حـالي
وأيـن الصـحب.. هل آبوا جميعاً
كمـا آب الشـبابُ.. إلى المآل؟
هنا.. كان الصبا يملي القوافي
فأكتبُهــا.. لأجفــان الغــزالِ
وكـان الشـعر يغري بي الصبايا
كمــا تُغـوى الهدايـةُ بالضـلالِ
هنـا.. واليـوم أسأل عن حياتي
فـأُفجعُ بـالجوابِ... وبالسـؤالِ
أقـاهرتي! افترقنـا ثلـثَ قـرنٍ
فهـل لـي أن أبثـكِ ما بدا لي؟
ذرعـتُ منـاكب الصـحراء.. حـتى
شـكتْ مـن طـول رحلتهـا رحـالي
وجبـتُ البحـر.. يـدفعني شراعي
إلـى المجهولِ.. في جُزرِ المُحالِ
وعــانقتُ السـعادة فـي ذراهـا
وقلبنـي الشـقاء علـى النصـالِ
كرعــتُ هزيمـةً.. ورشـفتُ نصـراً
فمــات الشـهد فـي سـم الصـلال
ضــحلتُ.. وضـجةُ الأصـحاب حـولي
ونحتُ.. وللنــوى وخـزُ النبـالِ
وعـدتُ مـن المعارك.. لستُ أدري
علامَ أضــعتُ عُمـري فـي النـزالِ
ومـاذا عنكِـ؟ هـل جربـت بعـدي
مــن الأهـوالِ قاصـمة الجبـالِ؟
وهـل عـانيتِ مـا عانيتُ.. جُرحاً
تجهّمــه الطـبيبُ! بلا انـدمال؟
علــى عينيـكِ ألمـح بـرق دمـعٍ
أحالـكِ يـا حبيبـةُ مثـل حالي؟