
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قَـدْ كانَ بِي ما كَفَى مِنْ حُزْنِ غَرْسانِ
وَالْآنَ قَـدْ زادَ فِـي هَمِّـي وَأَحْزانِـي
مـا حـالُ بَـرَّاقَ مِنْ بَعْدِي وَمَعْشَرِنا
وَوالِـــدَيَّ وَأَعْمـــامِي وَإِخْــوانِي
قَـدْ حـالَ دُونِـيَ يـا بَرَّاقُ مُجْتَهِداً
مِـنَ النَّـوائِبِ جُهْـدٌ لَيْـسَ بِالْفانِي
كَيْـفَ الدُّخُولُ وَكَيْفَ الْوَصْلُ وا أَسَفاً
هَيْهـاتَ مـا خِلْـتُ هَـذا وَقْتَ إِمْكانِ
لَمَّـا ذَكَـرْتُ غَرِيبـاً زادَ بِـي كَمَدِي
حَتَّــى هَمَمْـتُ مِـنَ الْبَلْـوى بِـإِعْلانِ
تَرَبَّـعَ الشـَّوْقُ فِـي قَلْبِي وَذُبْتُ كَما
ذابَ الرُّصــاصُ إِذا أُصـْلِي بِنِيـرانِ
فَلَــوْ تَرانِــي وَأَشـْواقِي تُقَلِّبُنِـي
عَجِبْـتَ بَـرَّاقُ مِـنْ صـَبْرِي وَكِتْمـانِي
لا دَرَّ دَرُّ كُلَيْـــبٍ يَـــوْمَ راحَ وَلا
أَبِــي لُكَيْــزٍ وَلا خَيْلِـي وَفُرْسـانِي
عَـنِ ابْـنِ رَوْحـانَ راحَتْ وائِلٌ كَثَباً
عَــنْ حامِــلٍ كُــلَّ أَثْقـالٍ وَأَوْزانِ
وَقَــدْ تَــزاوَرَ عَـنْ عِلْـمٍ كُلَيْبُهُـمُ
وَقَـدْ كَبا الزَّنْدُ مِنْ زَيْدِ بْنِ رَوْحانِ
وَأَسْلَمُوا الْمالَ وَالْأَهْلِينَ وَاغْتَنَمُوا
أَرْواحَهُــمْ فَـوْقَ قُـبٍّ شـَخْصَ أَعْيـانِ
حَتَّــى تَلاقــاهُمُ الْبَــرَّاقُ سـَيِّدُهُمْ
أَخُو السَّرايا وَكَشْفِ الْقَسْطَلِ الْبانِي
يا عَيْنُ فَابْكِي وَجُودِي بِالدُّمُوعِ وَلا
تَمَـلَّ يـا قَلْـبُ أَنْ تُبْلَـى بِأَشـْجانِ
فَـذِكْرُ بَـرّاقَ مَـوْلى الْحَـيِّ مِنْ أَسَدٍ
أَنْســى حَيــاتِي بِلا شـَكٍّ وَأَنْسـانِي
فَــتى رَبِيعَــةَ طَــوَّافٌ أَماكِنَهــا
وَفــارِسُ الْخَيْـلِ فِـي رَوْعٍ وَمَيْـدانِ
لَيْلَى بِنْتُ لكيزِ بنِ مُرَّةَ بنِ أَسَدٍ، مِنْ رَبِيعَةَ بنِ نِزارٍ، شاعِرَةٌ جاهِلِيَّةٌ، اُشْتُهِرَتْ بِقِصَّتِها مَعَ ابنِ عَمِّها البَرّاقِ بنِ رَوحانَ، فقَدْ وَرَدَ أَنَّ لَيْلَى كانَ كانَتْ ذاتَ عَقْلٍ وَجَمالٍ، وَقَدْ خَطَبَها كَثِيرُونَ مِنْ سَراةِ العَرَبِ، مِنْهُمْ عَمْرُو بنُ ذِي صَهْبانَ مِنْ أَبْناءِ مُلُوكِ اليَمَنِ، وَكانَتْ لَيْلَى تَكْرَهُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ قَوْمِها وَتَوَدُّ لَوْ أَنَّ أَباها زَوَّجَها بِالبَرّاقِ بنِ رَوحانَ ابنِ عَمِّها وَهِيَ تَدِينُ بِدِينِهِ، إِلّا أَنَّها لَمْ تَعصِ أَمرَ أَبِيها وَصانَتْ نَفْسَها عَنْ البَرّاقِ تَعَفُّفاً فَلُقِّبَتْ بِالعَفِيفَةِ. وَقَدْ سَمِعَ بِخَبَرِها ابنٌ لِكِسْرَى فَأَرادَ أَنْ يَخْطِبَها لِنَفْسِهِ فَكَمنَ لِقَوْمِها فِي الطَّرِيقِ وَنَقَلَها إِلَى فارِس فَبَقِيَتْ هُناكَ أَسِيرَةً لا تَرْضَى بِزَواجٍ، وَلَمّا ضَيَّقَ عَلَيْها العَجَمُ وَضَرَبُوها لِتَقْنَعَ بِمُرادِ مَلِكِهِمْ جَعَلَتْ تَسْتَصْرِخُ بِالبَرّاقِ وَبِإِخْوَتِها وَتُهَدِّدُ بَنِي أَنْمارٍ وَإِيادٍ وَكانُوا وافَقُوا العَجَمَ عَلَى سَبْيِها، فَقالَتْ قَصِيدَتُها الَّتِي مَطْلَعُها:لَيْــــتَ لِلْبَــرَّاقِ عَيْنــاً فَتَــرَىمــــا أُقاســِي مِــنْ بَلاءٍ وَعَنــايــا كُلَيْبــاً يــا عُقَيْلاً وَيْلَكُـمْ يـــا جُنَيْــداً سـاعِدُونِي بِالْبُكـاعُــــذِّبَتْ أُخْتُكُـــمُ يــا وَيْلَكُــم بِعَــذابِ النُّكْــرِ صــُبْحاً وَمَســايَكْـــذِبُ الْأَعْجَــمُ مــا يَقْرُبُنِــي وَمَعِـــي بَعْــضُ حِساســاتِ الْحَيــاقَيِّـــدُونِي غَلِّلُـــونِي وَافْعَلُــوا كُــلَّ مـا شـِئْتُمْ جَمِيعـاً مِـنْ بَلافَأَنــــا كارِهَــــةٌ بُغْيَتَكُــــمْ وَمَرِيـــرُ الْمَــوْتِ عِنْـدِي قَـدْ حَلاوَقِيلَ إِنَّ بَنِيَ رَبِيعَةَ لَمّا بَلَغَها قَوْلُ لَيْلَى هذا اسْتَفَزَّتْهُمْ الحَمِيَّةُ وَخَنَقَتْهُمْ العَبْرَةُ وَسارُوا جَمِيعاً لِنَصْرِ لَيْلَى إِلَى أَنْ أَظْفَرَهُمْ اللّٰهُ بِمَطْلُوبِهِمْ. لكِنَّ المَشُورَ أَنَّ ابنَ عَمِّها البَرّاقَ بنَ رَوحانَ هُوَ الَّذِي أَنْقَذَها، فَقَدْ حَشَدَ الفُرْسانُ وَسارَ إِلَى فارِس وَلَمْ يَزَلْ يَكِدّ وَيَسْعَى حِيناً بِالقِتالِ وَآخَرَ بِالكَيْدِ حَتَّى خَلَّصَها مِنْ يَدِ مُغْتَصِبِيها، وَأَعادَها إِلَى دِيارٍ رَبِيعَةَ، ثُمَّ تَزَوَّجَها. وَكانَتْ وَفاةُ لَيْلَى العَفِيفَةِ فِي حَوالَيْ سَنَةِ 483 لِلمِيلادِ.