
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَنَـــا بِتَيْزيـــنَ إِنْ صــَحَّفْتَهَا دَارُ
مِلْــءُ القلُـوبِ لهـا شـَوقٌ وَتَـذْكَارُ
رَقَّــتْ نَسـِيمًا وَرَاقَـتْ مَنْظَـرًا حَسـَناً
فلا عَــدَاهَا مِــن الْوَسْمِــىِّ مـدرار
دَارٌ عَرَفْـتُ الصـِّبَا فِيهَـا فَلَسـْتُ لِعِرْ
فَانِــي لَهَـا مَا حِيِيتُ الدَّهْرَ إِنْكَارُ
رُخَـامُ تُرْبَتِهَـا مِسـْكٌ وَمَنْبَتُهَـا الْــ
ـــجَادِىُّ لاَ الشـِّيَحُ والقيصوم والغار
رَقَّــتْ حَوَاشـِي ليالينـا بهـا وَزَهَـتْ
حُسـْناً وَكْـلُّ لَيَالِــي الْوَصـْلِ أَسْحَارُ
يَا حَبَّذَا قَصْرُهَا الْعَالِـى البِنَاِء وَمَا
فِيــهِ مِـنَ الْحُسـْنِ مَجْمُـوعٌ وَمُخْتَـارُ
مِـنْ كُـلِّ مَعْنًـى بَـديِع جَـاءَ مُبْتَكِـرًا
وَفِـي الْمَعَانِــي لَنَـا عُـوُنٌ وَأَبْكَارُ
عَلاَ مَكَانًــا فلا الْـــجَوْزَاءُ تُــدْرِكُهُ
شـَأْوًا وَقَـدْ غَرَّهَـا فـي اْلأُفْـقِ غَرَّارُ
تَـرَاهُ تَحْـتَ الـدُّجَى وَالْبَـدْرُ مُرْتِفـعٌ
كَـــأَنَّهُ عَلَـــمٌ فِــي رَأْســِهِ نَــارُ
تَرْنُــو النُّجُـوُم إِلَيْـهِ وَهِـيَ سـَائِرَةٌ
فَيَرْتَقِيهَـا عُلُـوًّا حَيْـثُ مَـا سـَارُوا
كَـــأَنَّ قُبَّتَـــهُ الْبَيْضــَاءَ لُؤْلُــؤةٌ
نُــورًا وَيُشـْرقُ مِنْهَـا فِيـهِ أنـوارُ
أَنَّــى الْتَفــتَّ فَــوجْهٌ مُشــْرِقٌ بَهِـجٌ
عَلَيْـهِ مِـنْ مُعَصـَراتِ السـُّحْبِ أَسـْتَارُ
فَكُـــلُّ مَشــْتَرِفٍ مُفْــض إِلَــى أَمَــدٍ
لاَ يَنْتَهـــي دُونَــهُ حَــدٌّ وَمِقُــدَارُ
وَهِيــفُ أَعْمِـدَةٍ تَحْكِـى الْقُـدُودَ عَلَـى
حَيائِهَــا أَشــْرَفَ اْلأَســْمَاءِ أَسـْطَارُ
تَحْنِــي عَلَيْهَـا قِسـِيٌّ كَـالْحَوَاجِبِ مِـنْ
فَــوْقِ العُيُـونِ وَمَـا فِيهِـنَّ أَوْتَـارُ
وَفــي مَقَاصــِرِهِ مِــنْ كُــلِّ قَاصــِرَةٍ
كَالظَّبْــيِ وَالـرَّوْضِ مِعْطَـالٌ وَمِعْطَـارُ
حَـوْرَاءُ لَـوْ نَظَـرَ الْحُوُر الْحِسَانُ إِلَى
أَوْصــَافِهَا وَمَعَـانِي حُسـْنِهَا حَـارُوا
إِذَا تَثنَّـوُا بِهَاتِيـكَ الْقُـدُودِ فَقُلْ :
أَغْضــَانُ بَــانٍ وَإنْ لاَحُـوا فَأَقْمَـارُ
كَــمْ هَـزَّ مِـنْ دُونِهِـمْ لِلْحَـرْبِ مُطَّـرِدٌ
