
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
من دمانا، أيّها السفّاحُ..
من دمع اليتامى والأيامى
أترع الكأس مداما..
وأدرها بين أشلاء الضحايا..
واستغاثات الثكالى والسبايا
وزئير المدفع الطاغي..
وأنّات الشظايا...
أترع الكأس وناوله الندامى
من دمانا، أيّها السفاح
من دمع اليتامى والأيامى
أمطر الشام حديدًا ولهيبا
واستبح فيها هلالًا وصليبا
واذبح المرضى
ولا تخش عذولًا أو رقيبا
عذّب الأسرى ونكّل ما تشاء
وإذا الرعب تولاّكَ
وأضناك العياء
من دمانا، أيّها السفاح
من دمع اليتامى والأيامى
أترع الكأس مداما
أرسل العبدان تُصْلِ الناس نارا
وتحوّلْ جنةَ الدنيا يباباً ودمارا
وتقتّلْ كلَّ من تلقى: شيوخاً وعذارى
لهم المتجر والمحراب، والقبة حلُّ
وإذا كلُّوا من التدمير والسلب وملوا
أترع الكأس وناولها الندامى
من دمانا، أيها السفاح،
من دمع اليتامى والأيامى
أيُّ ذنب كان منّا؟! أي شرِّ
عدتَ منهوكا فآويناك من حر وقرِّ
وتناسينا نداء الثأر، والأيام تُغري
فكسوناك وأطعمناك خبز الفقراء
وطلبت الماء عطشانَ، بذلٍ ورجاء
فسقيناك مداما، من دمانا،
أيها السفاح،
من دمع اليتامى والأيامى
وقدرنا، فعفونا وحَميْنا
ورحمنا دمعة الأسرى ولم نستوف دَينا
وتغاضينا عن الماضي وما جرّ علينا
من عذاب واضطهاد وإسار...
وافتراش الرمل والأشواك في عرض الصحاري
ودّع الشام كما جئت، بشرٍّ مستطير
بين أنات الضحايا والزفير
وإذا خِفْتَ الظما غِبَّ المسير
من دمانا، أيّها السفّاحُ
من دمع اليتامى والأيامى
أترع الكأس مداما..
فلقد عشنا كراما
وسنبقى أبد الدهر كراما
سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.."يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هناهنا، قلوب الناسِ بيضاءُوأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُلكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضيلجبل الريّانِ والساحلألقي عليه نظرةَ الراحل"واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.www.salamaobeid.comsalamaobeid.com