
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زَعمــتَ بــأنّ النــارَ أكـرمُ عنصـراً
وفـي الأرض تَحْيـا بالحجـارة والزَّنْـدِ
وتُخْلَـــق فــي أرحامهــا وأَرومهــا
أعــاجيبُ لا تُحصــَى بخَــطٍّ ولا عَقْــدِ
وفـي القَعـر مـن لُـجِّ البحار منافعٌ
مـن اللؤلـؤ المكنون والعنبر الوَرْدِ
كــذلك ســِرُّ الأرض فــي البحـر كلِّـه
وفـي الغَيضـة الغنَّـاءِ والجبل الصَّلْدِ
ولا بـــدَّ مـــن أرض لكـــل مُطَيَّــرٍ
وكــلِّ ســَبُوحٍ فـي الغمـائر مـن جُـدِّ
كـذاك ومـا ينسـاحُ فـي الأرض ماشـيا
علــى بطنــه مَشـْيَ المُجـانِب للقَصـْدِ
ويَســْري علــى جلــد يقيــم حُـزوزَه
تعَّمُّــجَ مـاء السـَّيل فـي صـَبَبٍ حَـردِ
وفــي قُلَــلِ الأجبــال خلَــف مُقطَّـم
زَبرجَــدُ أملاك الــوَرَى سـاعةَ الحشـدِ
وفــي الحَـرَّةِ الـرَّجلاءِ تُلْفَـى معـادنٌ
لهـــنَّ مغـــارات تَبَجَّـــسُ بالنَّقْــدِ
مِـن الـذّهب الإبريـز والفضـة الـتي
تــروقُ وتُصـْبِي ذا القَناعـة والزُّهـد
وكـــلّ فِلِـــزّ مــن نُحــاس وآنُــكٍ
ومــن زِئبَــقٍ حَــيّ ونُوَشــاذُرٍ يُسـْدِيِ
وفيـــه زَرانيـــخ ومَكْـــرٌ ومَرْتَــكٌ
ومــن مَرْقَشـِيثا غيـرِ كـابٍ ولا مُكْـدِيِ
وفيهـا ضـُروب القـارِ والشَّبِّ والمَهَا
وأصــنافُ كِــبريتٍ مُطاوِلــةُ الوقـدِ
تـرى العِـرْق منها في المقاطع لائحاً
كمــا قَـدَّتِ الحسـناءُ حاشـية البُـرْدِ
ومــن إثمــدٍ جَــونٍ وكِلْــسِ وفضــَّة
ومــن تُوتِيــاءِ فــي معـادنه هِنْـدِي
وفــي كــلِّ أغــوارِ البلاد معــادنٌ
وفـي ظـاهر البيـداء مـن مَسـْتوٍ نَجدِ
وكـــلُّ يـــواقيتِ الأنــام وحَلْيِهــا
مــن الأرض والأحجــارِ فـاخرةِ المَجْـدِ
وفيهـا مَقـامُ الخِـلِّ والركـنُ والصَّفا
ومُســتَلمُ الحُجَّـاج مـن جَنَّـة الخُلْـدِ
وفـي صـخرة الخِضـر الـتي عند حُوتِها
وفـي الحجـر المُمْهِـي لمُوسى على عَمْدِ
وفــي الصـَّخرة الصـماء تُصـْدَعُ آيـةٌ
لأمّ فصــــيلٍ ذي رُغـــاءٍ وذي وَخْـــدِ
مفــاخرُ للطِّيــن الـذي كـان أصـلَنا
ونحــن بَنُــوه غيــرَ شــكٍّ ولا جَحْــدِ
فـــذلك تـــدبيرٌ ونفــعٌ وحكمــة
وأوضـحُ برهـانٍ علـى الواحـد الفـرد
أتجعــلُ عَمْــراً والنِّطاســيَّ واصــلاً
كأتبــاعِ دَيْصــَانٍ وهــم قُمُـشُ المَـدِّ
وتفخــر بــالميلاء والعِلْــجِ عاصــمٍ
وتضـحك مـن جِيـد الرّئيس أبي الجَعْدِ
وتحكِــي لــدى الأقـوام شـُنْعةَ رأيـهِ
لتصــرفَ أهـواءَ النُّفـوس إلـى الـرَّدِّ
وسـمَّيتَه الغَـزَّالَ فـي الشـِّعر مطنِباً