صـدق الكعـوبِ وَمَاضـِىِ الحـدِّ بَتَّـارُ
وَكَــمْ مَعَـانٍ حِسـَانٍ فيـه قَـدْ ذُهِلَـتْ
لَهَـــا عُقُــولٌ وَأَســْمَاعٌ وَأَبْصــَارُ
هـذا البِنَـاءُ الـذي لَـمْ يَبْنِهِ أَبَدًا
بَــانٍ ولا صــَوَّرَتْ مَعْنَــاهُ أَفْكَــارُ
أَبْقَــى لِبَــانِيهِ ذِكْــرًا لا يُغَيِّــرُهُ
صــَرْفُ الزَّمَــانِ ولا تُبْلِيـهِ أَعْصـَارُ
لَــوْلا الْمُظَفَّــرُ لَـمْ تَثْبُـتْ دَعَـائِمُهُ
كَلاَّ وَلَـوْ لا تقـي الـدِّينِ مَـا صَارُوا
مَلْــكٌ إذا هَــمَّ فِــي أَمْـرٍ تُسـَاعِدُهُ
مَــعَ الْمَشــِيئَةِ أَحْكَــامٌ وَأَقْــدَارُ
أَمْضــَى لَــهُ عَزْمُــهُ مِــنْ أَلْمَعّيتِـهِ
كَالنَّـارِ مَشـْبُوبَةً أَوْ دُونَهَـا النَّارُ
فَكَــانَ أَحْسـَنَ مَـا يُبْنَـى لأَشـْرَفِ مَـنْ
يسـمى وَأَكْـرَمِ مَـنْ يُرْعَـى لَـهُ جَـارُ
مَلْــكٌ تَصــَوَّرَ مِــنْ بَـأْسٍ وَمِـنْ كَـرَمٍ
بَيْـنَ الْـوَرَى فَهْـوَ مِعْطَـاءٌ وَمِغْـوَارُ
لِلأَوْلِيَـــاءِ وَلِلأَعْـــدَاءِ فِــي يَــدِهِ
ســـَيْبٌ وَســـَيْفٌ فَنَفَّـــاعٌ وَضــَرَّارُ
شــَهْمٌ يَكِــرُّ عَلَــى أَمْــوَالِهِ وَعَلَـى
أَعْـدَائِهِ فَهْـوَ فِـي الْحَـالَيْنِ كَـرَّارُ
وَحَيْثُمَــا يَمْلــكُ الــدِّينَارَ يُطْلقُـهُ
كَأَنَّمَــا مَســْكُهُ فِــي كَفِّــهِ عَــارُ
مَكَـــارِمٌ أَثْلَتْهَـــا فِيــهِ أَرْبَعَــةٌ
قَـــوْلٌ وَفِعْــلٌ وَإِحْســَانٌ وَإِيثَــارُ
وَأَنْعَــمٌ عَمَّــت الــدُّنْيَا وَســَاكِنَهَا
كَوابِــلِ الْغَيْــثِ كُـلٌّ مِنْـهُ يَمْتَـارُ
فَبَعْضـُهَا مَـا بِأَيْـدِي النَّـاسِ مِنْ نِعَمٍ
وَبَعْضــُهَا فِــي حَيَــاةِ اْلأَرْضِ آثَـارُ
المُطْعِــمُ الــزَّادِ وَاْلأَعْـوَامُ مُجْدِبَـةُ
وَمَــوْرِدُ الصــَّفْوِ وَالأَمْـوَاهُ أَكْـدَارُ
وَفَــارِسُ اْلْخَيْــلِ وَاْلأَبْطَــالُ عَابِسـَةٌ
وَالضــَّرْبُ مُخْتَلِــفٌ وَالنَّقْــعُ مـوّارُ
مَــنْ ذا يُقَــاوِمُهُ فِــي عَزْمِـهِ وَلَـهُ
غُـــرُّ الْمَلائِكِ أَعْـــوَانٌ وَأَنْصـــَارُ
جِنَـــانُهُ بِضـــِيَاءِ الْحِـــسِّ مُتَّقِــدٌ
وَكَفُّــهُ مِنْــهُ بَحْــرُ الْجُـودِ زَخَّـارُ
