
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إبـــائكم فحــتى م الإبــاء
وفيـم الهجر أو فيم الجفاء
ولـم أقصـى وأبعد أم على ما
أحـال الـود أم كدر الصفاء
لقـد طـال المطال فما لديني
لــديكم حيـن أطلبـه قضـاء
فتـاة مـن بنـي جشـم بن بكر
بـدون بهائهـا وصـف البهاء
غـذاها الليـن فهي مهاة خدر
قطـوف الخطو أبهظها الغذاء
أنــاة طفلــة الأطـراف بكـر
خدلجــــة مفاصـــلها رواء
بـرود فـي الهواجر حين تحمى
سـخون حيـن يقتبـل الشـتاء
تصـدّ وتـارة تـدنو اقترابـاً
فلا منـــع يتــم ولا عطــاء
إذا مـا إن دنـت وطمعـت صدت
وبـات بحـاجتي منها التواء
هــبيني مــذنبا فتغمــديني
بعفـوك طـال بي منك العناء
وإلا قلــت فاســتمعي مقـالا
كـدر فـي النظـام لـه اتلاء
أحــرض آل ذي يمـن وهـل لـي
بغيـر فـوارس اليمن التواء
لثــأر بعــد ثـأر ثـم ثـأر
تــوالي فـي تـواتره البلاء
سـطا الحرب الذي عقمت زمانا
أبـو عمـرو فالحقها السطاء
بفيــه ميــرة مـن زرع سـوء
وزرع السـوء ليـس لـه زكاء
فـإن تغضـب لنـا يمـن تجبنا
ســراعا مـا لأيهـم انثنـاء
بخيـــل شــزّب قــب عليهــا
رجـال فـي الحروب لها غناء
ترحــل فارســا وبنــي عـدي
فــإن قلوبنــا منهــم ملاء
مـن الأحقـاد تحسـبنا سـكارى
وطـورا قد تقول بنا انتشاء
إلــى الأوطــان أولهـم وكـل
إلـى صـنعاء كان له انتواء
فواجــذلا وذاك يقــر عينــي
إذا نفلـوا كمـا نقل السّباء
وأضــحت فــارس وبنــو عـدي
علـى آثـار دمنتهـا العفاء
يقـول القـائلون لقـد تولوا
فتلــك ديــارهم منهــم خلاء
وذلــك كــائن إن شـاء ربـي
لأن اللــه يفعــل مـا يشـاء
ومـا فـي ذاك مـن درك وإنـي
لأعلــم أن ذاك بـه اللقـاء
وقـد نـامت عيـون ذوي يمـان
فطـاب لهـا على الفرش اتكاء
أقـول وقـد جـرت عبرات عيني
أضـرّ بهـا مـن الأرق البكـاء
أرانـي اللـه فـي كنفي أزال
تقـاد الخيـل تنعلها الدماء
وأسـمعني علـى غمـدان صـوتاً
لـه بقبـائل اليمـن اعـتزاء
ينـادي يـال حميـر وهـي منه
قريــب حيـث تسـتمع النـداء
كتـائب كالهضـاب هضـاب رضوى
يضـيق بهـا لكثرتها الفضاء
عليهـــا كـــل ســابغة طلاس
وفـي ايمانهـا الأسـل الظماء
وكــل مهنــد كالملــح عضـب
رقيــق اللحـى حادثـة الجلاء
وتحــت الحمــاة لكــل ثغـر
كأسـد الغـاب عادتها اللقاء
أولئك معشـــر أنــف حمــاة
تجنّــب عنهـم الخسـف الإبـاء
إذا فزعــوا فمرهفــة رقـاق
وفـي الأمـن السماحة والسخاء
هنــاك تســخّل الأسـقام عنـي
ويعقبهـا مـع الفـرح الشقاء
وتنقــع غلــة للضـيم هيمـاً
كمـا يشـفى من الداء الدواء
وتعلــم فــارس وبنــو عـدي
لأي بنــي أب نصــب اللــواء
ومـن أهـل البلاد أنحن أم هم
غـداة غـد إذا انقطع المراء
ووطئت الجيـــاد أزال حــتى
تـبرأ مـن بعولتهـا النساء
فيطفــأ باطــل ويضــئ حــق
وتحيـــا صــحة ويمــوت داء
وتشــفى حكــة بجلــود قـوم
كمـا يشـفى من الجرب الطلاء
فــإن العـرّ ليـس لـه دواء
ولا لخسيســــه إلا الهنـــاء
كمـا كـانت زمـان يزيـد لما
أنـار الحـق وانكشف الغطاء
فــإن تظفـر بـذلك مـن عـدي
ومــا فيهـم لمنتقـم جـزاء
نكـل لهـم كمـا كـالوا جزاء
بما قد أسلفوا وبما أساؤوا
وأقســم بعـد ذلـك لا أبـالي
حيـاتي إن بهـا نزل القضاء
ولا صـرف النـوائب مـا أبالي
ولا مـاذا بـه مخـض السـقاء
ولا عنـد المعـاد إذا سـئلنا
