
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــذِي وُجُـوُه الرِّضـَا لاَحَـتْ بَشـَائِرُهُا
وَكُثْــبُ وَادِي الْغضـَا فـاحت أَزَاهِرُهَـا
كَــاَنَّ رِيــحَ الصــَّبَا جَــاءَتْ مُعَطَّـرَةً
فَضــَاع فـي جَنبَـاتِ الـروض عَاطِرُهَـا
لِلَّــهِ كَــمْ خَطَــرَاتٍ للنَّســِيمِ ســَرَتْ
وَهْنًـا وَكَـمْ خَـاطِرٍ قَـدْ سـَرَّ خَاطِرُهَـا
مَـا أَقْبلَـتْ مِـنْ حِمَـى لَيْلَـي وَلاَ عَقَبَتْ
إِلاَّ وَفِـــي طَيِّهَــا نَشــْرٌ يُخَامِرُهَــا
بَيْضــَاءُ مَــا سـَفَرَتْ يَوْمـاً لِعَاشـِقَها
إلاَّ وَيَحْجُبُهَــــا عَنْـــه غَـــدَائِرُهَا
كَلَيْلَــةِ الهَجْــرِ أَبْقَاهَــا تَطَاوُلُهَـا
وَســَاعَةِ الوَصــْلِ أَفْناهَـا تَقَاصـُرُهَا
عُلِّقتُهَــا للقضــيبِ اللّــدْنِ قَامَتُهَـا
وَالبَــدْرِ طَلْعَتُهَـا وَالظَّبْـيِ نَاظِرُهَـا
بالوَصــْلِ مَـا عَطَفَـتْ يومًـا مَعَاطِفُهَـا
وإنَّمـــا حَجَــرَتْ نَــومْيِ مَحَاجِرُهَــا
يســلُّ قُضــْبَ جُفــونٍ كَـمْ أَرِقْـنَ دَمًـا
كــأنَّ كَــفَّ تقــي الــدِّينِ شـَاهِرُهَا
القــائدُ الخُيْــل والإقبـالُ يَقْـدُمُهَا
مُبَــادِرًا حَيْـثُ مَـا سـَارَتْ بَوَادِرُهَـا
وَالصــَّادِقُ الطَّعْــنِ والأبطـالُ مُخْتَلِـفٌ
مـا بَيْـنَ سـُمْر القَنَا منها تُشَاجرُهَا
يُمْضــِي سـيوفَ المنايـا ثُـمَّ يَرْدَعُهَـا
إذا عَفَــا فَهْــوَ نَاهِيهَــا وآمرُهَـا
لا يَغْفِــرُ الــذَّنْبَ إلا بَعْــدَ مَقْــدِرَةٍ
وهكــذا يَفْعَــلُ الأشــياءَ قَادِرُهَــا
فَــتىً إذا شـَحَّ صـَوْبُ المـزْنِ سـَحَّ لَـهُ
مَــوَاهِبٌ غَمَــرَ العَـافِينَ مَـا طِرُهَـا
ذُو رَاحَــة خُلِقَــتْ مِــنْ رَاحَـةٍ فَغَـدَتْ
لِلبَــذْلِ بَاطِنُهَــا واللَّثْـمِ ظَاهِرُهَـا
تُثْنِـي عَلَيْـهِ بَنُـو الـدُّنْيَا بِأَلْسـُنِهَا
عَمَّــا بِــهِ شــَهَدتْ مِنْهــا ضـَمَائِرُهَا
هـــذا مُؤَيَّـــدُهَا هـــذا مُظَفَّرُهَـــا
هـــذا مُرَابِطُهَــا هــذا مُثَاغِرُهَــا
يَا ابْنَ الملوكِ الأُولَى جاءت أصَاغِرُهُـا
مِــن الفَخَـارِ بِمَـا رَاحَـتْ أَكَابِرُهَـا
مثــل الغُصـُونِ عَلَـتْ أَفْنَانُهَـا وَحَكَـتْ
ثِمَارَهَــا عنــدما طَــابَتْ عَنَاصـِرُهَا
تَهَنَّهَـــا ســـَنَةً جَاءَتْـــكَ مُقْبِلَـــةً
تَتْلُــو أَوَائِلَهَــا منــه أَوَاخِرُهَــا
وَاســْلَمْ لَهَــا دَوْلَــةً تَبْقَـى مُخَلَّـدَةً
وَأَنْـــتَ مَالِكُهَــا وَاللــهُ نَاصــِرُهَا
عمر بن مسعود بن عمر سراج الدين بن سعد الدين المحّار، المعروف بالكتاني الحلبي: من كبار شعر العصر المملوكي ترجم له الصفدي في "أعيان العصر"، قال:.استوطن حماة وأقام بها منتمياً إلى بيت ملوكها: الملك المنصور وولده الملك المظفر وولدهالملك الأفضل نور الدين علي، فأحسنوا إليه، وأسنوا له الجوائز.وكان شعره في حماة قد غلا سعره، وخلب قلوب ملوكها سحره. وكان سراجه فيها منيراً، وكتانيه فيها حريرا، وراح أدبه فيها كالراح وراج، وأذكى فيها لهب السراج. ولهموشحات شعرية موشعات، وقطعُهُ فيها كأنها من بقايا النيل مقطعات. لهج الناس بها في زمانه، ومالوا إلى ترجيح أوزانه. وغنى المغنون بها فأطربواالأسماع، وجودوا فيها الضروب والإيقاع.ولم يزل على حاله إلى أن انطفأ السراج، وبطل ما على حياته من الخراج.وتوفي رحمه الله تعالى بحماة في سنة إحدى عشرة أو سنة اثنتي عشرة وسبع مئة ظناً.أخبرني يحيى العامري الخباز الأديب، وكانت له به خصوصية، قال: كان كثيراً ما ينشد:رب لحد قد صار لحداً مراراً ضــاحك مـن تزاحـم الأضـدادقال: ولما أن توفي رحمه الله تعالى حفرنا له قبراً، ظهر فيه من عظام الأموات فوق اثني عشر جمجمة. قال فتعجبت من ذلك.وقد روى لي شعره وموشحاته إجازة عنه القاضي الصاحب جمال الدين سليمان بن أبي الحسن بن ريان،.وديوان شعره لطيف، يكون في دون الثلاثة عشر كراساً، خارجاً عن موشحاته. وهو شعر متوسط، (ثم أورد مننخبا من شعره)