
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أليـل النـوى هـل من سبيل إلى فجر
ويـا قلب كم تأسى ويا دمع كم تجري
أبــى القلــب إلا أن يهيــم بحبكـم
وأن تـبرحوا إلا القليـل عـن الفكر
ترحلــت عنكــم لا بقلــبي وإنمــا
تركــت لــديكم حيــن ودعتكـم سـري
أعـوذ بـدهر الوصـل مـن حيـن هجركم
ورب وصــال مســتعاذ مــن الهجــر
لتلعــاب نفســي لسـت أنفـق قربكـم
لزهـدي فيكـم بـل حرصـت علـى الـبر
تقطـــع أكبـــاد عليكـــم صــبابة
فأصـبر إن الخيـر أجمـع فـي الصبر
ويـا لقلـب مـن لا يصـلح الصبر عنهم
وإن كـان خيـرا فهـو عنهم من الشر
فلــولاهم مــا كنــت أحســب سـاعة
فقــدتكم فيهــا عيانـاً مـن العمـر
ألا يــا أخـي فاسـمع وصـاتي فإنهـا
لبتــك لعمـري مـن أخ سـالم الصـدر
يحبـــك فـــي ذات الإلــه ويبتغــي
بحبــك عنــد اللــه مــدخر الأجــر
ألا إنمــا التوفيـق كنـت مـن أهلـه
مراعـاة حـق اللـه في السر والجهر
بتوحيـــده فـــي ذاتــه وصــفاته
وأفعـاله أيضـاً وفـي الندهي والأمر
فثابر على الإقرار والأثر الذي الذي
يصــح عـن المختـار والسـادة الغـر
وعــد لــك الخيــرات عمــا سـواها
وكــن بهمـا مستمسـكا أبـد الـدهر
إذا يسـلك الشـيطان فجـاً سوى الذي
ســلكت ولا يلفــى سـبيلا إلـى مكـر
وفـــرق الأجنـــاس حاشـــى تقيهــم
فقـد ظهـر الإفسـاد في البر والبحر
ولا تنســني واذكــر أخــاك بــدعوة
فإنــك منــه يـا أخـي لعلـى ذكـر
محمد بن مفضل ابن مهيب أبو بكر ابن أبي عمرو اللخمي الشلبي: شاعر من الأدباء: مولده ونشاته في شلب، كان أبوه أبو عمرو من أصدقاء ابن عربي صاحب الفتوحات، وحفيده أبو البركات الشلبي، أحد شيوخ الوزير لسان الدين الخطيب وقد نقل عنه الكثير من أخباره قال:(قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، كان منقبضاً عن الناس، أديباً، شاعرا، خمس عشرينيات الفازازي، رحمه الله تعالى. وذكره صاحب الذيل. وقال لي شيخنا أبو البركات، وهو جده، أبو أبيه، ما معناه: كان شريفاً عالي الهمة، عظيم الوقار، ألوفا، صموتا، نحيف الجسم، آدم اللون، خفيف العارض، مقطب الوجه، دايم العبوس، شامخ الأنف، إلا أنه كان رجلا عالما راسخا؛ عظيم النزاهة، حافظا للمروءة، شهير الذكر، خطيباً مصقعاً، مهيباً كشهرته، قديم الرياسة، يعضد حديثه قديمه. واستقر بألمرية، لما تغلب العدو على بلد سلفه. ولما توفي شيخ المشايخ، أبو إسحق بن الحجاج. تنافس الناس من البلدين، وغيرهم، في خطبة إبنته. قال شيخنا أبو البركات؛ ومن خصه نقلت، وكان ابن مهيب واحداً منهم في الإلحاح بالخطبة، متقدماً في حلبتهم، بجيوش الأشعار. .... قلت، وجلب في هذا المعنى شعراً كثيراً، ناسب الغرض. ونال من المتغلب على ألمرية، على عهده، حظوة، فاستظهر به تارة على معقل مرشانة وتارة على الرسالة إلى الحضرة الحفصية بتونس. ولما آب من سفره إليها، سعى به لديه بما أوجب أن يحجر عليه التصرف، وسجنه بمنزله. فلما قصد ألمرية الغالب بالله، مستخلصا إياها من يد الرييس أبي عبد الله بن الرميمي ونزل بمدينتها، وحاصر قصبتها، وقع اختيار الحاصر والمحصور على تعيين ابن مهيب، بمحاولة الأمر، وعقد الصلح، رضي بدينه وأمانته، فعقد الصلح بينهما على أن يسلم ابن الرميمي القصبة، ويعان على ركوب البحر بماله وأهله وولده، فتأتى ذلك واكتسب عند الغالب بالله، ما شاء من عزة وتجلة. وقفني شيخنا أبو البركات على ظهير سلطاني، صدر عن الأمير الغالب بالله، يدل على جلالة قدره نصه: (ثم أورد الظهير) ظهيرا آخر لزوجته والظهير بمعنى الأوقاف اليوم والغالب بلله هو عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر وتاريخ الظهير الأول في شوال سنة 635هـقال أبو البركات ودخل غرناطة مرتين، أخبرني بذلك الشيخ القاضي أبو الحسن ابن عبيدة، وهو بصير بأخباره، إذ هو من أصحاب سلفه، وممن رافق جده في الكتب عن بعض الأمراء مدة، وفي الخطابة بألمرية أخرى. توفي بسبتة أول ليلة من جمادى الآخرة عام خمسة وأربعين وستماية. (الموافق 2/ تشرين الأول/ 1247م)قال أبو البركات في شرح بيت في هجاء جده صاحب هذا الديوان:قول الهاجي، وأصلك من كبر، معناه التعريض بكون سلف أبي بكر بن مهيب، علوا في أنفسهم وتكبروا، فثاروا بسبب ذلك بطبيرة وجهاتها، ثار منهم عبد الرحمن جد أبي بكر، ثم حسن، ثم عامر أخوه، وإلى هذا أشار أبو بكر بن مهيب بقوله في بعض شعره: (إن لم أكن ملكا فكنت رئيسا).