
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ليــل التجنّــب مـن أجفاننـا شـهُبُهْ
ومجـدب الـدمع مـا كـانت دمـاً سحُبُهْ
مـا للنـوى أطلعـت فـي غـارب قمراً
يقلّــه البـانُ يـوم الـبين لا غَرَبُـهْ
تنظّمـــت عـــبراتي فــي ترائبــه
عقـداً كمـا انتـثرت فـي وجنتي سحبُهْ
يا من وفى الدمع إذ خان الوداد له
غـدر الحـبيب وفـاء الـدمع أو سببُهْ
قـد كنـت أحسـب صـبري لا يـذمّ وقـد
مضــى وفــي ذمّــة الأشـواق أحتسـبُهْ
يـا نازحـاً سـكن القلب الخفوق ومِنْ
إحـدى العجـائب نـائي الوصل مقتربُهْ
مـــا لاح بــرق ولا نــاحت مطوّقــةٌ
ولا تنــاوح مــن بـاب الحمـى عَـذبَُهْ
إلاّ تســاعد قلـبي والـدموع وأحنـا
ء الضـــلوع علــى شــوقٍ علا لهبــه
حكيـت يـا برق قلبي في الخفوق ولم
يفتــك إلا لهيــب الوجــد لا شـنبه
مـن لـي بأغيـد بـدر التـم حين بدا
قـد سـاء إذ رام تشـبيهاً بـه أدبـه
ممنّــــع بالـــذي ضـــمّت غلائلـــه
مـن القنـا أو بمـا أصـمت به هدبه
بيــن الأســنّة محجــوبٌ ولـو قـدروا
مــا قــوس حــاجبه أغنتهــم حجبـه
ســـلبني بالضــّنى لحمــي لــواحظه
وهـمّ أُسـد الشـرى المسـلوب لا سـلبه
لــو لـم يكـن ريقـه خمـراً ومرشـفه
كأسـاً لمـا بـات يحكـي ثغـره حببـه
كـذا ابـن أيبـك لـولا مـا حواه لما
عـن الكتـائب أغنـت فـي الورى كتبه
ذاد الأولـى عـن طريـق المجد ثم نحا
آثـــاره فقلـــت أجبــالهم كثبــه
وآب يقطـــف مـــن أغصــانه ثمــراً
إذا أتــى غيــره بالشــوك يحتطبـه
أقلامــه فرحــاً بالفضــل أنملهــا
كــلّ يخلّــق ثــوب المجــد مختضـبه
تكــاد ألســنها تمتــدّ مــن شــغفٍ
إلــى أجـلّ معـاني القـول تقتضـبه
يراعـــه روّعــت لا مــات أحرفهــا
حشـــاء منحـــرفٍ لا مـــاته يلبــه
أضــحت مســبّبة الأرزاق حيــن حكـت
ســبّابةً لعــدوّ وقــد وهــى ســببه
يـا مـن يجيـل قداح الميسر ارم بها
وارم الفجــاج ليســرٍ نجحــه طلبـه
واقصـد جنـاب صـلاح الـدين تلـق فتىً
يهــزّه حيــن يتلــى مــدحه طربـه
بنــت علــى عنــق العيّــوق همّتــه
بيتـاً تمـدّ علـى هـام السـها طنبـه
قـد أتعبـت راحتـاه الكـاتبين ولـم
يـدركه حيـن جـرى نحـو العلـى طربه
فـاعجب لهـا راحةً تسقي اليراع ندىً
إذا لـم تكـن أورقـت فـي ظلها قضبه
تناســب الــدرّ مـن ألفاظهـا وإلـى
بحـر النّـدا لا إلـى بحر الدنا نسبه
يرضــى ويغضـب فـي حـالي نـدىً وردىً
وبيــن هــذين منهـول الحمـى نشـبه
رضــاه للطّــالي جــدواه ثــمّ علـى
مــا تحتــوي يـده مـن مـاله غضـبه
الحسن بن علي بن حمد بن شَنَار (1) الغزّي الزُغاري بدر الدين : شاعر من كتاب الإنشاء في دمشق مولده سنة 706 هـ /1306م وترجم له الصفدي في "أعيان العصر" وكان صديقه وفي (ألحان السواجع)قال الحافظ ابن حجر:الحسن بن علي بن حمد بن حميد بن ابراهيم بن شنار بفتح المعجمة بعدها نون خفيفة بدر الدين الغزي الزغاري ولد سنة 706 وتعاني النظم فبرع فيه وله رسالة سماها قريض القرين تشتمل على نظم ونثر عارض بها ابن شُهيد في رسالة "التوابع والزوابع" ودخل ديوان الإنشاء بدمشق وذكره الشهاب ابن فضل الله في