عـن الأعمـال ما كان الجزاء
ولا صـرف الـدوائر مـا أبالي
ولا مـاذا بـه حمـل النسـاء
وإن أخـذل فمـا لـي في نزار
أب أدعــى إليـه ولا انتمـاء
ولا فـي الفـرس لـي نسب قريب
ولا لــي فـي دمـائهم بـواء
ســــأترك دار مضـــيعة وذل
لــدارٍ لا يــرام لهـا فنـاء
وأوشــك رحلــة منهـا لأخـرى
يسـر لهـا المقيـم ولا يسـاء
فلــي عـن فـارس وبنـي عـدي
رواح إن خـذلت ولـي اغتـداء
ولـي أرض أعيـش بهـا وأغنـى
حيـاتي مـا حييـت ولـي سماء
وإن يربـط حمـام الموت نفسي
ومـا للنفـس عـن قـدر نجـاء
فـإن المـوت أكـرم مـا تمنى
علـى ذُل يـدوم بـه البقـاء
إلـى اللـه المعول يا لقومي
أليــس لهــذه الظلـم انجلاء
ولا للشــر والكـرب اللـواتي
يشـبن ذوائب الطفـل انقضاء
ألـح بنـا الزمان مع الاعادي
فعيـل الصبر واستلب العزاء
فيـا لهفـي ولهـف أبـي وجدي
ومــا لهفــي لمولـتي كفـاء
أترضــى حميــر لبنـي شـهاب
وحميـر العصـا وهـم اللحـاء
بـــذل بعــد مملكــة وعــز
إلـى اللـه التضـرع والشكاء
لنـا الملـك القديم وكل ملك
إذا أملاكنــا ذكـروا هبـاء
هبونــا أننــا لكــم عبيـد
وأن نســاءنا لكــم إمــاء
وأنــا ليـس يعطفكـم علينـا
قرابـــات تعـــد ولا إخــاء
فــإن جوارنــا لكــم قـديم
وإن بلاءنــــا فيكـــم بلاء
وجـاء القـوم بينهـم وفيهـم
كـذا القربـى حقـوقهم سواء
فلا تغضــوا علـى خسـف وهضـم
فيقبـح فـيّ عنـدكم الثنـاء
فكيـف ونحـن إخـوتكم ومنكـم
لنـا بكـمُ من الكرب احتجاء
وأنتـم ريثنـا وبكـم نهضـنا
كمـا يسـتنهض الدلو الرشاء
فيــا يمنـا أبعـد العـز ذل
وبعـد الـذل يفـترش الوطاء
ويــا يمنـا لئن تركـت عـدي
بما ارتكبوا لقد عظم البلاء
ويـا يمن اغضبوا وطأوا عديا
بـأجمعكم كمـا وطـئ الحذاء
وفــارس إنهـا بطـرت فرامـت
مرامكــم فأخلفهـا الرجـاء
عبيـد القيـل ذي يـزن حباهم
بـه كسـرى وقـل لـه الحباء
وشــكدته الـتي سـيقت إليـه
علـى عمـد وكالهبـة الثراء
بنـــي وارمســنوش وخــرزاذ
مـواليكم فمـا حفـظ الـولاء
وســفلة دادوى وبنــي بـزرج
وزامـرد ألا بطـروا ونـاءوا
ودقـــة بردنــوش وآل خســر
وكلا بــالقليس لهــم جـزاء
وفيـروز الـتي شـتمت لـتزري
بـذي يمـن وليـس لهـا زراء
هجــت قحطــان آفكـة عليهـا
فمـا أزرى بمحتـدها الهجـاء
وهــل لكلاب خـرف الفهـر إلا
هريــر أو نبــاح أو عـواء
وســـابور وأســرة جنــدويه
وليـس يكـون كالنّطف البراء
بيوتــات ظفـرت بهـا وأخـرى
تــدق مشــالفون وأدعيــاء
رجــال الترجمــان وآل لقـس
وأوبــاش بألســنهم خنــاء
مجــوس ينكحـون نكـاح كسـرى
وخيـر مـن نكـاحهم البغـاء
فدوســـوهم بــأرعن حميــري
كهضــب الجمــتين لـه زهـاء
لهــام لـور ميـت بـه حـراء
لزلــزل عــن قواعـده حـراء
يقــروا بــالولاء ويعرفــوه
فقـد أمسـى بهم عنه التقاء
وقـالوا الـدار دارهم إدعاء
وليـس يكـون كـالحق ادعـاء
ونــالوكم بشــتم بعـد قصـب
وذلـك مـن مقـالهم افـتراء
فقــد عمـت ذوي يمـن جميعـا
مـن الفـرس الشتيمة والبذاء
وسـاروا نحـو ربـع بني شهاب
بكـــل ثنيـــة لهــم امتلاء
فحــامى دونهــا نفـر حمـاة
لهــم فـي كـل معركـة مضـاء
أقـاموا دونهـن لهـم قراعـا
وضـربا في الرؤوس له التحاء
وذلـك مـن وجـوب الشمس دأبا
إلـى أن كـان من غده الضّحاء
وقـال كهولـة سـاروا إلينـا
أمـا لكـم عـن الفتن ارعواء
