
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَمِــنْ بَعْـدِ تَكْفِيـنِ النَّبِـيِّ وَدَفْنِـهِ
نَعِيـــشُ بِــآلاءٍ وَنَجْنَــحُ لِلســَّلْوَى
رُزِئْنـا رَسـُولَ اللـهِ حَقّـاً فَلَنْ نَرَى
بِـذاكَ عَـدِيلاً مـا حَيِينـا مِنَ الرَّدَى
وُكُنْـتَ لَنـا كَالْحِصـْنِ مِـنْ دُونِ أَهْلِهِ
لَـهُ مَعْقِـلٌ حِـرْزٌ حَرِيـزٌ مِـنَ الْعِـدَى
وَكُنّــا بِــهِ شــُمَّ الْأُنُــوفِ بِنَحْـوِهِ
عَلَــى مَوْضــِعٍ لا يُســْتَطاعُ وَلا يُـرى
وَكُنَّـا بِمَرْآكُـمْ نَـرَى النُّورَ وَالْهُدَى
صـَباحَ مَسـاءَ راحَ فِينـا أَوِ اغْتَـدَى
لَقَــدْ غَشـِيَتْنا ظُلْمَـةٌ بَعْـدَ فَقْـدِكُمْ
نَهـاراً وَقَـدْ زادَتْ عَلى ظُلْمَةِ الدُّجَى
فَيـا خَيْـرَ مَـنْ ضَمَّ الْجَوانِحُ وَالْحَشا
وَيـا خَيْـرَ مَيْـتٍ ضَمَّهُ التُّرْبُ وَالثَّرَى
كَــأَنَّ أُمُــورَ النَّـاسِ بَعْـدَكَ ضـُمِّنَتْ
سـَفِينَةُ مَـوْجٍ حِينَ فِي الْبَحْرِ قَدْ سَما
وَضــاقَ فَضــاءُ الْأَرْضِ عَنَّــا بِرَحْبِـهِ
لِفَقْـدِ رَسـُولِ اللـهِ إِذْ قِيلَ قَدْ مَضَى
فَقَــدْ نَزَلَــتْ بِالْمُســْلِمِينَ مُصـِيبَةٌ
كَصَدْعِ الصَّفا لا صَدْعَ لِلشِّعْبِ فِي الصَّفا
فَلَـنْ يَسـْتَقِلَّ النَّـاسُ مـا حَـلَّ فِيهُمُ
وَلَـنْ يُجْبَـرَ الْعَظْـمُ الَّذِي مِنْهُمُ وَهَى
وَفِــي كُــلِّ وَقْــتٍ لِلصـَّلاةِ يَهِيجُهـا
بِلالٌ وَيَــدْعُو بِاســْمِهِ كُلَّمــا دَعـا
وَيَطْلُــبُ أَقْــوامٌ مَــوارِيثَ هالِــكٍ
وَفِينــا مَـوارِيثُ النُّبُـوَّةِ وَالْهُـدَى
فَيــا حَزَنــاً إِنَّـا رَأَيْنـا نَبِيَّنـا
عَلَـى حِيـنِ تَمَّ الدِّينُ وَاشْتَدَّتِ الْقُوَى
وَكــانَ الْأُلَــى شـَبَّهْتَهُ سـَفْرَ لَيْلَـةٍ
أَضـَلَّ الْهُـدَى لا نَجْـمَ فِيهـا وَلا ضَوَى
عَليُّ بن أبي طالبِ بن عبد المطّلبِ الهاشميِّ القرشيِّ، أبو الحَسَن، أميرُ المؤمنينَ، ورابعُ الخلفاءِ الراشدينَ، وأحدُ العشرةِ المبشّرينَ بالجنّة، وابنُ عمِّ النبيِّ وصهرُه، وُلِدَ بمكَّةَ ورُبِّيَ في حِجْرِ النّبيِّ ولمْ يفارِقهُ، وكانَ اللّواءُ بيدِهِ في أكثرِ المشاهد. وُلِّيَ الخلافةَ بعدَ مقتلِ عثمانَ بنُ عفانَ سنة (35هـ)، وقامَت في عهدِهِ واقعةُ الجَمَل، وظفرَ عليٌّ فيها بعدَ أنْ بلغَ عددُ القتلى من الفريقينِ نحوَ عشرةِ آلافٍ، ثمّ كانتْ وقعةُ صفِّينَ سنة (37هـ) وسببُها أنَّ عليًّا عزلَ معاويةَ بن أبي سفيانَ عن ولايةِ الشّامِ يومَ تسلُّمِ الخلافةِ فعصاهُ معاويةُ فاقْتَتَلا مئةً وعشرةَ أيّامٍ قُتِلَ فيها من الفريقينِ نحو سبعينَ ألفًا، ثمّ كانتْ وقعةِ النّهروانِ بينَ عليٍّ ومن سَخِطَ عليهِ من الخوارج حينَ رَضِيَ بتحكيمِ أبي موسى الأشعريّ وعمرو بن العاص بينه وبين معاويةَ (38هـ) فتمكَّن الإمامُ عليٌّ منهم وقتلوا جميعًا وكانَ عددهم نحو 1800. أقام عليٌّ بالكوفةِ (دارِ خلافتِه) إلى أنْ قتَلَهُ عبدُ الرّحمنِ بن مُلْجِم غِيلةً سنة (40هـ) واخْتُلِفَ في مكانِ قبرِه فقيلَ بالنّجفِ وقيلَ بالكوفةِ وقيلَ في بلاد طيّئ. اشْتُهِرَ عليّ عند المسلمينَ بالفصاحةِ والحكمةِ، فيُنْسَبُ لهُ الكثيرُ من الأشعارِ والأقوالِ المأثورةِ. كما يُعدُّ رمزًا للشجاعةِ والقوّةِ ويتَّصفُ بالعدلِ والزُهدِ حسب الروايات الواردةِ في كتبِ الحديثِ والتاريخِ. كما يُعتبر من أكبرِ علماءِ عصره علمًا وفقهًا.