
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَهْلَكَنـا اللَّيْـلُ والنَّهارُ مَعا
والـدَّهْرُ يَعْـدُو مُصـَمِّماً جَـذَعا
والشَّمْسُ فِي رَأْسِ فَلْكِها انْتَصَبَتْ
يَرْفَعُها فِي السَّماءِ ما ارْتَفَعا
والنَّحْـسُ يَجْـرِي أمامَهـا صَعَداً
وَســَعْدُها أَيَّ ذاكَ مــا طَلَعـا
فَيَسـْعَدُ النَّائِمُ الْمُدَثَّرُ بِالسْـ
سـَعْدِ وَيَلْقَـى الشَّقاءَ مَن سَبَعا
مـا إِنْ بِهـا والْأُمـورُ مِنْ تلَفٍ
مـا حُـمَّ مِـنْ أَمْـرِ غَيْبَةٍ وَقَعا
أَمْـرٌ بِلَيْـطِ السـَّماءِ مُلْتَبِـكٌ
والنَّـاسُ فِي الْأَرْضِ فُرِّقُوا شِيَعا
ذَلِــكَ مِــنْ رَيْبِهِــمْ بِقُـدْرَتِهِ
مـا شـاءَ مِـنْ غَيْرِ هَيْبَةٍ صَنَعا
وَيَفْــرُقُ الْجَمْـعَ بَعْـدَ ثَرْوَتِـهِ
مـا شـاءَ مِـنْ بَعْدِ فُرْقَةٍ جَمَعا
كَمـا سـَطا بِالْأَرامِ عادَ وَبِالـْ
حِجْــرِ وَأَزْكَــى لِتُبَّــعٍ تَبَعـا
فَلَيْــسَ فِيمــا أَصـابَنِي عَجَـبٌ
إِذْ كُنْـتُ شَيْباً أَنْكَرْتُ أَوْ صَلَعا
وَكُنْــتُ إِذْ رَوْنَـقُ الْأَدِيـمِ بِـهِ
مــاءُ شــَبابِي تَخـالُهُ شـِرَعا
لا أَقْبَـلُ الْبَيْتَ في النَّدِيّ وَلا
يُعْجِبُنِـــي مــاؤُهُ فَأَنْتَجِعــا
وَالْحَـيُّ فِيـهِ الْفَتـاةُ تَرْمُقُنِي
حَتَّـى مَضـى شـَأْوُ ذاكَ فَانْقَطَعا
إنَّكُمــا صــاحِبَيَّ لَــنْ تـدَعا
لَـوْمِي وَمَهْمـا أَضـِقْ فَلَنْ تَسِعا
لَــمْ تَعْقِلا جَفْــرَةً عَلَـيَّ وَلَـمْ
أُوذِ نَـديماً وَلَـمْ أَنَـلْ طَبَعـا
إلَّا بِــأَنْ تَكْــذِبا عَلَــيَّ وَلا
أَمْلُــكُ أَنْ تَكْـذِبا وَأَنْ تَلَعـا
إنَّكُمــا مِــنْ سـَفاهِ رَأْيِكُمـا
لا تَجْنُبـانِي الشـَّكاةَ وَالْقَذَعا
وَإِنِّــي ســَوْفَ أَبْتَــدِي لَكُمـا
يـا صـاحِبَيَّ الْغَـداةَ فَاسْتَمِعا
ثُــمَّ اسـْألا جـارَتِي وَكَنَّتَهـا
هَـلْ كُنْـتُ مِمَّـنْ أَرابَ أَوْ خَدَعا
أَوْ دَعَتـانِي فَلَـمْ أُجِـبْ وَلَقَـدْ
يَــأْمَنُ مِنِّـي خَليلِـيَ الْفَجَعـا
آبــى فَلا أَقْـرَبُ الْخِبـاءَ إِذا
مــا رَبُّـهُ بَعْـدَ هَـدْأَةٍ هَجَعـا
وَلا أَرُومُ الْفَتـــاةَ رُؤْيَتَهــا
إنْ نامَ عَنْها الْحَلِيلُ أَوْ شَسَعا
وَذاكَ مِــنْ حِقْبَـةٍ خَلَـتْ وَمَضـَتْ
وَالدَّهْرُ يَجْرِي عَلى الْفَتى لُمَعا