ومــولاك عنــد الظُّلــم قِصـَّتُه مُـرْدِي
فيا ابنَ حليفِ الطِّين واللُّومِ والعَمَى
وأبعـدَ خلـقِ اللَّـه مـن طُـرُق الرُّشـْدِ
أتهجُــو أبــا بكــرٍ وتخلـع بعْـدَه
عليّــاً وتعْــزو كــلَّ ذاك إلـى بُـرْدِ
كأنّــك غَضــبانٌ علــى الــدِّين كلِّـه
وطــالبُ ذَحْــلٍ لا يَبِيــت علـى حِقْـدِ
رجَعـتَ إلـى الأمصـارِ مـن بعـد واصـل
وكنـتَ شـريداً فـي التَّهـائِم والنُّجْدِ
أتجعــل ليلَــى النَّاعِظيــة نِحلــة
وكــلَّ عريــقٍ فــي التناسـُخِ والـرّدِّ
عليـــك بدَعْــدٍ والصــَّدوف وفَرتَنَــى
وحاضـــِنَتَيْ كِســـْفٍ وزاملتَــيْ هِنْــدِ
تُـــوَاثب أقمـــاراً وأنــت مُشــوَّهٌ
وأقـربُ خلـقِ اللَّـه مـن شـَبَه القِرْدِ
صفوان بن صفوان الأنصاري الخزرجي : (وهو في معجم الأدباء: صفوان بن إدريس) (1) شاعر من بني الحارث بن الخزرج (2) من كبار شعراء المعتزلة في عهد نشأتها أيام واصل بن عطاء، كان أبرز المنافحين عن واصل لما انقلب عليه بشار بن برد فلم يترك قولا لبشار إلا رده عليه،وكان من أصدقاء الجاحظ روى عنه الجاحظ أخبار هارون مولى الأزد وقصيدته في وصف مبارزته للفيل وكانت سببا لفتح الهند.قال وكان صفوان بن صفوان راوية داود بن مزيد عامل هارون الرشيد على المولتان في الهند،ونوه شارل بلا في كتابه عن الجاحظ بأهمية صفوان بن صفوان وشعره قائلاً: (ما تبقى من آثار صفوان جدير بالدراسة لأنها صدى لفعاليات المعتزلة الأُول) وللباحثة جبار حبيبية "الأصول المعرفية في شعر المعتزلة صفوان بن صفوان الأنصاري أنموذجا" رسالة ماجستير جامعة وهران. 2018م وقد خصصت الفصل الثالث من الكتاب ص 111 لدراسة شعر صفوان.وتناوله عدنان عبيد العلي. بالدراسة في كتابه "شعراء المعتزلة : دراسة فكرية وفنية حتى نهاية ٣٠٠هج/٩١٣م" وجعل وفاته سنة (796م)وفي المعجم الشامل للتراث العربي المطبوع: لناجي هلال: ج1 ص 136 (مجموع شعر صفوان بن صفوان الأنصاري)وجدير بالذكر أن في الصحابة من اسمه (محمد بن صفوان الأنصاري: من بني مالك بن الأوس) ومما يجد ذكره أيضا أن أخوين لصريع الغواني الأنصاري سارا تحت لواء صفوان في مناوئة بشار ما يشي بأن صفوان من رهط صريع الغواني.وفي الفاضل للمبرد رواية عن جابر بن سليمان الأنصاري عن عمه عثمان بن صفوان الأنصاري يصف فيها حنين ناقة زين العابدين إلى قبره يوم دفنه.(1) انظر ذلك في صفحة القطعة السابعة من هذا الديوان وهي بيت مفرد.(2) انفرد ابن خلكان بنسبته إلى بني الحارث بن الخزرج في ترجمة يزيد بن حاتم المهلبي المتوفى سنة 170هـ انظر القصيدة الثامنة السينية في هذا الديوان