ذهبية القصر فبالغ في اطرائه ووصفه وانتخب من ديوانه نحو أربعة كراريس (ثم أورد ابن حجر منتخبا من أخباره وأشعاره في "ذهبية القصر" ومنها: (وكان بينه وبين جمال الدين ابن نباتة مناقرة شديدة وله فيه هجاء واتفق أنه قرأ على ابن نباتة قطعة من نظمه ونثره فكتب له : الحمد لله حاشي من فخر والصلاة والسلام على محمد ما نبح الكلب (2) من ضوء القمر واستمر في مثل ذلك وهي من عجائب ما أنشأه ابن نباتة وكانت وفاته في رجب سنة 753)وقد أورد له ابن فضل الله العمري عدة قطع له في "مسالك الأبصار" منها قطعة يتشوق فيها إلى "دير الفاروس" في اللاذقية وأخرى في التشوق إلى دير المصلبة في القدس وثالثة في معارضة سينية البحتري في وصف إيوان كسرىوانظر ما حكاه عنه الصفدي في صفحة التعريف بالديوان وفيه: وكتبت له توقيعاً لما دخل ديوان الإنشاء، لوحت فيه في غير موضع بلقب كان يلقب به، ونسخته في الجزء السادس والعشرين من التذكرة التي لي، وكتبت له أيضاً توقيعاً بنظر قمامة. (يعني كنيسة القيامة بالقدس).(1) شَنَار : كذا هي بالراء في أعيان العصر و"الدرر الكامنة" هي في "المنهل الصافي" بالنون (ابن شنان)(2) أراد بذكر الكلب لقبه الزغاري وهو من أنواع الكلاب، ومن مداعبات ابن نباتة له بلقبه هذا ما حكاه ابن حجة الحموي في كتابهكشف اللثام عن وجه التورية والاستخدام ص 195قال: ومن لطائف مداعباته (أي ابن نباته) للشيخ بدر الدين الزغاري قوله مضمناً:يـا غائباً عن مجلسٍ قد شاتمتنـدماه واشتعلت لديه الأكؤس نُبّئت أن النـار بعـدك أوقدتواسـتبّ بعدك يا كليب المجلسوفيه ص207وممن مماجناته يعني (يحيى الخباز الحموي) مع الشيخ حسن الزغاري المذكور أولا قوله:حســــن الزَّغـــاري أحمـــقيــــا بئس مـــن يـــوافقهخنقتــــه هجــــواً ومــــاللكلــــــب إلا خـــــانقه وقوله:نبـح الزغـاري عند نظم موشحوكمـال نظمـي بالسفاهة نقصافضـربته بعصا الهجا لما عوىفأصـبت مصرعه ولم تضع العصاوقوله: :قـل للزّغـاري الـذي من جهلهأمسـى لأقـوال الأكـابر هـازيهذا ابن قرصة قد سمعت هجاءهمـن ذا يجيـرك من يد الخبازوابن قرصة المذكور هو الذي هجاه الزغاري بالأبيات التي أولها:مات ابن قرصة بعد طول تعرض للمـوت ميتـة شـر كلب نابحولم يذكر الصفدي هذه النسبة في ترجمة صديقه الغزي إجلالا له وقد اكتفت بعض الكتب التي ذكرته بهذه النسبة مثل ابن معصوم في "أنوار الربيع" وابن الحيمي في "طيب السمر" والعباسي في "معاهد التنصيص"وعلى ذلك هو المقصود بقول الشاعر:توقيــع ديواننــا ينــادي يــا رب مــا للأنـام غيـرهاضــرّ بـي القـط والزغـاري وقـــد تنجســـت بــالفويرهوقد أوردهما الصفدي مع قطع اخرى في "أعيان العصر" في ترجمة القاضي جمال الدين ابن الفويرة (علي بن يحيى) والمراد بالقط شمس الدين محمد بن زين الدين الصفدي احد موقعي الدست في دمشق.وفي "تاج العروس" مادة (زغر): وكَفْر الزُّغَاري بالضَّمّ: مَحَلَّة بمصر. :وفي معجم رينهارت دوزي الذي سماه "تكملة المعاجم العربية" مادة "زغر" زغاري كلب صيد مهدل (ج5 ص 332)والأرجح أن الكلب الزعاري هو المعروف اليوم بالجعاري وهو أشهر انواع الكلاب في بلاد الشام