
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جفـــوت ومــا زال الجفــاء ســجية
لمثلـك مـا إن زال يبلـى بهـا مثلي
ومــا قلـت فـي أصـلي فكذبـة فـاجر
رأى الفـرع محمـوداً فعـاب على الأصل
وبالإفـــك مـــا عـــثرت لا بحقيقــة
فمـا الكـبر مـن شأني ولا كنت في ذل
ومــا زلــت واللـه الحميـد مكرمـاً
وفـــي نائبـــات الــدهر للعقــد
ولـو كنـت ممـن يتقـي اللـه لم تكن
تمـرُّ مـتى تسـخط وعنـد الرضـا تحلي
أمــا قلـت أنـي سـاحل لـك عنـدما
غرقـت ببحـر الـذل فـي زمـن المحـل
وكيـف نسـخت المـدح بالـذم قبـل أن
تبـث لـي الشـكوى وتـدلي بمـا تدلي
ولكــن لــؤم الطبــع يحمــل أهلـه
على الصعب من سب الكرام أولي النبل
فـإن كـان بعـض الكـبر نقصـا فـإنه
عليـك مـن الأوغـاد يحسـب فـي الفصل
ومـا الـذل إلا مـا أتـى بـك نحونـا
فقيـراً مـن التقـوى سليباً من العقل
ومطلوبــك الــدنيا فخــذها خسيســة
تـوافي خسـيس النفس والقول والفعل
ومــا الجــود إلا مــا أصــبت مكـان
ومهمـا فقـدت الأصـل لا عار في البخل
ومثلــك مــن يجفــي ويقلـب خاسـئاً
فلســت لإســداء الصــنيعة بالأهــل
ولكننـــي عـــودت نفســـي عـــادة
مـن البـذل لـم أعـدل بها قط عن نذل
فخــذها لحــاك اللــه غيـر مبـارك
لسـعيك فيهـا يـا بـن خانيـة النعـل
ومثلـــي مــن يــوذي فيحتمــل الأذى
ولكنــه قــد يــدرأ الجهـل بالجهـل
وقــد قـال مـن لا شـك فـي قـوله ...
مــن الحكمـاء القتـل أذهـب للقتـل
فـإن زدتنـا زدنـا وإن كنـت نادمـاً
قبلنــاك أخـذاً فـي أمـورك بالعـدل
ففــي كــل شــيء لسـت عنـك مقصـرا
بمـا شـئت مـن قطـع وما شئت من وصل
محمد بن مفضل ابن مهيب أبو بكر ابن أبي عمرو اللخمي الشلبي: شاعر من الأدباء: مولده ونشاته في شلب، كان أبوه أبو عمرو من أصدقاء ابن عربي صاحب الفتوحات، وحفيده أبو البركات الشلبي، أحد شيوخ الوزير لسان الدين الخطيب وقد نقل عنه الكثير من أخباره قال:(قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، كان منقبضاً عن الناس، أديباً، شاعرا، خمس عشرينيات الفازازي، رحمه الله تعالى. وذكره صاحب الذيل. وقال لي شيخنا أبو البركات، وهو جده، أبو أبيه، ما معناه: كان شريفاً عالي الهمة، عظيم الوقار، ألوفا، صموتا، نحيف الجسم، آدم اللون، خفيف العارض، مقطب الوجه، دايم العبوس، شامخ الأنف، إلا أنه كان رجلا عالما راسخا؛ عظيم النزاهة، حافظا للمروءة، شهير الذكر، خطيباً مصقعاً، مهيباً كشهرته، قديم الرياسة، يعضد حديثه قديمه. واستقر بألمرية، لما تغلب العدو على بلد سلفه. ولما توفي شيخ المشايخ، أبو إسحق بن الحجاج. تنافس الناس من البلدين، وغيرهم، في خطبة إبنته. قال شيخنا أبو البركات؛ ومن خصه نقلت، وكان ابن مهيب واحداً منهم في الإلحاح بالخطبة، متقدماً في حلبتهم، بجيوش الأشعار. .... قلت، وجلب في هذا المعنى شعراً كثيراً، ناسب الغرض. ونال من المتغلب على ألمرية، على عهده، حظوة، فاستظهر به تارة على معقل مرشانة وتارة على الرسالة إلى الحضرة الحفصية بتونس. ولما آب من سفره إليها، سعى به لديه بما أوجب أن يحجر عليه التصرف، وسجنه بمنزله. فلما قصد ألمرية الغالب بالله، مستخلصا إياها من يد الرييس أبي عبد الله بن الرميمي ونزل بمدينتها، وحاصر قصبتها، وقع اختيار الحاصر والمحصور على تعيين ابن مهيب، بمحاولة الأمر، وعقد الصلح، رضي بدينه وأمانته، فعقد الصلح بينهما على أن يسلم ابن الرميمي القصبة، ويعان على ركوب البحر بماله وأهله وولده، فتأتى ذلك واكتسب عند الغالب بالله، ما شاء من عزة وتجلة. وقفني شيخنا أبو البركات على ظهير سلطاني، صدر عن الأمير الغالب بالله، يدل على جلالة قدره نصه: (ثم أورد الظهير) ظهيرا آخر لزوجته والظهير بمعنى الأوقاف اليوم والغالب بلله هو عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر وتاريخ الظهير الأول في شوال سنة 635هـقال أبو البركات ودخل غرناطة مرتين، أخبرني بذلك الشيخ القاضي أبو الحسن ابن عبيدة، وهو بصير بأخباره، إذ هو من أصحاب سلفه، وممن رافق جده في الكتب عن بعض الأمراء مدة، وفي الخطابة بألمرية أخرى. توفي بسبتة أول ليلة من جمادى الآخرة عام خمسة وأربعين وستماية. (الموافق 2/ تشرين الأول/ 1247م)قال أبو البركات في شرح بيت في هجاء جده صاحب هذا الديوان:قول الهاجي، وأصلك من كبر، معناه التعريض بكون سلف أبي بكر بن مهيب، علوا في أنفسهم وتكبروا، فثاروا بسبب ذلك بطبيرة وجهاتها، ثار منهم عبد الرحمن جد أبي بكر، ثم حسن، ثم عامر أخوه، وإلى هذا أشار أبو بكر بن مهيب بقوله في بعض شعره: (إن لم أكن ملكا فكنت رئيسا).