دَنَــوْتُ مِنْــهُ فَــأَثْوَابى لَهَــا أَرَجٌ
وَكَيْــفَ تُكْتَــمُ مِـنْ دارِيـنَ أَخْبَـارُ
فَصـَارَ عِنْـدِي وَلِـي مِـنْ فَيْـضِ أَنْعُمِـهِ
الَخْيــلُ وَالْخَيْـرُ وَاْلأَنْعَـامُ وَالـدَّارُ
فَكُــلُّ مَـا قُلْـتُ مَـدْحًا فيـه مُخْتَصـَرٌ
وكـلُّ مـا فهـتُ حمـدًا فيـه إقْصـَارُ
لأُطْلِقَـــنَّ لســـاني فِـــي مَــدَائِحِهِ
مَـا دَامَ لِـي فِي ضَمِيرِ الْفِكْرِ مِضْمَارُ
بكــلِّ غَــرَّاءِ لَفْــظٍ مَــا تَوَقَّلَهَــا
شــِعْرُ الْكُمَيْـتِ ولا مَـا قَـالَ بَشـَّارُ
وَكُلَّمَــا كُــرِّر الإسـْمُ الشـَّرِيفُ بِهـا
يَقُـولُ لِـي النَّاسُ أَنْتَ الْيَوْمَ مِهْيَارُ
فَــاللهُ يُبْقِيـهِ عُمْـرًا لا نَفَـادَ لَـهُ
مَــعْ مَـنْ يُحِـبُّ كَمَـا يَهْـوَى وَيَخْتَـارُ
عمر بن مسعود بن عمر سراج الدين بن سعد الدين المحّار، المعروف بالكتاني الحلبي: من كبار شعر العصر المملوكي ترجم له الصفدي في "أعيان العصر"، قال:.استوطن حماة وأقام بها منتمياً إلى بيت ملوكها: الملك المنصور وولده الملك المظفر وولدهالملك الأفضل نور الدين علي، فأحسنوا إليه، وأسنوا له الجوائز.وكان شعره في حماة قد غلا سعره، وخلب قلوب ملوكها سحره. وكان سراجه فيها منيراً، وكتانيه فيها حريرا، وراح أدبه فيها كالراح وراج، وأذكى فيها لهب السراج. ولهموشحات شعرية موشعات، وقطعُهُ فيها كأنها من بقايا النيل مقطعات. لهج الناس بها في زمانه، ومالوا إلى ترجيح أوزانه. وغنى المغنون بها فأطربواالأسماع، وجودوا فيها الضروب والإيقاع.ولم يزل على حاله إلى أن انطفأ السراج، وبطل ما على حياته من الخراج.وتوفي رحمه الله تعالى بحماة في سنة إحدى عشرة أو سنة اثنتي عشرة وسبع مئة ظناً.أخبرني يحيى العامري الخباز الأديب، وكانت له به خصوصية، قال: كان كثيراً ما ينشد:رب لحد قد صار لحداً مراراً ضــاحك مـن تزاحـم الأضـدادقال: ولما أن توفي رحمه الله تعالى حفرنا له قبراً، ظهر فيه من عظام الأموات فوق اثني عشر جمجمة. قال فتعجبت من ذلك.وقد روى لي شعره وموشحاته إجازة عنه القاضي الصاحب جمال الدين سليمان بن أبي الحسن بن ريان،.وديوان شعره لطيف، يكون في دون الثلاثة عشر كراساً، خارجاً عن موشحاته. وهو شعر متوسط، (ثم أورد مننخبا من شعره)