
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للصــالحين إلــى الصــلاح طريـق
رحبــت بهــم وعـدت عليـك تضـيق
صرفوا النفوس من الهوى عن صوبها
فغــدت إلـى طلـب النجـاة تتـوق
يـا قـرة العيـن اسـتمع من ناصح
فــي صــدره قلــب عليــك شــفيق
أنــت الشــقيق ولادة ولــذلك لـي
روح لروحــك فــي الخلـوص شـقيق
لا تخــد عنــك ترهــات أحــدثت
وخــــز عبلات للجهـــول تـــروق
واعكـف علـى القـرآن دهرك واجتمع
فالشـــغل عنــك لغيــره تفريــق
واهجـر بنـي الـدنيا فـإن بهجرهم
يتضـــاعف الإيمـــان والتصــديق
والحَــقْ بقـوم قـد عنـوا بتجـارة
نفقــت لهـم يـوم القيامـة سـوق
واحفــظ لسـانك عـن إذايـة مسـلم
فســبابه قــال الرســول فســوق
لا تبــك هــم الــرزق فهـو مقـدر
والعبــد طــول حيــاته مــرزوق
ولــترض بــالرحمن ربــاً حاكمـاً
ودع الفضــول فمنــه ضــل فريـق
حلــوا عقــال عقــولهم وتحكمـوا
إن التحكـــم بـــالعقول مــروق
فكـن القريـب مكـانه مـن نفعهـا
فمكـــان ســـدتها إليــك ســحيق
واصـطد ببازي العزم أطيار الرضا
فــأخوك غايــة بــازه التحقيــق
ولتجعــل التســبيح شــأنك إنــه
فـي الصـعب ممـن شـأنه التصـفيق
واقنـع بعلـم الـوحي علمـاً ثم لا
يــذهب بــك التشـقيق والتوفيـق
لا تــرض فيــه بالدنيــة ولتمــت
عطشــاً إذا لـم تسـق منـه رحيـق
مــا كــل علــم يهتـدى بحصـوله
منــه الركيـك نعـم ومنـه رقيـق
كمـــدارك الأصــوات منهــا طيــب
تســلو النفــوس بـه ومنـه نهيـق
وعليكــم منــي تحيــة مــن لـه
قلـــب إليكـــم أجمعيــن مشــوق
محمد بن مفضل ابن مهيب أبو بكر ابن أبي عمرو اللخمي الشلبي: شاعر من الأدباء: مولده ونشاته في شلب، كان أبوه أبو عمرو من أصدقاء ابن عربي صاحب الفتوحات، وحفيده أبو البركات الشلبي، أحد شيوخ الوزير لسان الدين الخطيب وقد نقل عنه الكثير من أخباره قال:(قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، كان منقبضاً عن الناس، أديباً، شاعرا، خمس عشرينيات الفازازي، رحمه الله تعالى. وذكره صاحب الذيل. وقال لي شيخنا أبو البركات، وهو جده، أبو أبيه، ما معناه: كان شريفاً عالي الهمة، عظيم الوقار، ألوفا، صموتا، نحيف الجسم، آدم اللون، خفيف العارض، مقطب الوجه، دايم العبوس، شامخ الأنف، إلا أنه كان رجلا عالما راسخا؛ عظيم النزاهة، حافظا للمروءة، شهير الذكر، خطيباً مصقعاً، مهيباً كشهرته، قديم الرياسة، يعضد حديثه قديمه. واستقر بألمرية، لما تغلب العدو على بلد سلفه. ولما توفي شيخ المشايخ، أبو إسحق بن الحجاج. تنافس الناس من البلدين، وغيرهم، في خطبة إبنته. قال شيخنا أبو البركات؛ ومن خصه نقلت، وكان ابن مهيب واحداً منهم في الإلحاح بالخطبة، متقدماً في حلبتهم، بجيوش الأشعار. .... قلت، وجلب في هذا المعنى شعراً كثيراً، ناسب الغرض. ونال من المتغلب على ألمرية، على عهده، حظوة، فاستظهر به تارة على معقل مرشانة وتارة على الرسالة إلى الحضرة الحفصية بتونس. ولما آب من سفره إليها، سعى به لديه بما أوجب أن يحجر عليه التصرف، وسجنه بمنزله. فلما قصد ألمرية الغالب بالله، مستخلصا إياها من يد الرييس أبي عبد الله بن الرميمي ونزل بمدينتها، وحاصر قصبتها، وقع اختيار الحاصر والمحصور على تعيين ابن مهيب، بمحاولة الأمر، وعقد الصلح، رضي بدينه وأمانته، فعقد الصلح بينهما على أن يسلم ابن الرميمي القصبة، ويعان على ركوب البحر بماله وأهله وولده، فتأتى ذلك واكتسب عند الغالب بالله، ما شاء من عزة وتجلة. وقفني شيخنا أبو البركات على ظهير سلطاني، صدر عن الأمير الغالب بالله، يدل على جلالة قدره نصه: (ثم أورد الظهير) ظهيرا آخر لزوجته والظهير بمعنى الأوقاف اليوم والغالب بلله هو عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر وتاريخ الظهير الأول في شوال سنة 635هـقال أبو البركات ودخل غرناطة مرتين، أخبرني بذلك الشيخ القاضي أبو الحسن ابن عبيدة، وهو بصير بأخباره، إذ هو من أصحاب سلفه، وممن رافق جده في الكتب عن بعض الأمراء مدة، وفي الخطابة بألمرية أخرى. توفي بسبتة أول ليلة من جمادى الآخرة عام خمسة وأربعين وستماية. (الموافق 2/ تشرين الأول/ 1247م)قال أبو البركات في شرح بيت في هجاء جده صاحب هذا الديوان:قول الهاجي، وأصلك من كبر، معناه التعريض بكون سلف أبي بكر بن مهيب، علوا في أنفسهم وتكبروا، فثاروا بسبب ذلك بطبيرة وجهاتها، ثار منهم عبد الرحمن جد أبي بكر، ثم حسن، ثم عامر أخوه، وإلى هذا أشار أبو بكر بن مهيب بقوله في بعض شعره: (إن لم أكن ملكا فكنت رئيسا).