
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هيهـات، لا قلمـي يكـاد ولا فمـي
يقـوى علـى بـث الأسـى المتضـرّم
هــذا يحرّقــه اللهيـب فيشـتكي
وتــروع ذاك الخـاطراتُ فيرتمـي
فاعـذر، إذا ارتجفا ولاح عليهما
يـأس العيـيّ ، وحيـرة المتلعثم
ولـو اسـتطعت بسـطت خفّـاقي على
كفّيــ، بلا وجـل ، وقلـت تكلـم
لرضــيت عنـه مترجمـاً لعـواطفي
وبغيــره لمــا أثــقْ بمــترجم
وكأنمـا فـي كـل نفـس مثـل مـا
فــي أضـلعي مـن حسـرة وتـألم
غلــب التجلـدَ والتجمـلَ حزنُهـا
وتــرددت زفــرات صــدر مفعـم
وترّقرقــت درر العيــون خصـْيبةً
وتــدحرجت حــرّى بلـون العنـدم
ظفـر الزمـان بهـا وكم عزت على
ضــرباته وســهام دهــر مجــرم
سيفَ العروبة ، لا العروبة وحدها
تبكـــي عليـــك ولا هلال محــرّم
رزئت بـك العليـا وأنـت نصيرها
ومجيرهــا مــن طــامع مسـتلئم
أرشــدتَ موكبهـا وصـنت ذمارهـا
وجلــوت غيهـب ليلهـا المتجهـم
بعزيمــة لــم تعـترف بهزيمـة
وبمرقــم مـا خـاف صـولة أرقـم
أيُّ النســور يطــوف مـا طـوّفته
شـوقاً إلـى الملأ الرفيع الأعظم
مترفقــا، مترفعـاً عـن كـل مـا
يصـِمُ النهـى مـن مطمـع أو مغنم
يـا فخـر كـل مجنّـح ضـرب الهوا
مـن بلبـل عـذب الصـفير وقشـعم
أي الأســود يطيــق مـا جـابهته
تحـت الغبـار المرّ من برك الدم
والخيـل أرهقهـا العراك فعربدت
تشــكو الجـراح بَعَـبرة وتحمحـم
أي الســيوف يظـل مثلَـك مرهفـا
لـم يَنْـبُ فـي أمـر ولـم يتثلـم
فـي خدمـة الحـق السـليب غراره
أمــل الضـعيف وملجـأ المتظلّـم
أي الــدروع أشــد منــك صـلابة
وأعـز منـك علـى الرزايا الحوّم
أي الزهــور وان تفــرّد نشـرها
أذكـى شـذاً مـن نَـوْرك المتبسـم
تهـبُ الرّجـاء ليـائس فقد الرّجا
ودم الشــباب لبــائس مستســلم
أمــل قضـى امّـا قضـيت، وصـفحة
غــرّاء مــن صــفحات سـفر قيّـم
عــرف الزّعامــة عفــة ومـروءة
لا وطــأة مــن صــولة وتحكّــم
سلامة علي عبيد (1921-1984) من السويداء في سورية، شاعر وناثر ومؤرخ ومترجم ، وواضع لأول قاموس صيني -عربي . هو ابن الشاعر والمجاهد علي حسين عبيد أحد أركان الثورة السورية الكبرى، رافق والده ومجموعة من الثوار منهم سلطان باشا الأطرش إلى صحراء النبك السعودية حيث عاشوا سنوات عانوا فيها مرارة الجوع والعطش والحرمان في صحراء بالغة القسوة، كان في الخامسة عندما استشهد أخوه نايف، ثم استشهد أخوه رشيد مقتولاً بالسم والتعذيب على يد الفرنسيين ، و قدمت الأسرة شهيدا ثالثا هو كمال الذي استشهد في حرب تشرين1973 . درس في لبنان وتتلمذ في المراحل الدراسية الأولى على يد الأديب مارون عبود حتى تخرجه في الجامعة الأميركية، حيث حصل على الماجستير بدرجة الشرف الممتازة. أثناء وجوده في الجامعة الأميركية انتسب الى جمعية العروة الوثقى وعمل رئيسا لتحرير مجلة العروة الوثقى. عاد بعدها إلى السويداء عام 1951 ليعمل في التدريس والإدارة، ثم مديراً للتربية شمل عمله إدارة بيت اليتيم ، بعدها انتُخب عضواً في مجلس الأمة إبان الوحدة بين مصر وسورية. شارك في عدد كبير من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية العربية والعالمية، منها مؤتمر الأدباء الآسيويين - الافريقيين في بكين عام 1966. سافر إلى الصين، حيث أشرف على تأسيس قسم اللغة العربية في جامعة بكين، وعمل بالتدريس في الجامعة، كما قام بوضع عددٍ كبيرٍ من الكتب التعليمية للطلاب الصينيين. أثناء عمله في الصين أمضى ما يزيد على عشر سنوات في عمل يومي دؤوب لإنجاز القاموس الصيني- العربي الكبير والأول من نوعه.للأديب ما يزيد على ثلاثين مؤلفٍ في الشعر، والمسرح ، والأعمال النثرية من رواية وقصص قصيرة وأدب رحلات، وفي التاريخ ، والتراث وأدب الأطفال، والترجمة، والكتب الجامعية.في الشعر كان رائدا لشعر التفعيلة في المشرق العربي إذ كتب عدة قصائد بشعر التفعيلة قبل عام 1947، منها قصيدة "لست أدري" 1940 وكان في التاسعة عشرة من العمر ، "يا بلادي" عام 1943، وقصيدة "إلى ابنتي" عام 1946 .أدرجت قصائده في المنهاج المدرسي في الكويت وسوريا.مثلت مسرحيته الشعرية " اليرموك" في القاهرة عام 1947.في الرواية نالت روايته التاريخية " أبو صابر" جائزة من وزارة الثقافة في سورية .اهتم بالبيئة وبالآثار وبالتصوير الضوئي حيث وثق من خلال عدسة الكاميرا الأمكنة والأشخاص والمناسبات.نال العديد من التكريمات منها فيلم وثائقي عنه بعنوان "عناد السنديان" ، وكتابين عن حياته وأعماله، وعددين خاصين عنه من مجلة الثقافة، وعدد من الندوات أهمها ندوة تكريمية في عام 2007 استمرت عدة أيام وشارك فيها نخبة من أدباء ومثقفي الوطن العربي.كتب قصيدة " الله والغريب" يدعو فيها الله أن يتوفّاه في بلده.."يا ربِّ، لا تُغمض جفوني هناهنا، قلوب الناسِ بيضاءُوأرضُهُمْ ماءٌ وأفياءُلكنَّ بي شوقاٌ إلى أرضيلجبل الريّانِ والساحلألقي عليه نظرةَ الراحل"واستجاب الله لدعائه، وتوفّي بعد يوم واحد من وصوله إلى أرض الوطن ..للمزيد يمكن زيارة الموقع الخاص بالأديب.www.salamaobeid.comsalamaobeid.com