فملنــا للمـواعظ وازدجرنـا
مخافـة أن يحيـط بنا الشقاء
وأقحـم معشـر خسـروا وضـلوا
وكـان لهـم على الله اجتراء
فكـم مـن حـرة بـرزت وكـانت
بكــن ضـياء سـنتها الحيـاء
حواســر يلتطمــن وهــن بـخ
لهـن بحميـر الصـيد انتـداء
وهــن يقلـن وايمنـا سـلبنا
وســلبُ إمائنــا لكـم خـزاء
وكهلان الألـى كـثروا وطابوا
لنـا ولهـم إلـى سـبأ لقـاء
فصــولوا فارسـا وبنـي عـدي
وقل لهم بما انتهكوا الجلاء
وقومـوا فاغسلوا عارا وجسما
بحـد السـيف مـا ينقيـه ماء
فلـو أن الخليفـة رام منكـم
مرامهــم لحـل بـه الفنـاء
وجـوذبت الخلافـة فـي عراهـا
ولــم يقنعكــم إلا الوفـاء
فمــا همــت بخالـد آل قسـر
أميـة حيـن حـاق به التواء
مـع الأرذال مـن سـلفي ثقيـف
فـدارت بالوليـد رحـا وحاء
وبـــابنيه وجــدهما منــاف
كـذاك البغـي ليـس له نماء
أحلهــــم التقحـــم دار ذل
وهــم مســتخلفون وأوليـاء
فيـا عجبـا أمـا لبنـي عـدي
وسـفلة فـارس بهـم اقتـداء
أليـس مـن انقلاب الـدهر أني
رأيـت النمـر تفرسه الحداء
فــأعجبني وذا عجــب عجيــب
ليـوث الغـاب تفرسـهن شـاء
جـزى الله ابن يُعْفِر كل حسنى
فكـان لـه بنصـرتنا احتفاء
محمــدا الكريــم وكـل نفـس
لنفــس محمـد منـا الفـداء
تــداركنا الأميـر بخيـر أزر
وســيب مــا تكـدره الـدلاء
فـتى اليمن الذي سنّ المعالي
وشـيّدها فقـد شـمخ البنـاء
مقــاريٌّ تفــرع بيــت ملــك
لــه مــن كــل مكرمـة رداء
حــواليٌّ يقــوم بكــل ثقــل
وتعجبــه الممـادح والثنـاء
أغـــرّ كــأنّه بــدر منيــر
لـه بـالعرف والعفو ابتداء
إذا مـا كربـة نزلـت علينـا
دعونــاه فلـم يخـب الـدّعاء
سـما بـك يـا محمـد أي أصـل
جــدود مــا بــأيهم قمــاء
حــوال والمهــذب ذو مقــار
وذو الاذعـار واتصـل السـّناء
مقــاول حميــر وذوو نهاهـا
فــابن لـك المـآثر والعلاء
لأنـك لا تـزال إلـى المعـالي
بمحمـود الفعـال لـك ارتقاء
بنـت لـك أصـبح وبنـو حـوال
جــدودك إنهــم بـك أصـلياء
مكــارم لا تبيـد وبيـت ملـك
سـما في الجو ليس له انتهاء
إذا نظـرت بيـوت العـز علوا
فبيتــك فوقهـا ولهـا سـماء
عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي: شاعر من بادية صنعاء ذكره الهمداني في كتابه (صفة جزيرة العرب) فيمن أنجبت صنعاء من الأدباء والشعراء قال:ومن شعراء صنعاء بل من باديتها عبد الخالق بن أبي الطلح الشهابي وكان مطبوعا مفوّها مفلقاً وقد أثبتنا قصائد من شعره في الكتاب الأول من الإكليل مع أخبار بني شهابوقال في الإكليل (ص 322). « كان هو وعبد الله ابن عباد الأَكِيْلِيّ أشعر أهل عصرهما ».وعلق محمد بن علي بن الحسين الأكوع الحوالي على أبيات له في الإكليل ج1 ص148 بقوله:عبد الخالق الشهابي: من فحول الشعراء المجيدين والبلغاء المفلقين أحد النوادر الأفذاذ الذين سمحت بهم الخضراءوجادت بهم عن سخاء وجود. وهو شاعر الدولة الحوالية وسيأتي ثناء المؤلف على الشاعر في هذا الجزء الثاني وفي الجزء الثاني كما أن هذه الثلاثة الأبيات ستأتي ضمن القصيدة العصماء التي قالها الشاعر في الأمير محمد بن يعفر الحواليوالشهابي نسبة إلى شهاب بن العاقل وسيأتي نسب بني شهاب في آخر هذا الجزء إن شاء الله وقد وهم الأستاذ الكبير محب الدين الخطيب حفظه الله في تعليقه على الجزء العاشر فنسب هذا إلى شهاب بن جوب من همدان ولا عتب عليه.