
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا يـا لِقَـوْمِي قَدْ تَبَدَّدَ إِخْوانِي
نَدامايَ فِي شُرْبِ الْخُمُورِ وَأَخْدانِي
وَأَنْسـَى قَلِيلاً ثُـمَّ آتِـي سـَبِيلَهُمْ
فَتَبْلَـى عِظـامِي يالَ سَعْدٍ وَذُبْيانِ
وَأَبْلَـى وَيَبْقَى مَنْطِقِي بَعْدَ مِيتَتِي
وَكُـلُّ امْـرِئٍ إِلَّا أَحـادِيثَهُ فـانِي
سـَيُدْرِكُنِي مـا أَدْرَكَ الْمَرْءَ تُبَّعاً
وَيَغْتالُنِي ما اغْتالَ أَنْسُرَ لُقْمانِ
أَجـارَ مُجِيـرَ النَّمْلِ مِنْ عِزِّ مُلْكِهِ
وَأَنْزَلَ سَيْفَ الْبَأْسِ مِنْ رَأْسِ غُمْدانِ
وَأَلْـوَى بِذِي الْقَرْنَيْنِ بَعْدَ بُلُوغِهِ
مَطالِعَ قَرْنِ الشَّمْسِ بِالْإِنْسِ وَالْجانِ
أَنا بَيْنَ يَوْمَيْنِ فَأَمْسِي الَّذِي مَضَى
وَصـِرْفُ غَـدٍ لا بُدَّ بِالْحَتْمِ يَلْقانِي
أَلَـمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يا قَوْمِ طالِبٌ
وَإِنْ لَـمْ أَكُنْ يَوْماً لِأَوْتارِهِ جانِي
سـَيَأْخُذُ ما أَعْطَى وَإِنْ كانَ مُحْسِناً
وَما كانَ مِنْ شَرْخِ الشَّبِيبَةِ أَوْلانِي
هو الرَّبِيعُ بن ضَبْع بن وَهب بن بغيضِ بن مالكِ بن سَعْد بن عَدِيّ بن فَزَارة، شاعرٌ مُخضرمٌ، من المعمِّرين إذ بلغَ مئتَيْ سنة، أدركَ الإسلامَ وهنا اضطربتْ الرّواياتُ حول إسلامِه، فمنهم من قالَ أسلمَ ولكن كَبِر وخَرِف، ومنهم من قالَ أنَّ أهله منعوهُ، وهناك من روى أنّ بقيَ حيًّا حتّى خلافة معاوية بن أبي سفيان. شاركَ في حروب الجاهليّة كداحس والغبراءِ ويوم الهباءة، وشِعْرُه يغلبُ عليه المللَ والسأمَ من طول عيشِه ومُقامه.