إِنْ تَزْعُمـا أَنَّنِـي كَبِـرْتُ فَلَـمْ
أُلْــفَ ثَقِيلًا نِكْســاً وَلا وَرَعـا
أَجْعَـلُ مـالِي دُونَ الدُّنا غَرَضاً
وَمـا وَهَـى مِ الْأُمُـورِ فَانْصَدَعا
إمَّـا تَـرَيْ شـِكَّتِي رُمَيْـحَ أَبِـي
سـَعْدٍ فَقَـدْ أَحْمِـلُ السـِّلاحَ مَعا
السـَّيْفُ وَالْقَـوْسُ وَالْكِنانَةُ قَدْ
أَكْمَلْــتُ فِيهـا مَعـابِلاً صـُنُعا
رَصــَّعَ أَفْواقَهــا وَأَثْرَصــَها
أَنْبَــلُ عَــدْوانَ كُلِّهـا صـَنَعا
ثُـمَّ كَسـاها أَحَـمَّ أَسـْحَمَ وَبْــ
باصـاً وَكُـلَّ الظَّـواهِرِ اتَّبَعـا
وَالْمُهْـرُ صـافِي الْأَدِيـمِ أَضْبَعُهُ
يَطِيــرُ عَنْــهُ عَفــاؤُهُ قَزَعـا
أُقْصــِرُ مِــنْ قَيْــدِهِ وَأُودِعُـهُ
حَتَّـى إِذا السِّرْبُ رِيعَ أَوْ فَزَعا
كـانَ أَمـامَ الْجِيـادِ يَقْـدُمُها
يَهُــزُّ لَــدْناً وَجُؤْجُـؤاً تَلِعـا
فَغـامَسَ الْمَـوْتَ أَوْ حَمـى ظُعُناً
أَوْ رَدَّ نَهْبـــاً لِأَيِّ ذاكَ ســَعَى
إِمَّـا تَـرَيْ رُمْحَـهُ فَمُطَّـرِدُ الـْ
مَتْــنِ إِذا هَــزَّ مَتْنَـهُ سـَطَعا
إِمَّـا تَـرَيْ سـَيْفَهُ فَـأَبْيَضُ فصْـ
صــالٌ إِذا مَـسَّ مُعْظَمـاً قَطَعـا
إِمَّـا تَـرَيْ قَوْسـَهُ فَبَيِّنَةُ النْـ
نَبْــعِ هَتُــوفٌ تَخالُهـا ضـِلَعا
إِمَّـا تَـرَيْ نَبْلَـهُ فَخَشـْرَمُ خَشْـ
شــاءُ إِذا مُــسَّ دَبْـرُهُ لَكَعـا
ذَلِـكَ خَيْـرٌ مِـنَ التَّـأَبُطِ فـي
شـِقِّ الشـَّمالِ الْحَقِينَ وَالْقِمَعا
ثُــمَّ ابْتَعَثْنـا أُسـُودَ عادِيَـةٍ
مِثْـلَ السـَّعالِي قَدْ آنَسَتْ فَزَعا
لَســْنا بِعــالِينَ دارَ مَكْرُمَـةٍ
إلَّا تَبَـــدَّدْنَ نَهْبَهــا مِزَعــا
ذُو الإصْبَعِ العَدْوانِيُّ هو حُرْثانُ بنُ مُحرّثٍ بنِ ثعلبَةَ العَدْوانِيّ، مِن بَني قَيسِ بنِ عَيْلانَ، وَلُقِّبَ بِذي الإِصْبَعِ لِأَنَّ حَيَّةً نَهَشَتْ إِصْبَعَ قَدَمِهِ فَقَطَعَتْهُ، وهو شَاعِرٌ جاهلِيٌّ مِنْ المُعمِّرين فقد عاشَ مِئةً وَسبعينَ عاماً، وَهُوَ مِن الحُكَماءِ فِي قَوْمِهِ، اشْتُهِرَ بِأبياتِ الحِكْمةِ والعِظَةِ والفَخْرِ والوَصايا، وقدْ عايَشَ خِلافاتٍ وَوقائِعَ نَشبتْ داخِلَ قَبيلتِهِ وَحاوَلَ مَنْعها فَلم يُفلِح، وَأَدَّتْ إِلى تَفانِي قَبيلَتِهِ، تُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22ق.ه/600م.