
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَيْـــتَ للِْبَــرَّاقِ عَيْنــاً فَتَــرَى
مـــا أُقاســِي مِــنْ بَلاءٍ وَعَنــا
يــا كُلَيْبــاً يــا عُقَيْلاً وَيْلَكُـمْ
يــا جُنَيْــداً سـاعِدُونِي بِالْبُكـا
عُـــذِّبَتْ أُخْتُكُـــمُ يــا وَيْلَكُــمْ
بِعَــذابِ النُّكْــرِ صــُبْحاً وَمَســا
يَكْـــذِبُ الْأَعْجَــمُ مــا يَقْرُبُنِــي
وَمَعِــي بَعْــضُ حِساســاتِ الْحَيــا
قَيِّـــدُونِي غَلِّلُـــونِي وَافْعَلُــوا
كُــلَّ مـا شـِئْتُمْ جَمِيعـاً مِـنْ بَلا
فَأَنــــا كارِهَــــةٌ بُغْيَتَكُــــمْ
وَمَرِيــرُ الْمَــوْتِ عِنْـدِي قَـدْ حَلا
أَتَــــدُلُّونَ عَلَيْنــــا فارِســـاً
يـا بَنِـي أَنْمـارَ يـا أَهْلَ الْخَنا
يـــا إِيــاداً خَســِرَتْ صــَفْقَتُكُمْ
وَرَمـى الْمَنْظَـرَ مِـنْ بَـرْدِ الْعَمـى
يـا بَنِـي الْأَعْمـاصِ إِمَّـا تَقْطَعُـوا
لِبَنِــي عَــدْنانَ أَســْبابَ الرَّجـا
فَاصــــْطِباراً وَعَـــزاءً حَســـَناً
كُــلُّ نَصــْرٍ بَعْــدَ ضــُرٍّ يُرْتَجَــى
قُــلْ لِعَــدْنانٍ فُــدِيتُمْ شــَمِّرُوا
لِبَنِــي الْأَعْجــامِ تَشـْمِيرَ الرَّحَـى
وَاعْقِـدُوا الرَّايـاتِ فِـي أَقْطارِها
وَاشْهِرُوا الْبِيضَ وَسِيرُوا فِي الضُّحَى
يـا بَنِـي تَغْلِـبَ سـِيرُوا وَانْصُرُوا
وَذَرُوا الْغَفْلَــةَ عَنْكُــمْ وَالْكَـرَى
وَاحْـذَرُوا الْعـارَ عَلـى أَعْقـابِكُمْ
وَعَلَيْكُـمْ مـا بِقِيتُـمْ فِـي الْـوَرَى
لَيْلَى بِنْتُ لكيزِ بنِ مُرَّةَ بنِ أَسَدٍ، مِنْ رَبِيعَةَ بنِ نِزارٍ، شاعِرَةٌ جاهِلِيَّةٌ، اُشْتُهِرَتْ بِقِصَّتِها مَعَ ابنِ عَمِّها البَرّاقِ بنِ رَوحانَ، فقَدْ وَرَدَ أَنَّ لَيْلَى كانَ كانَتْ ذاتَ عَقْلٍ وَجَمالٍ، وَقَدْ خَطَبَها كَثِيرُونَ مِنْ سَراةِ العَرَبِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بنُ ذِي صَهْبانَ مِنْ أَبْناءِ مُلُوكِ اليَمَنِ، وَكانَتْ لَيْلَى تَكْرَهُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ قَوْمِها وَتَوَدُّ لَوْ أَنَّ أَباها زَوَّجَها بِالبَرّاقِ بنِ رَوحانَ ابنِ عَمِّها وَهِيَ تَدِينُ بِدِينِهِ، إِلّا أَنَّها لَمْ تَعصِ أَمرَ أَبِيها وَصانَتْ نَفْسَها عَنْ البَرّاقِ تَعَفُّفاً فَلُقِّبَتْ بِالعَفِيفَةِ. وَقَدْ سَمِعَ بِخَبَرِها ابنٌ لِكِسْرَى فَأَرادَ أَنْ يَخْطِبَها لِنَفْسِهِ فَكَمنَ لِقَوْمِها فِي الطَّرِيقِ وَنَقَلَها إِلَى فارِس فَبَقِيَتْ هُناكَ أَسِيرَةً لا تَرْضَى بِزَواجٍ، وَلَمّا ضَيَّقَ عَلَيْها العَجَمُ وَضَرَبُوها لِتَقْنَعَ بِمُرادِ مَلِكِهِمْ جَعَلَتْ تَسْتَصْرِخُ بِالبَرّاقِ وَبِإِخْوَتِها وَتُهَدِّدُ بَنِي أَنْمارٍ وَإِيادٍ وَكانُوا وافَقُوا العَجَمَ عَلَى سَبْيِها، فَقالَتْ قَصِيدَتُها الَّتِي مَطْلَعُها:لَيْــــتَ لِلْبَــرَّاقِ عَيْنــاً فَتَــرَىمــــا أُقاســِي مِــنْ بَلاءٍ وَعَنــايــا كُلَيْبــاً يــا عُقَيْلاً وَيْلَكُـمْ يـــا جُنَيْــداً سـاعِدُونِي بِالْبُكـاعُــــذِّبَتْ أُخْتُكُـــمُ يــا وَيْلَكُــم بِعَــذابِ النُّكْــرِ صــُبْحاً وَمَســايَكْـــذِبُ الْأَعْجَــمُ مــا يَقْرُبُنِــي وَمَعِـــي بَعْــضُ حِساســاتِ الْحَيــاقَيِّـــدُونِي غَلِّلُـــونِي وَافْعَلُــوا كُــلَّ مـا شـِئْتُمْ جَمِيعـاً مِـنْ بَلافَأَنــــا كارِهَــــةٌ بُغْيَتَكُــــمْ وَمَرِيـــرُ الْمَــوْتِ عِنْـدِي قَـدْ حَلاوَقِيلَ إِنَّ بَنِيَ رَبِيعَةَ لَمّا بَلَغَها قَوْلُ لَيْلَى هذا اسْتَفَزَّتْهُمْ الحَمِيَّةُ وَخَنَقَتْهُمْ العَبْرَةُ وَسارُوا جَمِيعاً لِنَصْرِ لَيْلَى إِلَى أَنْ أَظْفَرَهُمْ اللّٰهُ بِمَطْلُوبِهِمْ. لكِنَّ المَشُورَ أَنَّ ابنَ عَمِّها البَرّاقَ بنَ رَوحانَ هُوَ الَّذِي أَنْقَذَها، فَقَدْ حَشَدَ الفُرْسانُ وَسارَ إِلَى فارِس وَلَمْ يَزَلْ يَكِدّ وَيَسْعَى حِيناً بِالقِتالِ وَآخَرَ بِالكَيْدِ حَتَّى خَلَّصَها مِنْ يَدِ مُغْتَصِبِيها، وَأَعادَها إِلَى دِيارٍ رَبِيعَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَها. وَكانَتْ وَفاةُ لَيْلَى العَفِيفَةِ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 483 لِلمِيلادِ.