
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عَـذِيرَ الْحَـيِّ مِنْ عَدْوا
نَ كَــانُوا حَيَّـةَ الْأَرْضِ
بَغَــى بَعْضــُهُمُ بَعْضـاً
فَلَـمْ يُبْقُـوا عَلَى بَعْضِ
فَقَـدْ صـَارُوا أَحـادِيثَ
بِرَفْـعِ الْقَـوْلِ وَالْخَفْضِ
وَمِنْهُـمْ كَـانَتِ السَّادا
تُ وَالْمُوفُـونَ بِـالْقَرْضِ
وَمِنْهُـمْ مَنْ يُجِيزُ النَّا
سَ بِالســُّنَّةِ وَالْفَــرْضِ
وَمِنْهُــمْ حَكَــمٌ يَقْضـِي
فَلَا يُنْقَــضُ مـا يَقْضـِي
وَلَيْـسَ الْمَـرْءُ في شَيْءٍ
مِـنَ الْأَبْـرامِ وَالنَّقْضِ
إِذا أَبْـرَمَ أَمْـراً خـا
لَـهُ يُقْضـَى وَمَـا يَقْضَى
يَقُـولُ الْيـوْمَ أُمْضـِيهِ
وَلَا يَمْلُــكُ مـا يُمْضـِي
وَهُـمْ مَنْ وَلَدُوا أَشْبَوا
بِســِرِّ الْحَسـَبِ الْمَحْـضِ
وَمِمَّــنْ وَلَـدُوا عـامِرْ
ذُو الطُّـولِ وَذو الْعَرْضِ
وَهُـمْ بَـوَّوا ثَقِيفاً دا
رَ لَا ذُلٍّ وَلَا خَفْــــــضِ
وَأَمْـرُ الْيَـوْمِ أَصـْلِحْهُ
وَلَا تَعْـرِضْ لِمَـا يَمْضـي
فَبَينـا الْمَرْءُ في عَيْشٍ
لَــهُ مِـنْ عِيشـَةٍ خَفْـضِ
جَدِيـدُ الْعَيْـشِ مَلْبُـوسٌ
وَقَـدْ يُوشـِكُ أَنْ يُنْضـَى
أَتَــاهُ طَبَــقٌ يَوْمــاً
عَلَــى مَزْلَقَــةٍ دَحْــضِ
وَهُـمْ كَـانُوا فَلَا تُكْذَبْ
ذَوِي الْقُــوَّةِ وَالنَّهْـضِ
لَهُـمْ كَانَتْ أَعالِي الْأَرْ
ضِ فَالســِّرانِ فَـالْعَرْضِ
إِلَـى مـا حَازَهُ الْحَزْنُ
فَمــا أَســْهَلَ لِلْحَمْـضِ
إِلَـى الْكَفْرَيْنِ مِنْ نَخْلَ
ةَ فَالــدَّاءَةَ فَـالْمَرْضِ
لَهُـمْ كَـانَ جِمامُ الْما
ءِ لَا الْمُزْجَى وَلَا الْبَرْضِ
فَكَـانَ النَّاسُ إِذْ هَمُّوا
بِيُســْرٍ خاشــِعٍ مُغْضـِي
تَنـادَوا ثُـمَّ سَارُوا بِ
رَئِيــسٍ لَهُــمُ مُرْضــِي
فَمَـنْ سـَاجَلَهُمْ حَرْباً
فَفِـي الْخَيْبَـةِ وَالْخَفْضِ
وَهُمْ نالُوا عَلَى الشَّنْآ
نِ وَالشـَّحْناءِ وَالْبُغْـضِ
مَعالِي لَمْ يَنَلْها النَّا
سُ فــي بَسـْطٍ وَلَا قَبْـضِ
ذُو الإصْبَعِ العَدْوانِيُّ هو حُرْثانُ بنُ مُحرّثٍ بنِ ثعلبَةَ العَدْوانِيّ، مِن بَني قَيسِ بنِ عَيْلانَ، وَلُقِّبَ بِذي الإِصْبَعِ لِأَنَّ حَيَّةً نَهَشَتْ إِصْبَعَ قَدَمِهِ فَقَطَعَتْهُ، وهو شَاعِرٌ جاهلِيٌّ مِنْ المُعمِّرين فقد عاشَ مِئةً وَسبعينَ عاماً، وَهُوَ مِن الحُكَماءِ فِي قَوْمِهِ، اشْتُهِرَ بِأبياتِ الحِكْمةِ والعِظَةِ والفَخْرِ والوَصايا، وقدْ عايَشَ خِلافاتٍ وَوقائِعَ نَشبتْ داخِلَ قَبيلتِهِ وَحاوَلَ مَنْعها فَلم يُفلِح، وَأَدَّتْ إِلى تَفانِي قَبيلَتِهِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22ق.ه/600م.