
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا ينفع القرب وهو مجتنب
فكــم بعيــد وداره كثــب
إذا الوصـال أنتأت مطالبه
فمــا يــد للـدنو تحتسـب
يشـجو فؤادي الهوى وليس له
فـي مخلـص مـن عـذابه أرب
مـا حيلة الصب في هوى رشأ
تبعـده مـن وصـاله القـرب
فلا نـــوالاً هــواه يبــذله
ولا مــزاراً خيــاله يهــب
ظــبي هـواه للقلـب مجتـذب
لكــن رضـاه للصـب مجتنـب
لكــل قلــب جمــال صـورته
علـى جميـل العـزاء مغتصب
كــأن فـي صـحن خـده قبسـاً
بــأنفس العاشـقين يلتهـب
نـار علـى القلب من تورّدها
بـرد وفيـه مـن بعدها لهب
سـقياً لعيـش مـن النعيم به
كـانت ذيـول السرور تنسجب
أيام مجنى هواي في ظلها ال
وصـل ومرعـى همـومي اللعب
بيــن شــموسٍ تظلهــا سـدفٌ
علــى غصــون تقلهــا كثـب
ربيـع لهوي بالكرخ يا حبذا
الكــرخ محلاً وحبــذا حلــب
الحسن بن علي بن إبراهيم بن علي بن محمد الجويني البغدادي أبو علي الكاتب، المعروف بابن اللعيبة- تصغير لعبة، ويلقب بفخر الكتاب: خطاط من الأدباء الشعراء من شعراء الخريدة. قدم حلب وأقام بها في خدمة نور الدين ثم كان من شعراء صلاح الدين، وله في مدائحه كتاب.ترجم له الصفدي في الوافي قال: صاحب الخط المليح. كان أديباً فاضلاً، ذكره العماد في الخريدة قال: كان من ندماء أتابك زنكي بالشام، وتخصص بنور الدين ولده بعده وأكرمه. ثم سافر إلى مصر أيام ابن رزيك وأقام بها. وليس بمصر من يكتب مثله.قال محب الدين بن النجار: حدثني سعد الإربلي الكاتب بمصر، قال: كان الجويني الكاتب لي صديقاً وكان مشتهراً بشرب الخمر، فحدثني أنه كان يكتب مصحفاً للسلطان في يوم بارد كثير الغيم والإنداء. قال: وبين يدي مجمرة فيها نار، فاشتدت ليقة الدواة، ولم يكن ماءٌ قريباً مني فأتركه فيها، وبين يدي قنينةٌ من الخمر، فصببت منه في الدواة. ثم كتبت بها وجهة من المصحف، وكببتها على المجمرة لتنشف، فصعدت شرارة فأحرقت الخط المكتوب أجمعه من غير بقية الكاغد، فرعبت من ذلك، وقمت وغسلت الدواة والأقلام، وجعلت فيها مداداً جديداً واستغفرت الله من ذلك. توفي بالقاهرة سنة ست وثمانين وخمسمائة يقال إنه كتب مائتين وستة وثلاثين ختمة وربعة وله: "حيل الملوك"، و"مدائح أهل البيت"، و"مدائح صلاح الدين". وخطه مليح مرغوبٌ فيهقال ابن العديم في بغية الطلب يصف خطه: (وكان يكتب خطاً حسناً، وكتب الكثير بخطه وتبع علي بن هلال في طريقته، وأحسن أقلامه قلم النسخ، ويقع في خطه نوادر أجاد فيها، وكان كتب على عمر الخطاط ببغداد في صدر عمره، وكان خطه وهو ببغداد يميل إلى طريقة البغداديين، فلما قدم الشام وأقام بحلب، جاد خطه وكتب على طريقة ابن البواب لكثرة نقله خطه، وأجود كتابته ما كتبه بحلب، ثم أنه سافر إلى الديار المصرية فمالت كتابته إلى طريقة المصريين، وأقام بمصر إلى أن مات بها)قال ابن العديم: أخبرني أبو السعادات بن أبي بكر بن حمدان أن الجويني توفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة، ثم قرأت بالقاهرة في درج وقع إلي بخط الجويني في آخره: كتبه العبد الخائف من ذنبه اللاجئ إلى كنف ربه عز وجل حسن بن علي بن إبراهيم الجويني، في سنة خمس وثمانين وخمسمائة وله حينئذ من العمر اثنتان وثمانون سنة بحمد الله ومنه.وأنبأنا الحافظ أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري قال: في ذكر من توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة من كتاب التكملة لوفيات النقلة: وفي التاسع من صفر توفي الشيخ الفاضل أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الجويني الكاتب بالقاهرة، حدث عن أبي منصور موهوب بن أحمد الجواليقي، وهو مشهور بجودة الخط، وله أدب وشعر حسن، أنشدنا عنه غير واحد من أصحابه، وقيل إنه توفي سنة ست وثمانين قلت: وهو الصحيح