
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قلــبي يحــدثني بأنــك متلفــي
والجســم يخـبرني بأنـك مضـعفي
إن كــان لا يرضــيك غيـر منيـتي
روحـي فـداك عرفـت أم لـم تعرف
لـم أقـض حـق هـواك إن كنت الذي
جعــل اللحـاظ لمـوطئ المتصـرف
فجميـع مـا جـرت علـي مـن الأسى
لـم أقـض فيـه أسـى ومثلي منيف
مـالي سـوى روحـي وبـاذل نفسـه
فــي عشــقه مـا أن يعـد بمتحـف
وعلـى الحقيقـة مـن يضـيع روحه
فـي حـب مـن يهـواه ليـس بمسرف
فلئن رضـيت بهـا فقـد أسـعفتني
وبــذاك أرقــى للمقـام الأشـرف
فـاعطف وسـاعدني وكـن لي مسعفاً
يـا خيبـة المسـعى إذا لم تسعف
يـا مـانعي طيـب المنام وما نحى
هجـراً أحـد مـن الحسـام المرهـف
يــا بغيـة الآمـال قـد ألبسـتني
ثـوب السـقام بـه ووجدي المتلف
عطفـاً علـى رمقـي وما أبقيت لي
رمقـاً فكـن يا ذا الملاحة منصفي
فــارحم بقيـة مـا تبقـى منيـتي
مـن جسـمي المضـني وقلبي المدنف
فالوجــد بـاق والوصـال ممـاطلي
والهجــر نـام والمعـذب لا يفـي
والجســم بــال والــدموع ذوارف
والصــبر فـان واللقـاء مسـوفي
لـم أخـل مـن حسـد عليـك فلا تضع
شــغفي وفــرط تــوجعي وتلهفـي
وارحـم أنينـي فـي هـواك ولا تطل
سـهري بتشـييع الخيـال المرجـف
واسـأل نجوم الليل هل زار الكرى
عينــاً توقــد نارهـا لـم تنطـف
واسـأل من الواشين هل زار الكرى
جفنـي وكيـف يـزور مـن لم يعرف
لا غــرو إن شــحت بغمـض جفونهـا
عيــن تعــودت الجفـا مـن أهيـف
جــادت بلؤلؤهـا الرطيـب لبعـده
عنــي وســحت بالــدموع الـذرف
وبمـا جـرى فـي موقف التوديع من
شـغل الهـوادج كـاد جسمي يختفي
ومــن الفـراق تفتـت كبـدي ومـن
ألـم النـوى شـاهدت هـول الموقف
إن لـم يكـن وصـل لـديك فعـد به
فلعــل روحـي بالتواعـد تكتفـي
فالوعـد منـك أعـده كالوصـل يا
أملــي وماطـل إن وعـدت ولا تفـي
المطـل منـك لـدي إن عـز الوفـا
يبـدي التسـلي للفـؤاد المتلـف
أجـد التماطـل منك إن عز اللقا
يحلــو كوصــل مـن حـبيب مسـعف
أهفــو لأنفــاس النســيم فعلــه
مــن كـثر أشـواقي وفـرط تكلفـي
لكنـــه تعليـــل قلـــب مــدنف
ولــوجه مـن نقلـت شـذاه تشـوفي
فلعـل نـار جـوانحي يهبـو بهـا
نوعــا تخــف بوقـدها المتشـطف
ولعــل نــاراً أضــرمت بشراسـة
إن تنطفـــي وأود أن لا تنطفــي
يـا أهـل ودي انتمـوا أهلـي ومن
ناجـاكمو فـي ضـنك عيـش عـادفي
حاشـا يضـام دخيلكـم إذ كـل مـن
نـاداكمو يـا أهـل ودي قـد كفي
عـودوا لما كنتم عليه من الوفا
لفـتى بحفـظ الـود غيـر مزخـرف
وعلـي جـودوا يا آل ودي باللقا
كرمــاً لأنـي ذلـك الخـل الـوفي
وحيـاتكم وحيـاتكم قسـماً وفـي
غيـر اليميـن بكـم حقيقاً لم أف
وبســركم إنــي يمينـاً فـي مـدى
عمــري بغيـر حيـاتكم لـم أحلـف
لـو أن روحـي فـي يـدي ووهبتها
مــن غيــر مـا مـن وغيـر تأسـف
أو أننـي أعطيـت مـا ملكـت يـدي
لمبشــري بقــدومكم لــم أنصـف
لا تحسـبوني فـي الهـوى متصنعاً
