
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَجَموا وصاحوا: "الباكية"
هـــذا طريــق الباكيــةْ
هــاتوا لنــا مفتاحَهــا
إنَّـــا نريــد الباكيــة
وتطلعـــتْ فـــإذا همــو
غيــرَ الرئيــس ثمانيــة
متحفّزيــــن منرفزيـــن
يهــــــددون علانيـــــة
بســـــلاحهم بـــــأكفهم
بالدمـــدمات العاليــة
قـــالت لهم: أهلاً بكـــم
هــذا طريــق الباكيــة
ومشــْوا يـدٌ فـوق الزنـا
د وفـي العتـاد الثانيةْ
دُهِــشَ الزقــاقُ ووشوشــت
جـــدرانه المتداعيـــةْ
مــا هــذه الأزيـاء مـا
هــذي الوجــوه القاسـيةْ
مـا هـذه الخطـوات، كـال
خيــل الغضــاب الغازيـة
وتــــردَّدت أصــــداؤها
بيــن الــبيوت الخاويـة
فتراكضــت فــوق الســطو
ح ملائكٌ وزبانيـــــــــة
وتســـمّرت خلــف النــوا
فــذ والكـوى المتهاويـةْ
عيـــنٌ تَطَلَّـــعُ بارتيــا
ب خلـــف عيـــن باكيــةْ
وأشـــاح بعضـــُهمُ يتــم
تــم قابعــاً فـي زاويـةْ
مــا زال رأســي ســالماً
مــا للأمــور ومــاليه
وتوقـــــف المتنمّــــرو
ن ذوو الثيــاب الخاكيـةْ
وتـــوثّبت قطــع الســلا
ح بنقمــــة وكراهيــــةْ
وتـــردّدت بيــن الشــفا
ه وفـي الضـلوع الصاديةْ:
الثـار... فليحـرق لهيـب
ُ الثــار هــذي الباكيـة
البــابُ مــن أخشــاب أي
يـــام عتـــاق باليـــةْ
أهــوى، بلا جُهــد تَصــِرُّ
ضــــلوعهُ المتراخيـــةْ
لطـم الجـدار، فكـاد يـذ
هــب والجــدارَ بداهيــةْ
وترنّحـــت فيـــه قنـــا
طــرُ مــن عهــود خاليـة
وتخبّـــط الوطــواط فــي
ظلماتهـــا المتراميــة
قَلِقــاً كــأوراق الخــري
ف بكـــف ريــح ســافية
وتقــدّموا فــوق الحجــا
رة والصـــخور الثاويــة
يتفحصــــون مـــع الظلا
م لغوزهـــا المتواريــةْ
متوجســـين مــن القســا
طــل والمـدافي الغافيـةْ
فكأنهــــا مســـتودع ال
ألغــام هــذي الباكيـةْ!
نبشـوا ركـام القـش فـي
حنــقٍ وتبــنَ الماشــية
فتــدافعت ســحبُ الغبــا
ر كثيفــــة متعاليــــةْ
وعلــى الجبــاه تراكمـت
وعلـى الشـفاه الراغيـه
وعلـى الصدور، وفي النحو
ر وفـي المـآقي الداميـةْ
فتـــبرمت مــن نتنهــا
حــتى الـبيوت النائيـةْ
ومــع الغــروب تســلّلوا
شـــَبَحٌ يقـــود ثمانيــةْ
لبسـوا الـدجى وتلاحقـوا
فـــي مشـــية متوانيــة
فتحرّكــــت وتســــاءلت
حــتى الشـفاه الواشـية
مـــاذا تراهــم يحملــو
ن عـدا غبـار الباكيـة؟
مـــاذا تراهــم ينشــقو
ن عــدا ريـاح الباكيـة؟
يـا ربّـ، إِنْ هُـمُ ارهبوا
ظلمــاً جــوار الباكيــةْ
فــاغفر لهـم فلقـد كفـا
هـم مـا لقوا في الباكيةْ
سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.."يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هناهنا، قلوب الناسِ بيضاءُوأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُلكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضيلجبل الريّانِ والساحلألقي عليه نظرةَ الراحل"واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.www.salamaobeid.comsalamaobeid.com