
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قــالت: كفــاك مشــرّقاً ومغرّبـا
وارحمـ، فقـد تعب الجناح وأتعبا
حتّــام تقتحــم الفضــاء محوّمـاً
وتـــرود قاصــية البلاد مجوّبــا
يطـوي الشـراعَ السندبادُ وأنت لا
أوَمــا ســئمت تشــرّقاً وتغرّبـا؟
عبثــت بمفرقــك الثلـوج نـذيرة
وخبـا الشـعاع بناظريك وما خبا
لا تعــذلي، فالشــيب فجـر مشـرقٌ
يحلــو بطلعتــه البهيـة غيهبـا
والثلــج إن يعصــف فتحـت ردائه
نفَــس الربيــع مبشــراً ومرحّبـا
والنســر إن طــالت بــه أيـامه
مـــا ازداد إلا عـــزة وتصــلبا
فـإذا الفضـاء الرحـب ضاق بعزمه
وطمــوحه قصــد الفضـاء الأرحبـا
واليـوم تنعـم بالخليـج جـوانحي
فأخــاله حلمــاً ألــذُّ وأعــذبا
مـن لفتـة الظـبي الغريـر جماله
ومضــاؤه حــد الاســنة و الظـبى
أســطورة صــاغ الخيـال فنونهـا
لكنهـــا جــاءت أحَــبُّ وأعجبــا
ولـدت كميلاد الضـياء مـن الـدجى
ونمـت كما تنمو الأزاهر في الربى
كسـت الصـحارى بـالظلال وبالنـدى
فــترنحت فيهــا نسـيمات الصـبا
وترنمــت فيهــا الطيــور شـجيّة
وشـدا لهـا الموج الرشيق فأطربا
حسـدت نجـوم الليـل سـحر ضيائها
وتململـت غيـرى اللآلئ في الخبا
عفــواً إذا مـا زرت شـطّك عـابرا
وتركــت خلفــي شــاطئا متخضـّبا
رفعـوه مشـعال الحضـارة فـارتمى
لهبــا فــاحرق واسـتباح وعـذّبا
أدمــى بكبـوته القلـوب، وإنمـا
يبقى الجواد هو الجواد، وإن كبا
وتركــت بارقــة الســلام مريبـة
خلفيــ، وجــوّاً غائمــا متقلّبـا
لـولا الرجـاء لكـاد يختنق الرجا
ولضــيّعت أحفــاد يعــرب يعربـا
شـــطّي هنــاك تثلمــت أســواره
ورجـاي أن يبقـى بنـاؤك أصـلبا
إن كـان تسـليمي الـوداع فخاطري
ســيظلُّ يــذّكرُ اللقــاء الطيّبـا
ويظــل يشــتاق الخليــج وربعـه
شـوق المشيب إلى الصبابة والصبا
ويظــل بــالوطن الحـبيب تعلّقـي
أنّــى اتجهــت مشــرّقاً ومغربــا
سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.."يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هناهنا، قلوب الناسِ بيضاءُوأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُلكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضيلجبل الريّانِ والساحلألقي عليه نظرةَ الراحل"واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.www.salamaobeid.comsalamaobeid.com