أو أن حـــبي فيكـــم بتخفـــف
لكـــن حفظـــي للعهــود جبلــة
كلفــي بكــم خلــق بغيرتكلــف
أخفيــت حبكــم فأخفــاني أسـى
جعــل الــدموع بعـارض مسـتوكف
وأضــرني كتمـان مـا أخفيتـه
حــتى لعمـري كـدت عنـي أختفـي
وكتمتــه عنــي فلــو أبـديته
لخفــى فلـم يبصـر ولـم يتكلـف
وصــحبته حقــاً فلــو أظهرتـه
لوجـدته أخفـى مـن اللطـف الخفي
ولقـد أقـول لمـن تحرش بالهوى
قـد جـزت فـي بحـر خطيـر مرجف
خــل الهـوى لأهَيلـه واقصـر فقـد
عرضـــت نفســك للبلا فاســتهدف
أنــت القتيـل بـأي مـن أحببتـه
إن كـان ينصـف أو يكن لم ينصف
حــب مســوف ثــم حــب قاتــل
فاختر لنفسك في الهوى من تصطفي
قـل للعـذول أطلـت لومي طامعاً
أن أنثني عن ذي البنان المطرف
اكفـف ملامـك مـدنفاً هجر الكرى
ليـس الملام عـن الهـوى مستوقفي
دع عنـك تعنيفـي وذق طعم الهوى
إن لـم تكـن تصـغي لقـول الألف
مـن قبل عشقك لا تلم أهل الهوى
فــإذا عشــقت فبعـد ذلـك عنـف
برح الخفاء بحب من لو في الدجى
أبـدى ابتساماً زال لون المشرف
بـدر تكامـل حسـنه فلـو أنـه
سـفر اللثام لقلت يا بدر اختفي
وإن اكتفـى غيـري بطيـف خيـاله
أو قــد رضــي بتماطـل وتسـوف
أو إن تسـلى فـي مـرور نسـيمه
فأنـا الـذي بوصـاله لا أكتفـي
وهـواه وهـو أليـتي وكفى به
حلفــاً ولسـت أخَـيَّ فيـه بمخلـف
وبســر صـرفي مهجـتي بـوداده
قســماً أكــاد أجلـه كالمصـحف
عبد الرزاق بن محمد بن أحمد الجندي: الشهير بالحاكم الشهيد حاكم حمص وحماة ومعرة النعمان وكان شاعرا مطبوعا وهو صاحب الموشح السائر (شادن صاد قلوب الأمم بجمال وشرد)وهو عم الشاعر أمين الجندي والجد الرابع للمؤرخ أدهم الجندي صاحب كتاب "أعلام الأدب والفن" وقد ترجم فيه له ترجمة واسعة افتتح بها تراجم هذه الأسرة وهي كما يقول أسرة عباسية جفلت إلى بلاد الشام بعد الحملة المغولية على بغداد، وأول من نبغ منها محمد بن أحمد والد عبد الرزاق وباني قلعة تلبيسة في حمص، قال:وفي سنة 1189 هجرية قام عرب الحيارى المعروفين بالموالي وكانوا يقيمون فيما بين المعرة وخان شيخون بأعمال مخلة بالأمن فانتدبت الحكومة المرحوم عبد الرحيم بك العظم لتأديبهم وجهز حملة عسكرية كان الفقيد الشهيد مع قواته العسكرية فيها باعتباره الحاكم المسؤول عن الأمن في منطقة نفوذه ولما أشرفت الحملة على منطقة العرب أطبقت عليها جموعهم من كل صوب وأصابته طعنة في عنقه أردته قتيلاً وذلك في اليوم الحادي والعشرين من شهر ربيع الثاني سنة 1189 هجرية و 1775 ميلادية ودفن في مقبرة عائلته بالقرب من مقام الصحابي الجليل خالد بن الوليد وصودرت جميع أملاكه ومنقولاته وهي عادة كانت متبعة في العهود الماضية عند مقتل الحكام. وكان من جملة المنقولات المصادرة مكتبته النفيسة ومؤلفاته الشعرية التي فقدت ولم يبق إلا ما كان منقولا ومحفوظاً منها بصورة متفرقة لدى المعجبين بشعره. وخلفه أخوه خالد والد أمين الجندي في منصبه. (عن أعلام الأدب والفن)