
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أرهَــق الــدهرُ همــتي وشــبابي
وســقتني كفــاه مــرَّ الشـراب
وتــراءى غــدي ظلامــاً ، وآمــا
لــي ســراباً يغـوص خلـف سـراب
لا تلمنيـ، فقـد ولـدت مـع الخـو
ف شـــريداً، ملفعَّــاً بالضــباب
هائمــاً، تطلــب الحـرابُ دمـائي
وشــفاهُ الغـزاة خَلْـفَ الحـراب
زارعـــاتٍ دروبنــا بالمنايــا
نــاثراتٍ أشــلاءنا فـي الروابـي
ونســـورٌ مــن الحديــد تــدّوي
والليــالي برعشـة وارتقـاب...
حملتنـي أمـي مـع النسـوة الثـك
لـى وهـامت مـذعورةً فـي الشعاب
فـي كهـوف الـذئبان ترجـو ملاذاً
لبنيهــا، مــن الطغـاة الـذئاب
والحفــاة الأيتـام حـولي جيـاعٌ
والأيــامى فـي غصـة وانتحـاب...
لـم يعـدْ، لـم يعـد أخوك، وتبكي
ثــم أبكــي بدهشــةٍ وارتيـاب
وأبــي عاصــبُ الجــبين جريــحٌ
وعلـــى نصــله بقايــا خضــاب
يتغنــــى بأنــــةٍ والميـــامي
ن مــن الشـيب والأبـاة الشـباب
اشـَهَدُوا أن (فـي السويدا) رجالاً
أُســـُداً فــوق صــافنات عــراب
عصــبةٌ يعربيــة الأصــلِ لـم تـع
رفْ ذراهـــا رطانـــةَ الأغــراب
للمروءاتــ، للنــدى، لنـداء ال
ثـار، للطيبـ، للرزايـا الصـعاب
وتنقَّلــتُ فـي الخيـام مـع الحـر
مــان فـي مهمـهٍ بخيـلِ السـراب
هَجَرْتــهُ حــتى الســباعُ وحــتى
قطــراتُ النــدى وظــلُّ السـحاب
عشــتُ فيــه أجفّـف الـدم والـدم
ع بأنفــــاس حــــره اللهّـــاب
لا أنيــــسٌ إلا صــــهيلُ جـــوادٍ
يشـــتكي مــن مذلّــة الأَطنــاب
أو نشـيد مـن سـاهر يبعـث الشـو
ق لهيبــا علــى أنيـن الربـاب
شــوقنا للـديار، للكرمـ، للـبي
در، للفيء، للشـــذا، للــتراب
وترعرعتُـ، صـرخة الثـأر فـي سـم
عـي ونـار الحقـود فـي أعصـابي
وبلادي فــي قبضــة البغـي أشـلا
ء تلــوّى فــي لُجَّــةٍ مـن عَـذاب
تحــت أقــدام غاصــبٍ أو دخيــلٍ
أو عميــلٍ مســتحدثٍ أو محـابي
نخـــراتٌ عروشـــهم، والغـــات
بـــدم مــن جراحنــا مســتطاب
وإذا رعشـــةُ الحيـــاة تــدّوي
فـــي انتفاضـــات مـــارد غلاّب
حطَّــمَ القُمــمَ الرهيبَــ، وشـعَّتْ
فــي محيــاه بســمة ٌكالشــهاب
تهـزم الليلَـ، ترسم الدربَ، تجتث
ث بقايـــا الأوثــان والأنصــاب
يا زعيمي، يا ملهم الجيل روحاً
حــــرة يعربيــــة الأطيــــاب
دربُــك الـدربُ لا نحيـد، وفينـا
بعــض عــزمٍ مــن عزمـك الوثـاب
وإذا أنّــت الحنايــا، فعُــذري
أنَّ بيـ، مـن مـرارة الأمس ما بي
ســوف أســلو لأجـل عينيـكَ أمسـي
وأغنّــي غــدي لحــونَ الشــباب
سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.."يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هناهنا، قلوب الناسِ بيضاءُوأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُلكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضيلجبل الريّانِ والساحلألقي عليه نظرةَ الراحل"واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.www.salamaobeid.comsalamaobeid.com