
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـانت سـعاد فقلـبي اليوم متبول
وكيــف لا وفــؤاد الصــب مشــغول
وإننـي مـن غـرام قـد ولعـت به
مــتيم إثرهــا لـم يفـد مكبـول
ومـا سـعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا مهــاة لماهــا فيــه تعسـيل
ولــن يماثـل أعطافـاً لهـا ظهـرت
إلا أغــن غضــيض الطـرف مكحـول
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
منـه الشـفاء لقلـب فيـه تعليل
ســلافة قرقـف قـد سـيغ مشـربه
كــأنه منهــل بــالراح معلـول
شـجت بـذي شـبم مـن مـاء محنية
مـــذاقه فيـــه للأرواح تجزيــل
كأنمـا ريقهـا المعسول مذ رشفت
صــاف بأبطـح أضـحى وهـو مشـمول
تنقـي الريـاح القذى عنه وأفرطه
ينهــل مــن صـبب والمـزن رحيـل
ومــازجته ســحابات قــد انهملـت
مــن صــوب سـارية بيـض بعاليـل
أكـرم بهـا خلـوة لو أنها صدقت
عهـدي ومـا كـثرت منـه الأقاويـل
أواه لـو أحسـنت وصـلاً ومـا نبذت
موعودهـا أو لـو أن النصح مقبول
لكنهـا خلـة قـد سـيط مـن دمها
هجــر لعاشــقها نبــذ وتنكيــل
ولـم أنـل مـن هواهـا غير أربعة
فجـــع وولـــع وإخلاف وتبـــديل
فلا تــدوم علــى حــال تكـون بـه
تـروغ فـي قولهـا والوعـد ممطول
بثـــت بخلــف وأحــوال ملونــة
كمــا تلـون فـي أثـوابه الغـول
ولا تمســك بالعهــد الــذي زعمـت
وطبعهـا مـن طريـق الـدخل مخبول
فمــا لأقوالهــا شــبه ولا مثـل
إلا كمـا تمسـك المـاء الغرابيـل
فلا يغرنــك مــا منـت ومـا وعـدت
أثقـــال أقوالهــا زور وتخييــل
لا تغــترر فـي أمانيهـا وموعـدها
إن الأمــــاني والأحلام تضــــليل
كـانت مواعيـد عرقـوب لهـا مثلاً
ولـن يصـدق منهـا القـال والقيل
كربطــة نقضــت مغزولهــا عبثـاً
ومـــا مواعيــدها إلا الأباطيــل
أرجــو وآمــل أن تـدنو مودتهـا
لكننــي رمـت شـيئاً فيـه تخليـل
قـالت تـروم وصـالاً قلـت ذا خطـل
ومــا أخـال لـدينا منـك تنويـل
أمســت ســعاد بــأرض لا يبلغهـا
إلا أقـــب ربــاع فيــه تســهيل
وليـس يـدرك ركبـاً فيـه قـد ظعنت
إلا العتـاق النجيبـات الرسـاييل
ولا يبلغهــــــا إلا عــــــذافرة
سـريعة الجـري فـي البيداء شمليل
عــوج الرقــاب كريمــات مؤصـلة
لهـا علـى الأيـن أرغـال وتبغيـل
مـن كـل نضـاخة الـدفرى إذا عرفت
يميــل عجبــاً ولا عــي وتنكيــل
كأنمــا سـيرها كالريـح إذ عرضـت
عرفتهـــا طـــامس الأعلام مجهــول
ترمـي الغيـوب بعينـي مفـرد لهق
قـد حـل سـحيل واسـتقفاه شـرحيل
لا تختشــي تعبـاً أيضـاً ولا سـغباً
إذا توقـــدت الحــزان والميــل
ضـــخم مقلــدها عبــل مقيــدها
لا يشــتكي قصــر منهــا ولا طـول
همرجــل مشــيها واللــه صــورها
فـي خلقهـا عن بنات الفحل تفضيل
غلبــاء وجنــاء علكــوم مـذكرة
عرمومــة الغــد لا عتـم وتعييـل
مدموجــة متنهــا ملآء مــن سـمن
مــن دفعهــا ســعة قـدامها ميـل
عبد الرزاق بن محمد بن أحمد الجندي: الشهير بالحاكم الشهيد حاكم حمص وحماة ومعرة النعمان وكان شاعرا مطبوعا وهو صاحب الموشح السائر (شادن صاد قلوب الأمم بجمال وشرد)وهو عم الشاعر أمين الجندي والجد الرابع للمؤرخ أدهم الجندي صاحب كتاب "أعلام الأدب والفن" وقد ترجم فيه له ترجمة واسعة افتتح بها تراجم هذه الأسرة وهي كما يقول أسرة عباسية جفلت إلى بلاد الشام بعد الحملة المغولية على بغداد، وأول من نبغ منها محمد بن أحمد والد عبد الرزاق وباني قلعة تلبيسة في حمص، قال:وفي سنة 1189 هجرية قام عرب الحيارى المعروفين بالموالي وكانوا يقيمون فيما بين المعرة وخان شيخون بأعمال مخلة بالأمن فانتدبت الحكومة المرحوم عبد الرحيم بك العظم لتأديبهم وجهز حملة عسكرية كان الفقيد الشهيد مع قواته العسكرية فيها باعتباره الحاكم المسؤول عن الأمن في منطقة نفوذه ولما أشرفت الحملة على منطقة العرب أطبقت عليها جموعهم من كل صوب وأصابته طعنة في عنقه أردته قتيلاً وذلك في اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1189 هجرية و 1775 ميلادية ودفن في مقبرة عائلته بالقرب من مقام الصحابي الجليل خالد بن الوليد وصودرت جميع أملاكه ومنقولاته وهي عادة كانت متبعة في العهود الماضية عند مقتل الحكام. وكان من جملة المنقولات المصادرة مكتبته النفيسة ومؤلفاته الشعرية التي فقدت ولم يبق إلا ما كان منقولا ومحفوظاً منها بصورة متفرقة لدى المعجبين بشعره. وخلفه أخوه خالد والد أمين الجندي في منصبه. (عن أعلام الأدب والفن)